IMLebanon

المبادرة الروسية ستنفذ في لبنان والاردن

 

ثمّة من يروّج في لبنان أنّ المبادرة الروسية بشأن إعادة النازحين السوريين الى بلادهم متوقّفة حالياً، أو أنّها لم تنطلق في الأساس نظراً للمعوقات التي تعترض طريقها، وأوّلها عدم موافقة الولايات المتحدة والدول الأوروبية عليها وعلى تمويلها، ما يجعل العودة الى سوريا غير ناشطة. إلاّ أنّ مصادر سياسية مطّلعة أكّدت، نقلاً عن الجانب الروسي بأنّه يُتابع مسيرة إعادة النازحين السوريين من لبنان والأردن على دفعات وبشكل يومي، كما يسعى الى بذل الجهود من أجل الحصول على موافقة الدول الإقليمية والأوروبية التي تستضيف النازحين على بدء التعاون والتنسيق معه لتنفيذ بنود المبادرة الروسية.

 

وكشفت المصادر بأنّه في إطار تنفيذ المرسوم الرئاسي السوري الصادر في 9 تشرين الثاني من العام 2017، جرى حتى 21 نيسان الجاري العفو عن الخدمة العسكرية المؤجّلة لـ 57.636 نازحاً سورياً بينهم بعض الذين حملوا السلاح غير الشرعي. كما حصلت خلال الـ 24 ساعة الماضية عودة 1203 نازحاً الى سوريا، بينهم 392 نازحاً من لبنان عبر معبري جديدة يابوس وتلكلخ، و811 نازحاً سورياً من الأردن عبر معبر نصيب.

 

وبذلك يكون قد عاد، وفق المبادرة الروسية، منذ 18 تمّوز 2018 وحتى نيسان الجاري 198.345 نازحاً سورياً، بينهم 70.046 من لبنان عبر المعابر الخمسة، و128.299 من الأردن عبر معبر نصيب. ووفقاً للمعلومات الإجمالية التي تمتلكها روسيا، هناك 45 دولة في العالم تستضيف النازحين السوريين الذين يبلغ عددهم حتى 1 تشرين الأول 2018، 6.696.131 نازحاً ولاجئاً سورياً مسجّلاً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينهم 2.008.839 امرأة، و3.415.027 طفلاً، و1.272.265 رجلاً. في حين بلغت حصيلة النازحين العائدين الى الأراضي السورية 427.625 منذ 30 أيلول من العام 2015، أي ما يُقارب النصف مليون نازح.

 

ومع استكمال روسيا لمبادرتها بشأن إعادة النازحين التي بدأتها في تمّوز الماضي، أصبح عدد النازحين السوريين المسجّلين اليوم في دول الجوار والعالم 6.366.583، من بينهم 946.291 في لبنان، و670.238 في الأردن، و3.646.889 في تركيا، و534.011 في ألمانيا، و253.085 في العراق، و132.165 في مصر، و74.998 في هولندا، و42505 في النمسا، و17.995 في الدانمارك، و13139 في اليونان، و6702 في سويسرا، و5899 في قبرص وسواها. علماً أنّ عددهم في بعض هذه الدول يبقى على حاله، لأنّ أي عودة لا تحصل حالياً منها باستثناء ألمانيا التي قامت، في فترة سابقة، بترحيل عدد كبير من اللاجئين السوريين لديها لأسباب مختلفة يتعلّق بعضها بارتكابهم جرائم عدّة بحقّ الشعب الألماني، بعد أن كانت تستضيف على أراضيها نحو مليون لاجىء سوري.

