قبل أن تصل ارتدادات الاتفاق السعودي ـ الإيراني إلى موضوع رئاسة الجمهورية، تشهد الساحة المسيحية سباقاً بين جهود بكركي لعقد اجتماع نيابي مسيحي في رعايتها للإتفاق على مرشح أو مرشحين لرئاسة الجمهورية من جهة، وبين جهود تأمين «حزب الله» ورئيس مجلس النواب نبيه بري المزيد من الأصوات لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
وقد تقاطعت المعلومات بأنّ الجهود التي يبذلها المطران انطوان بو نجم بدأت بتحقيق تقدم يؤمل أن يؤدي إلى نتيجةٍ سريعة لأنّ أي مماطلةٍ في هذا الإطار ستخرج بحسب مصادر متابعة، من سيكون رئيساً للجمهورية، من أيدي المسيحيين وستبقيه لدى الطوائف والمذاهب الأخرى التي لا تستسيغ في المقابل أي دورٍ مسيحي في تزكية مرشح لرئاسة الحكومة، أو حتى الحديث لا من قريب ولا من بعيد في رئاسة مجلس النواب.
وأشارت المعلومات إلى أنّ «التيار الوطني الحر» لا يعارض آليةً لاختيار مرشح أو مرشحين يحظون بأكثريةٍ مسيحيةٍ، وأنّه يمكن «للتيار» أن يتفق مع «القوات اللبنانية» و»الكتائب» على أكثر من اسم وأن تكون لهذه الأسماء خريطة طريق تعمل بموجبها مع جميع اللبنانيين بمن فيهم «حزب الله»، وأن يتمكّنوا من التواصل مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية.
وقالت مصادر متابعة للتحرك على الساحة المسيحية إنّ القوى المعارضة لـ»حزب الله» لن تتمكن من إيصال رئيسٍ من صفوفها وأنّ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ليس مرشحاً، كما أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران ليس مرشحاً أيضاً وطريق بعبدا ليست سالكة، في حين أنّ «حزب الله» قد يتمكن من إيصال مرشحه في لحظة إقليمية معينة على خلفية الاتفاق السعودي-الإيراني، وهو احتمال لا يمكن غض النظر عنه أو اعتباره مستحيلاً، بمشاركة من نواب «اللقاء الديمقراطي» ونواب سنّة من بيروت والشمال ونواب مستقلين وفي حضور نواب تغييريين.
وأشارت المصادر إلى أهمية الحوار المسيحي في هذه المرحلة برعاية بكركي وهو يأتي أيضاً في السياق الذي تحدث عنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي أشار إلى أن لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني لبناني، ولا يمكن لتقارب من هذا النوع أن يحصل إلا بالتخفيف من حدة المواقف من قبل جميع الأطراف المسيحية والإدراك أنّ هناك مصلحة واحدة تربطهم وهي الحفاظ على لبنان وهويته، وقد أصبح هذا الأمر قناعة راسخة عند الغالبية العظمى من المسيحيين ولا يحتاج سوى لترجمة عملية.