Site icon IMLebanon

الڤيتو السعودي

الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو اتفاق دولي وهذا صحيح، ولكن السؤال: هل يمكن ان يصير هذا الاستحقاق استحقاقاً لبنانياً؟

هذا سؤال صعب ولكن لا شيء مستحيل في الحياة الا الموت اذ ان لكل مشكلة في الدنيا حل، وبالمناسبة فان هذا الاستحقاق الرئاسي تحقق لبنانياً مرة واحدة في تاريخ لبنان وكان ذلك يوم انتخاب المغفور له الرئيس سليمان فرنجية, وكما نعلم فانه جاء حصيلة اتفاق بين القيادات المسيحية الكبرى ممثلة بالمرحوم الرئيس كميل شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار، والمرحوم الشيخ بيار الجميل رئيس حزب الكتائب، والمرحوم العميد ريمون إدّة رئيس حزب الكتلة الوطنية.

نعود الى سؤالنا حول تحقيق هذا الاستحقاق لبنانياً في الوقت الذي لا يخلو بيان لحزب الله او اي تصريح لمسؤول كبير او صغير من اتهام المملكة العربية السعودية بأنها تمنع الاستحقاق ولا تريد للبنانيين ان ينتخبوا رئيساً لبنانياً .

ونحن بدورنا نسأل: هل يمكن ان يكون الاتفاق في باريس بين الرئيس سعد الحريري والجنرال ميشال عون حول ترشح عون للرئاسة حصل من دون علم السعودية؟ طبعاً الجواب واضح وصريح وهو ان الاتفاق حصل بموافقة المملكة التي لا تضع فيتو على اي رئيس يختاره اللبنانيون. هذا اولاً.

اما بعد انقضاء نحو السنة ولم يتفق المسيحيون بين بعضهم البعض، وكي لا يبقى هذا المركز الاول في الجمهورية اللبنانية شاغراً جرى اتفاق بين الرئيس سعد الحريري وبين الوزير سليمان فرنجية على ان يرشح الرئيس الحريري الوزير سليمان فرنجية للرئاسة علماً ان علاقة الوزير فرنجية مع بشار الاسد معروفة وانه من فريق 8 آذار، وهنا ايضاً يبرز السؤال كيف يمكن للرئيس الحريري ان يرشح الوزير فرنجية المحسوب على بشار من دون معرفة او موافقة السعودية؟

اما المرة الثالثة فكانت يوم اقام السفير السعودي حفل عشاء في منزله في اليرزة الملاصقة لقصر بعبدا دعا اليه جميع القيادات السياسية في لبنان من دون استثناء احد وطبعاً كان على رأس المدعوين الجنرال ميشال عون … فهنا تؤكد المملكة العربية السعودية ان ادعاءات حزب الله وايران بأن السعودية هي التي تمنع تحقيق الاستحقاق الرئاسي هو كلام كاذب وغير صحيح.

بالمناسبة ايضاً اضحكنا بيان حزب الله البارحة الذي يتهم السعودية بأنها متفقة مع اسرائيل على تأجيل الملف النفطي، وانها أهدرت او خسرت لبنان 850 كليومتراً مربعاً لمصلحة اسرائيل.

يا جماعة عيب الضحك على عقول الناس! وعيب اكثر ان يكون حزب الهي يقول كلاماً غير صحيح، خصوصاً ان بينهم اصحاب عمائم والمفروض ان يكونوا قدوة صالحة في الصدق والاستقامة والعمل الصالح.

اخيراً نعتذر كلبنانيين من اخواننا العرب خصوصاً من المملكة العربية السعودية ومن ملكها ومن قيادتها ومن شعبها على تزوير الحقائق ونقول ان حزب الله لا يمثل الا نفسه بمثل هذا الكلام.