منذ العام 1943 ولغاية اليوم، الاستحقاقات الرئاسية كلها كانت باتفاقات خارجية، بدأت بالانكليز والفرنسيين، ثم بجمال عبدالناصر… وفي العام 1970 اتفق الزعماء المسيحيون الثلاثة كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إدّة (بعد فوزهم في الانتخابات النيابية في العام 1968) فرشحوا سليمان فرنجية الذي فاز بصوت واحد كان صوت نائب الكورة فايز غصن الذي كان محسوباً على الفريق الآخر ولكنه لم يستطع أن «يطلع» من فرنجية.
وكان فرنجية في «تكتل الوسط» الذي كان يضم مجموعة من القادة والنواب الذين وقفوا في الوسط بين حلف الزعماء المسيحيين «الثلاثي» و»النهج»… وكان أبرز وجوه «الوسط» الرئيس صائب سلام والرئيس كامل الأسعد والرئيس (لاحقاً) سليمان فرنجية والشيخ حبيب كيروز وآخرون…
ونحن اليوم، ومنذ سنتين ونصف السنة لم يبقَ مسؤول في العالم إلاّ ويطالب اللبنانيين بانتخاب رئيسهم.
وكانوا يدعون ومعهم كنا جميعاً ندعو المسيحيين، وندعو المسؤولين، وندعو النواب، وندعو الأقطاب، وندعو الكتل والأحزاب… الى شد الهمّة وانتخاب رئيس… ولكن عبثاً.
وحوّل غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي هذا الموضوع الى هاجس يومي يأكل معه في الصحن، في العظات والتصريحات وبيانات مجلس المطارنة، ومواقفه عموماً في الداخل والخارج.
وكان ان اتفق الزعيمان المسيحيان الكبيران ميشال عون وسمير جعجع على ترشيح الأوّل لرئاسة الجمهورية، وكان ينقص هذا الاتفاق مباركة سنّية.
اتفق المسيحيون وسرعان ما بادر الرئيس سعد الحريري وقرّر…
وهكذا التقت الإرادات الوطنية على هذا الترشيح… وبات الأمل كبيراً بالحل القريب لملء الفراغ الرئاسي، وعودة الروح الى الدولة بدءًا برأسها.
ونلفت الى أنّ ما تردّد عن أنّ السفيرة الاميركية أعربت للحريري عن تحفّظ بلدها عن قراره دعم عون للرئاسة هو عار من الصحّة جملة وتفصيلاً وأصلاً الحريري ذاته نفى هذه الشائعة.
والخلاصة أنّه: عندما يتفق الداخل، خصوصاً المسيحيين والمسلمين فإنّ لا إرادة خارجية تستطيع أن تقف في وجهه.
كما سنة 1970 كما هذه السنة… فالتاريخ يعيد نفسه… وسيكون لبنان على موعد مع رئيس هو صناعة لبنانية كاملة.
عوني الكعكي