Site icon IMLebanon

دمشق على عتبة العودة إلى الجامعة العربية

 

بعد الاعلان عن التقارب السعودي- السوري وتبادل الزيارات بين وزيري خارجية البلدين، والتي كان قد سبقها زيارات على المستوى الرئاسي بين دمشق والامارات، واستعداد بعض الدول العربية اعادة العلاقة الى طبيعتها مع سوريا بعد انقطاع استمر لاكثر من عشر سنوات، اتجهت الانظار الى ما ستكون عليه الخطوات المقبلة خصوصا لجهة تعبيد الطريق امام سوريا للعودة الى الجلوس على مقعدها في الجامعة العربية، او امكانية حضور الرئيس بشار الاسد القمة العربية المقرر انعقادها في التاسع عشر من الشهر الحالي في المملكة العربية السعودية.

من خلال المتابع لمجرى الاحداث في المنطقة تأكد بأن علاقات سوريا بمحيطها العربي ذاهبة نحو الافضل وبالاتجاه السليم، وان التواصل الذي يجري مع قصر المهاجرين في السر والعلن من قبل دول عربية يعزز الاعتقاد بوجود رغبة مشتركة في اعادة وصل ما انقطع بفعل الاحداث التي عصفت بسوريا عل مدى اكثر من اثنا عشر سنة، وهذه الرغبة الايجابية نابعة من كون ان مناخات المنطقة برمتها قد تبددت، وان هناك من يريد الانتقال من مرحلة المواجهة الى الحوار، بما يتوافق مع الخارطة الجديدة، والتي ترسم في الشرق الاوسط بعيداً عن سيناريوهات القطب الواحد والتي ادت الى تعميم الفوضى واشعال الحروب في اكثر من مكان.

تؤكد المعطيات بأن دمشق ستكون في الايام المقبلة مقصدا للكثيرين من المسؤولين العرب، وان الكثير من الالغام والعوائق التي ابعدت سوريا عن محيطها العربي سيُعمل على ازاحتها، وستُعبَّد الطريق حكماً امام عودة السفراء والدبلوماسيين العرب لفتح مقرات سفاراتهم والعمل بشكل طبيعي كون ان المسؤولين السوريين ابدوا كل استعداد لتقديم اي مساعدة من شأنها ازالة الهراجس والتي تنتاب البعض ممن ما  زالوا يطرحون الاسئلة والاستفسارات حول بعض القضايا التي استجدت في ضوء احداث السنوات الماضية.

وما يعزز الاعتقاد بأن الاتصالات والمشاورات التي تجري باتجاه دمشق ستثمر نتائج ايجابية في وقت قريب، هو ما اعلنه الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط من ان عودة سوريا الى الحضن العربي بات اكتمالها وارداً، وإن كان قد اشار الى ان ذلك سيتم على مراحل بعد مناقشات بين الاعضاء في الجامعة، علما ان الاجتماع الذي عقد في الاردن الاثنين الفائت بين وزراء خارجية الاردن والسعودية والعراق ومصر وبحضور الوزير السوري قد اشار الى وجوب مقابلة خطوات الحكومة السورية الايجابية بالمثل، والتدرج نحو التوصل إلى حل سياسي للازمة في البلاد.

ان كل ما يجري يصب في اتجاه عودة المياه الى مجاريها بين دمشق والدول العربية وخصوصا الخليجية، وان الموقف القطري سرعان ما يتبدد بعد فترة وجيزة من الزمن، خصوصا وأن الشروط  المطلوبة لذلك ليست تعجيزية وهي ممكن ان يتم الاجابة عليها في القريب العاجل، من خلال الخطوات التي ستقوم بها سوريا على المستوى السياسي إن في الداخل او تجاه الخارج.

تبقى الضغوط الاميركية التي ستمارس حكما بغية عرقلة عجلة التواصل بين دمشق والدول العربية، فهل ستلجأ واشنطن الى هذه الوسيلة، ام انها تدرك بأن مسار الاحداث في المنطقة لم يعد يتأثر الى حد كبير بهذه الضغوطات، كما المراحل السابقة. الاجابة على هذا السؤال لن تتأخر طويلاً، فانعقاد القمة العربية لم يعد بعيداً، مع الاشارة هنا الى ان الجامعة العربية ستعقد الاحد المقبل  اجتماعين غير عاديين، على مستوى وزراء الخارجية العرب حول سوريا والسودان.

وذكرت تقارير دبلوماسية بأن الدورة الاولى ستخصص لمناقشة تطورات الازمة السورية ومسألة اعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، في حين ستبحث الدورة الثانية الحرب الدائرة في السودان.

وفي حال بقيت المناخات الموجودة حالياً، وفتحت ابواب الجامعة العربية بوجه سوريا، فإن ذلك يعني اننا سنكون امام مرحلة جديدة مغايرة تماماً للسنوات العشر الماضية، وان الكثير من الملفات الساخنة سيُعمل على تبريدها، وان لبنان سيكون من بين الاوائل الذيي تصب في صالحهم هذه المعطيات الجديدة، خصوصا في ما يتعلق بأزمة النازحين التي باتت تشكل قنبلة موقوتة، بعد الاحتكاكات اليومية التي تحصل بين لبنانيين ونازحين.