Site icon IMLebanon

المعركة الثانية أو الثالثة

بين لبنان وأميركا قصة طويلة تبحث عن حلّ قصير.

طبعا، لا أحد يريد الطلاق أو المواجهة بين بيروت وواشنطن، ولا أحد من الفريقين قادر على حرب في غير أوانها.

إلاّ أن التوافق المطلوب، يبقى أهمّ من الشك المزروع بين زعيمة العالم الحرّ، وقائدة العالم، المضبوط على قاعدة ما هو مزروع في نيّات غامضة نحو مستقبل مشكوك في ولائه والنيّات.

لبنان يعرف ذلك.

وأميركا ليست غريبة عنه.

والأحاديث عن تراكيب سياسية، مهّدت للانتخابات الرئاسية الأميركية هي بيت القصيد.

لكنها ليست الواقع المزعوم.

وان يحلو لفريق أساسي في اللعبة السياسية أن يتعايش مع هذا الواقع…

سعد الحريري باق في واشنطن.

قبل سنوات كان الرئيس سعد الحريري في البيت الأبيض، وحضر الى بيروت من دون رئاسة حكومة سلّمها طوعا، عبر الوزير الملك للرئيس الطرابلسي.

الآن، وعشيّة الانتخابات النيابية، سواء جرت أو تأجلت فان المعركة الانتخابية المقبلة أهمّ من الفوز بحفاوة البيت الأميركي.

ربما أهمّ.

وربما أصعب.

لكن الحرب الثلاثية آتية، وقوامها الى حين آخر، الثلاثي نجيب ميقاتي وسعد رفيق الحريري والوزير أشرف ريفي.

طبعا، المواجهة الطرابلسية أصعب، من المواجهة الأميركية حيث لا مواجهة ولا حرب.

ولكن، لا أحد يضمن مواقف الآخرين، في عاصمة الشمال.

ولا أحد يضمن وقوف الوزير محمد الصفدي الى جانب تيار المستقبل ولا مواجهة أو استسلام أشرف ريفي، ولا اتضاح المستقبل الانتخابي للوزير فيصل كرامي وإبن عمّه الوزير أحمد كرامي.

لكن لكل منهما رصيده وحيثياته السياسية.

طبعا، لا أحد ينكر الأوار المرتقبة للمقعد الماروني أو للمقعد الأرثوذكسي ولا للصوت التفضيلي.

إلاّ أن وجود حامل أوراقه والأختام وزير الخارجية، مع رئيس الحكومة في واشنطن، يمعن في تجهيل الصورة.

إلاّ ان وزير الخارجية السابق جان عبيد يحمل أسرار المعركة في جيبه، وهو مرتاح الى نتائج المعركة قبل حدوثها، والذي حصد سابقا مقاعد كميل شمعون وسواه، ليس عرضة للمساءلة والمحاسبة. وان كانت طموحاته السياسية تتجاوز الانتخابات النيابية.

من هنا تبدو معارك العاصمة الثانية في لبنان، أشدّ مضاضة من المعارك الأميركية على أبواب البيت الأبيض، لكنها تبقى مجهولة النتائج السياسية والانتخابية.

صحيح ان الرئيس رشيد كرامي، قضى بنسف الطائرة المروحية فوق البترون وجبيل، وان الزعيم الوطني عبدالمجيد الرافعي، رحل أخيرا بعامل المرض، إلاّ أن مقعد طرابلس باق رمزا لمصير عاصمة تبحث عن زعيم، في أيام الضمور السياسي. إلاّ ان للمعركة نكهة ليست بعيدة عما يبحث عنه الرئيس سعد الحريري في واشنطن. وهو مكتوب له في عاصمة لبنان الثانية.

والحرب الثنائية أو الثلاثية تبقى غامضة في معزل عن الدور المرتقب لوزير الداخلية نهاد المشنوق، ذلك ان لوزير الانتخابات نصف الانتصار المرتقب بعد تسعة أشهر.