Site icon IMLebanon

المرحلة الثانية

مجيء الروس الى سوريا وتورطهم في الحرب الدائرة فيها يمكن النظر إليهما في نظرتين متباينتين.

البعض يرى أنّ في هذا إنقاذاً للنظام الذي كان قيد السقوط فاستنجد الايراني بالروسي، إذ توجّه قاسم سليماني على جناح السرعة الى موسكو مستغيثاً… وكان أن تجاوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولبّى نداء الاستغاثة طبعاً ليس إكراماً لعيون بشار إنما لأهداف عديدة لا يمكن استقراء مدى تحققها منذ اليوم.

والبعض الآخر يرى أنّ التدخل الروسي جاء كي لا تسقط الدولة السورية في أيدي «داعش»… وهي كانت على وشك السقوط.

والاتصال الهاتفي الذي تم مباشرة بعد انتهاء زيارة بشار الى موسكو بين الرئيس الروسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جاء تأكيداً على أنّ الحضور الروسي ليس لإنقاذ بشار إنما لإنقاذ سوريا عبر المفاوضات.

وهناك مؤشران: التركي وافق على المشاركة في المفاوضات، والسعودية قالت بمرحلة موقتة تنتهي سريعاً برحيل الأسد.

إنّ سوريا مقبلة بالضرورة على المرحلة الثانية التي هي المفاوضات أو العودة الى «جنيڤ 1» ثم التوصّل الى تشكيل هيئة إنتقالية يتمثل فيها الأطراف جميعاً، وتحظى بالصلاحيات المطلقة، فلا يبقى لبشار أي صلاحية خلال هذه المرحلة الانتقالية (التي تنتهي برحيله).

وتبقى ملاحظة وهي أنّ بشار توجّه الى موسكو للقاء بوتين من دون أن يصطحب معه أياً من أركانه، وبالذات لم يكن معه وزير الخارجية وليد المعلم ولا المستشارة بثينة شعبان… فهل هذا دليل عدم ثقة، حرصاً على أن تبقى المحادثات سرية جداً حتى عن أقرب المقربين خصوصاً إذا تضمنت دعوة بوتين لبشار كي يستعد للرحيل بعد المرحلة الانتقالية.