IMLebanon

متى وكيف تنتهي الحرب الروسية – الأوكرانية؟!

 

بعد مؤتمر سويسرا الأخير، قد تكون الأسئلة في الحرب الروسية – الأوكرانية بأهمية الأجوبة عليها! في حين أن المستغرب هو دور الاتحاد الأوروبي السلبي بالدفع باتجاه الاستمرار بالحرب بدلاً من لعب دور وسيط للسلام!

وفي الأسئلة، هل تستطيع أوكرانيا الانتصار على روسيا؟ وكيف يتصور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هذا السيناريو على المدى الطويل؟ وهل يعطي المزيد من التسليح الغربي والمزيد من التمويل فرصاً أكبر لأوكرانيا لكسر روسيا والانتصار عليها؟! هل التفكير في هذا الاتجاه هو جديّ؟!

 

أيهما أهم لأوكرانيا، هل هو إرهاق روسيا على حدودها أو وقف تدمير مدنها في الداخل الأوكراني؟ من يعطي لأوكرانيا بضربها للداخل الروسي ضمانات بعدم استعمال روسيا للسلاح النووي ضدها؟ هل تكفي تطمينات أميركا بايدن، بانتظار أميركا ترامب؟!

أسئلة كثيرة، أجوبتها ليست في صالح أوكرانيا!

في المقابل هل يجب على أوكرانيا التخلّي عن المناطق الخمس التي تعتبرها روسيا جزءاً من أراضيها، بعد تصويت سكانها، بغالبيتهم الروسية، للانضمام الى دولة روسيا الفيدرالية؟

إن صعوبة الحرب بالنسبة لأوكرانيا أنها تجري على أراضيها، وعلى حدود المناطق الخمس التي ضمتها روسيا، أي القرم، دونيتسك، لوغانسك، خيرسون وزاباروجيا. والرئيس بوتين أعلن صراحة أنه لا ينوي التخلّي عن هذه الأراضي! فهل يمكن لأوكرانيا استعادتها بالقوة؟ وهل يجب أن تتخلّى عنها؟

منذ سنة تماماً (4 حزيران/يونيو 2023)، أطلقت أوكرانيا الهجوم المضاد! ولكنه فشل فشلاً ذريعاً! إذ لم تنجح أوكرانيا خلال 6 أشهر وحتى نهاية العام الماضي من استعادة أكثر من 14 قرية! في حين خسرت لاحقاً عدة قرى.

قوة روسيا ميدانياً هي في تحصيناتها «الدفاعية» في المناطق الخمس بعد أن ضمّتها، من دون شنّ هجمات واسعة على مناطق أخرى.

وتركت روسيا مبادرة شنّ الهجمات المكلفة مادياً، والمكلفة في التجهيزات، والمكلفة في الخسائر البشرية للجيش الأوكراني. ولا تبدو أوكرانيا قادرة على كسر الدفاعات الروسية، لا صيفاً، وبالتأكيد لا شتاءاً أيضاً!

يشترط الرئيس بوتين «فعلياً» استسلام أوكرانيا. فهو، في مبادرته الأخيرة، طالب، بالإضافة الى الاحتفاظ بالأراضي الخمس، طالب أوكرانيا بالانسحاب منها وبنزع السلاح في بعض المناطق.

واشترط بوتين أيضاً عدم انضمام أوكرانيا الى حلف الأطلسي! وإذا كان الاستسلام، بالشكل، غير وارد لأوكرانيا، فإن مطلب عدم تواجد صواريخ الأطلسي على حدود روسيا مع أوكرانيا، هو مطلب لن يتراجع عنه بوتين مطلقاً!

يدرك الرئيس بوتين أن الوقت يعمل لصالحه، خاصة في حال عودة مرجحة للرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض! ترامب الذي، من جهته، انتقد زيلينسكي بشدة منذ أيام بحصول الأخير على 60 مليار دولار من الولايات المتحدة وبمطالبتها فوراً بدفعة من 60 مليار دولار أخرى.

من جهة أخرى، يدرك الرؤساء في أوروبا الغربية والولايات المتحدة أن التذرّع بالقانون الدولي أصبح حجة ضعيفة! إذ يواجه ذلك بعدم إمكانية تطبيقه على حرب روسيا – أوكرانيا ورفض تطبيقه على إسرائيل في الحرب على غزة.

أوروبا الغربية عانت الأمرّين بمعاداتها لروسيا من دون أن تحقق أي شيء يُذكر! فهي تعاني من مشاكل اقتصادية جمّة بسبب تخلّيها عن الغاز الروسي، واضطرار بعض دولها للعودة الى الفحم الحجري. كما أنها لم تنجح بمساعدة أوكرانيا بالحفاظ على أراضيها!

وهذه النتيجة الاقتصادية تمّ ترجمتها في السياسة بخسارة معظم قادة دول أوروبا الغربية في الانتخابات الأوروبية الأخيرة. وأبرزها الخسارة المدوية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز وكذلك باستمرار أقصى اليمين في ايطاليا وفوزه في النمسا ورومانيا…

لن يحقق الاستمرار في الحرب أي مكاسب لأي من الأطراف! لا بل هو يزيد المآسي على الناس في كل مكان!

والمخرج الظاهر الوحيد هو اعتماد الحل السلمي السياسي، فهذا الحل لن يكون، وهو غير ممكن، عسكرياً! بل هو سيكون بكل بساطة بالتفاوض مع روسيا. وهو على الأرجح سيتحقق العام المقبل، مع عودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض نهاية العام الحالي.