IMLebanon

الخطة السرية للائتلاف: إنهاء حكم الأسد

من حقيبة “النهار” الديبلوماسية

“الهدف السياسي – الاستراتيجي الحقيقي لدول الائتلاف ليس الاكتفاء بالعمل على إلحاق الهزيمة تدريجاً بتنظيم “داعش” والقوى المتشددة والإرهابية من طريق الغارات الجوية والعمليات العسكرية المختلفة، بل الإضطلاع أيضاً بدور أساسي في صنع مستقبل سوريا والتعاون معاً من أجل نقل هذا البلد الى مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد وضمان قيام سلطة جديدة فيه تحقق تطلعات الشعب بكل مكوناته وتكون قادرة فعلاً على إنهاء الحرب وإنجاز الأمن والسلام والإستقرار فيه. هذا الهدف متفق عليه سراً بين أميركا ودول غربية وعربية وإقليمية مؤثرة، لكن هذه الدول ترفض منذ الآن كشف أوراقها وخططها في هذا الشأن وتركز جهودها على تحقيق إنجازات ملموسة في هذه الحرب من أجل الإنتقال لاحقاً الى مرحلة التغيير السياسي الشامل في سوريا”. هذا ما أدلى به إلينا مسؤول أوروبي بارز معني مباشرة بهذه القضية وتطوراتها. وقال ان استراتيجية الائتلاف هذه تستند الى الامور والعناصر الأساسية الآتية:

أولاً – دول التحالف على اقتناع بأن حربها على المتطرفين والإرهابيين تخدم المعارضة السورية المعتدلة وتعزز مواقعها لأن “داعش” شكل ويشكل خطراً حقيقياً عليها إذ ان هذا التنظيم خاض في الأشهر الاخيرة حرباً عليها من أجل محاولة القضاء عليها. وفي المقابل، يرى الائتلاف ان حربه ليست لمصلحة الأسد لأنها تسحب من يده ورقة استغلال وجود “داعش”، ذلك ان الرئيس السوري تواطأ مع هذا التنظيم مراهناً على إمكان عقد صفقة مع أميركا ودول مؤثرة أخرى تجعله شريكاً في الحرب على الإرهاب وتمهد لعلاقات طبيعية معه وضمان بقائه وبقاء نظامه. لكن هذا الرهان غير الواقعي سقط ورفضت دول الائتلاف قيام أي نوع من التعاون بينها وبين الأسد، بل حمّلته مسؤولية انتشار المتطرفين والإرهابيين وانهيار الأوضاع في سوريا، مما شكل نكسة كبيرة للنظام. وباتت قضية “داعش” ورقة في أيدي المعارضة السورية ولمصلحتها.

ثانياً – دول التحالف على اقتناع بأن الحرب الجوية تضعف “داعش” لكنها ليست كافية وحدها للقضاء عليه وعلى المتشددين والإرهابيين، بل ان من الضروري شن حرب برية على هذا التنظيم في مرحلة من المراحل. والحرب البرية سيخوضها المعارضون السوريون المعتدلون وخصوصاً بعد تعزيز قدراتهم القتالية والتسلحية ويمكن أن تنضم اليهم فيها قوات كوماندوس أميركية وقوات عربية وتركية. وستهدف الحرب البرية الى تمكين المعارضة من السيطرة على المناطق المحررة من سلطة “داعش” وقد تمهد لمواجهات مع قوات الأسد مما يحول الصراع صداماً مباشراً مع النظام ويفتح الباب أمام عملية التغيير الكبير في سوريا.

ثالثاً – دول التحالف على اقتناع بأن أزمتي سوريا والعراق باتتا مترابطتين أكثر من أي وقت مضى وان من الضروري حسم المعركة مع “داعش” والمتطرفين والإرهابيين في سوريا للانتصار على هذا التنظيم في الساحة العراقية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تجب معالجة الجذور والأسباب الحقيقية العميقة لنمو نفوذ المتشددين والإرهابيين في سوريا مما يتطلب العمل الجدي وبوسائل متنوعة على تغيير نظام الأسد المسؤول الأول عن الواقع الفوضوي البالغ الخطورة في بلده. واستناداً الى ديبلوماسي غربي مطلع، “كان العراق قبل بدء هذه الحرب مصدر قوة لنظام الأسد، لكنه بات الآن مصدر ضعف قاتل له إذ ان الحفاظ على هذا البلد ومنع تفككه وغرقه في الفوضى الأمنية الواسعة يشكلان مصلحة حيوية لأميركا ولدول المنطقة. وتحقيق هذا الهدف يتطلب إنهاء نشاطات المتطرفين والإرهابيين في سوريا مما يجعل ضرورياً إيجاد تركيبة حكم جديد ضمن نطاق حل سياسي شامل للأزمة السورية”.

وأوضح المسؤول الأوروبي ان من المثير للإهتمام ان الرئيس باراك أوباما تحدث أخيراً بوضوح عن ضرورة إسقاط نظام الأسد إذ قال في مقابلة مع شبكة تلفزيون أميركية “ان الولايات المتحدة تريد إطاحة نظام الأسد لأنه ارتكب جرائم فظيعة ضد شعبه”. وأضاف: “اننا لن نعمل على تحقيق الإستقرار في ظل حكم الأسد لأن المناطق السنية في سوريا ترى ان الأسد إرتكب أعمالاً فظيعة والعالم شاهد على ذلك. ومن أجل ضمان نجاح حل سياسي طويل الأمد للأزمة والحفاظ على سوريا دولة موحدة مستقرة، ليس ممكناً أن يشرف الأسد على العملية السياسية برمتها”