المنخرطون في إغراق اللبنانيين باليأس «بدّن ما يواخذونا» لأنّنا على حافّة مواجهة كبرى سيخوضها الجيش اللبناني مع داعش، كلّ هذا السجال الذي يغرقنا به الفساد من أدوية السرطان الفاسدة إلى شابين قتلا بسلاح متفلت، كلّ هذا التيئيس إلى أين تريدون أن يقودنا؟! هل هناك ما هو جديد نشهده أم أننا سبق وعاينّا كل هذه المآسي وخرجنا منها، إلتفتوا صوب لبنان المهرجانات والحياة والفنّ، هل هناك بلد واحد في العالم تدور المعارك على حدوده فيما هو يضجّ بالفرح والحياة؟ ألم نكن هكذا طوال فترات الحروب التي عصفت بنا، ولم نيأس؟
بعض النفوس الضعيفة تريد أن تغرقنا بفكرة أنّ حزب الله انتصر بشكل حاسم، للمناسبة حتى بعد 7 أيار العام 2008، جاءت انتخابات العام 2009 لتشكّل هزيمة لحزب الله نفسه ولتؤكّد عجزه عن إخضاع لبنان لسيطرته، حتى قبل حزب الله وخلال حقبة الوصاية السوريّة والتي سُلّم لبنان لها عام 1990 لم يكفّ لبنان عن مقاومة الاحتلال السوري، وليسمح لنا الغارقون اليوم في مشاعر الهزيمة والإحباط ألم يكن اغتيال الرئيس بشير الجميّل ذروة الإحباط للمسيحيين خصوصاً ولمعظم اللبنانييّن، ومع هذا هل انتهت المقاومة اللبنانيّة؟ ثمّ لاحقاً ألم يكن 13 تشرين الأول 1990 ذروة الإحباط لنصف المسيحيين ومع هذا هل انتهت المقاومة اللبنانيّة؟ ثم ألم يكن اقتياد الدكتور سمير جعجع في 21 نيسان 1994 إلى سجن وزارة الدّفاع قمّة الإحباط من إحكام الاحتلال السوري قبضته على لبنان ومع هذا هل انتهت المقاومة اللبنانيّة؟ علينا أن ننعش ذاكرتنا قليلاً لنتذكّر الاحتلال الفلسطيني الذي عجز قبل حزب الله وإيران من ورائه، وقبل الاحتلال السوري أن يجعلنا نستسلم لفكرة «انتهى كل شيء»، حتى 14 شباط العام 2005 مع تفجير الرئيس رفيق الحريري في قلب بيروت والذي أريد للبنان واللبنانييّن لحظته أن يقولوا «انتهى كل شيء»، ومع هذا هل انتهت المقاومة اللبنانيّة؟ اسمحوا لنا هذا «التيئيس» مؤامرة!
يكاد البعض يقول لنا، هذه البلاد لا مستقبل لها ولا بها نكاد نقول ذلك، ما دام «المستقبل هو للمقاومة ومحور المقاومة»، وهذه المنطقة لا أمل لها ولا أمل بها ما دامت الانتصارات الوهميّة متضخمة إلى هذا الحدّ!! و»ما تواخذونا» دعونا نسأل متى كنّا دولة مستقلّة؟! للبنان تاريخ من العجز والسقوط في قبضة احتلالات مستورة أو معلنة، منذ كان لبنان، لطالما كان مختطفاً من جهة ما، ولطالما كانت حكوماته عاجزة عن اتخاذ قراراتها كدولة مستقلّة، فشهدناه ساقطاً تحت احتلالات جمال عبدالناصر وياسر عرفات إلى النظام السوري والشيطان الإيراني، ومجدّداً ربّما علينا أن نتساءل: متى كنّا فعلاً دولة مستقلّة؟! واسمحوا لنا مجدداً، إنّ أقصى ما يستطيع أن يفعله حزب الله هو التعطيل بالسياسة أمّا التعطيل بالسّلاح فنقول: «هالمية ألف صاروخ يبلّن ويشرب ميّتن» لأنّه ولحظة احتلاله رسميّاً للبنان يكتب بيده نهايته ومغادرة المقاومة اللبنانيّة سلميّتها.
حرام.. لا يستحق اللبنانيّون هذا التيئيس اليوم وعلى مدار الساعة، لا إيران ولا ألف حزب لها يستطيع أن ينتصر في لبنان ولا على لبنان، ولا في المنطقة أيضاً وهذه الفورة الشيعيّة الفارسيّة اعتاد عليها التاريخ العربيّ الذي هبّت عليه الرياح العاتية دائما من خراسان وانتهت كلّها بنكبات على أهلها، لو سمحتم إقرأوا تاريخ لبنان والتاريخ العربي المجيد على مساوئه وبلادته وقبليته وجاهليته وغبائه!!
الجيش اللبناني يدك مواقع داعش في جرود القاع ورأس بعلبك، استعدوا المعركة على وشك أن تبدأ، وفي لبنان اليأس ممنوع، هذا الدرس يعلّمنا إياه لبنان كلّ يوم ألف مرّة ومرّة.