 

وأفادت بأنّ عدداً كبيراً من النازحين السوريين يبلغ 1.712.264 قد أبدى رغبته في العودة الى بلاده من 10 دول مضيفة لهم: فمن لبنان أعلن 889.031 نازحاً سورياً عن رغبته في العودة الى أرضه، ومن تركيا 297.342 (فقط)، ومن ألمانيا 174.897، ومن الأردن 149.268، ومن العراق 101.233، ومن مصر 99.834، ومن الدانمارك 412، ومن البرازيل 149، ومن النمسا 68، ومن الأرجنتين 30 لاجئاً سورياً… الأمر الذي من شأنه، على ما أوضحت المصادر نفسها، تسهيل تحقيق المبادرة الروسية، خصوصاً وأنّ السلطات السورية تتعاون معها على حلّ بعض المعوقات التي تُعرقل عودة البعض. يبقى أن تحذو الدول العربية والأوروبية الأخرى التي تستضيف النازحين السوريين حذو لبنان والأردن في التجاوب مع المبادرة لتبدأ العودة منها.

 

وأكّدت بأنّ لبنان الرسمي يُواصل العمل مع الروس بهدف إعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين الذين يرغبون في العودة الى بلادهم، سيما وأنّ العودة باتت مُتاحة لمجمل الأراضي السورية التي تنعم اليوم بالإستقرار والأمن. ولحظت بأنّ الإنقسام السياسي حول موضوع إعادة النازحين لم يعد يُهدّد استقرار التوازنات داخل الحكومة الجديدة، سيما وأنّ المكوّنات السياسية كافة أصبحت مقتنعة بضرورة التنسيق مع السلطات السورية، وإن لم تُعلن ذلك، لإعادتهم وإزاحة الأعباء الناتجة عن النزوح عن كاهل البلد. كما أنّ الحكومة السورية، على ما عقّبت، تتخذ خطوات نشيطة تهدف الى زيادة حركة العودة من أراضي الدول الأجنبية الى بلادها. ويطلب الجانب الروسي من السلطات السورية، من ضمن اللجنة اللبنانية- الروسية المشتركة تسهيل عودة النازحين عبر إلغاء الخدمة العسكرية الإجبارية، والغرامات المالية في حال التخلّف عن الخدمة، وإعادة النظر في قوانين إثبات ملكية العقارات مثل القانون 42، وضمان بالتالي عدم التعقّب والملاحقة والإستدعاء الى التحقيق والإعتقالات لبعض النازحين العائدين لكي لا يتمّ إجهاض مسيرة العودة.

 

وتنطلق هذه القناعة من أنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتجه اليوم الى تغيير موقفها من العودة السورية، على ما أشارت المصادر، وإن لم توافق بعد على المبادرة الروسية، كونها لا تريد أن تمنح روسيا وسام إنجاز العودة بمفردها. لهذا ذكرت بأنّها تسعى الى دراسة العودة، على ضوء الظروف القائمة حالياً في المناطق السورية. علماً أنّ النازحين العائدين يبدون فرحتهم بالعودة ويقومون بتشجيع الباقين في الدول المضيفة الى اتخاذ قرار العودة للمساهمة بإعادة إعمار مناطقهم واستعادة حياتهم الطبيعية في بلادهم.

 

وبعد مرور 9 أشهر على طرح المبادرة الروسية بشأن إعادة النازحين الى سوريا، استطاع الروس إعادة نحو 200 ألف نازح الى بلادهم، من دون أن يلقوا مساعدة فعلية من أي دولة كبرى، باستثناء التجاوب الذي أبداه لبنان والأردن اللذان رحّبا بالمبادرة ويعملان مع الجانب الروسي على تحقيقها على مراحل. وأفادت المعلومات، بأنّ الروس قاموا بمشاورات واتصالات جديدة لإعادة إحياء مبادرتهم، كونهم يريدون أن تسلك طريقاً أسرع في إعادة النازحين لا سيما من دول الجوار أي لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر في المرحلة الأولى، كونها تستضيف العدد الأكبر من مجموع النازحين في المنطقة والعالم. على أن تقوم لاحقاً بتطبيق المرحلة الثانية أي بعودة اللاجئين السوريين من الدول الأوروبية والغربية الى بلادهم.