استحضرتُ دفعة واحدة أرواح فلاديمير لينين، ماوتسي تونغ، عز الدين القسّام، تشي غيفارا، المهدي بن بركة، هو تشي منه، سبارتاكس، عمر المختار، مهاتما غاندي، جمال عبد الناصر، فيديل كاسترو، مارتن لوثر كينغ، عبد القادر الجزائري، نلسون مانديلا، أحمد عرابي، مالكوم إكس، أحمد بن بلة، كوامي نكروما، باتريس لومومبا، سعد زغلول، جوليوس نيريري، عبد الكريم الخطابي، إيميليانو زاباتا، يوسف العظمة، بانشو فيلا، مايكل كولينز، و كريم بلقاسم.
وبعد السلام والكلام والتعارف والسؤال عن الأحوال … طلبتُ منهم من باب الرجاء والاستعطاف والمعونة، أنْ يُشيروا عليّ، من واقع خبراتهم المتنوّعة ومسيراتهم النضالية عبر العصور وفي مختلف البلدان والقارات، ماذا يُمكن فعله في الحالة اللبنانية والواقع الحالي للوصول إلى التغيير والإصلاح المنشودين، والتخلّص من الفساد والتبعيّة والتزلّم والمحسوبيّة والمذهبيّة.
أبدوا جميعاً ترحيبهم واندفاعهم ورغبتهم الأكيدة في إعطاء أفضل مشورة وأنجع النصائح العمليّة وأنسبها، بما يخدُم الغلابى و«المعتّرين» والمُستضعفين المسحوقين في لبنان.
وبعد خلوة مُضنية استمرّت ثلاثة أسابيع بلياليها، خرج شيخ المُجاهدين عمر المختار ونظر إليّ نظرة منكسرة خفيضة، وقال بصوت غلبته الغصّة وشابته الحشرجة: حسبُك الله ونعم الوكيل يا أخي!!