Site icon IMLebanon

السعوديون في طرابلس: انتهاء الأحادية الحريرية

كانت لافتة زيارة القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري لطرابلس، نهاية الأسبوع الماضي، خصوصاً أنها لم تشمل أياً من وزراء تيار المستقبل ونوابه ومسؤوليه، واقتصرت على معارضيه.

ورغم أن بخاري استدرك هذه «الهفوة»، أمس، بلقاء «جبر خاطر» في عاصمة الشمال (حضره الوزير محمد كبارة والنائب سمير الجسر ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين)، إلا أن جولة السبت أكدت التوجه السعودي للانفتاح والتواصل مع القوى السياسية السّنية خارج «المستقبل»، وأنها لا تزال اللاعب الإقليمي الأكثر تأثيراً في الساحة السّنية. هذا التوجه رسّخته جولة المسؤول السعودي التي شملت الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين السابقين فيصل كرامي وأشرف ريفي والنائب محمد الصفدي، علماً أن الزيارة جاءت بدعوة من ميقاتي للمشاركة في الحفل الذي تقيمه دار الفتوى و»جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» في طرابلس، لمناسبة اختتام «جائزة عزم طرابلس الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده»، بعدما كان بخاري قد حضر حفل إطلاق الجائزة في بيروت مطلع الأسبوع الماضي. واللافت أن لقاء بخاري مع ميقاتي شمل أداءهما معاً صلاة الجمعة في المسجد المنصوري الكبير، وجولة في الأسواق القديمة.

مصادر مقربة من ميقاتي شدّدت على أن «علاقة خاصة تربطه بالمملكة، وهو لم يكن يوماً في موقع الخصومة معها، ورأت أن لها رمزية معينة بغض النظر عن علاقتها مع فريق لبناني على حساب بقية الفرقاء». وأكدت أن الأطراف السياسية السّنية خارج تيار المستقبل «بدأت تلمس تغيّراً في السياسة السعودية حيالها، وأن الرياض اليوم تقف على مسافة واحدة من الجميع».

التقارب السعودي مع قوى سياسية غير تيار المستقبل قد يترجم تقارباً سنّياً ـــ سنّياً. إذ كشفت مصادر ميقاتي أنه «جرى الاتفاق على عقد لقاء قريب وموسع لكل القوى والشخصيات السياسية السّنية في دار الفتوى برعاية المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، وهو لقاء كان يصعب عقده في السابق، بسبب رفض تيار المستقبل إعطاء أي شرعية أو دور سياسي لغيره في الساحة السّنية».

كرامي من جهته أكد لـ»الأخبار» أن «اللقاء مع المسؤول السعودي كان جيداً، وأكد حرص الرياض على العلاقة الجيدة مع الجميع، وعلى استقرار لبنان»، لافتاً إلى أن السعودية «تبين لها وكأنها لم تقدم شيئاً إلى لبنان في خلال السنوات السابقة، بسبب الحصرية السياسية». وقال إن انفتاح المملكة على القوى السنية خارج تيار المستقبل «قرار جرى إبلاغه للجميع، ولا حصرية سياسية بعد اليوم لأحد. وهذا القرار بدأت ترجمته عملياً». وإذ أوضح أن «اللقاء لم يتطرق للشأن الداخلي، وتحديداً التحالفات الانتخابية على الساحة السّنية»، أكد «أننا لمسنا توجّهاً لدى السعودية لتوحيد الصف السّني، وهي قادرة على ذلك لما لها من مونة على الجميع، وقبولاً من أغلب الأطراف».

ريفي، من جهته، رفض الإفصاح عمّا دار في الخلوة التي جمعته ببخاري لأن «المجالس بالأمانات».