Site icon IMLebanon

انتخابات مجلس الضمان انطلقت: الشيطان يكمن في تفاصيل الحصص

 

بدأت ورشة تغيير مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بناء على دعوة وزير العمل محمد كبارة الموجّهة إلى الهيئات الأكثر تمثيلاً، المحددّة في المرسوم 2390، والتي تمهلهم حتى أول شباط لإنتخاب مندوبيهم إلى المجلس. وبحسب المعلومات المتداولة بين النقابيين والمكاتب العمالية للأحزاب، ليس هناك اتفاق حاسم بعد على تفاصيل توزيع الحصص والأسماء، بل محاولات من الأطراف التي تملك ثقلاً وازناً في الاتحاد العمالي العام ولدى هيئات أصحاب العمل لفرض مرشحيها.

 

ومعلوم أن مجلس إدارة الضمان يتألف من 26 عضواً، يتوزعون بين 10 للعمال يسميهم الاتحاد العمالي العام، و10 لأصحاب العمل تسميهم هيئاتهم بالاتفاق مع الجهات السياسية التي تملك «مَونة» عليهم، و6 يمثلون الدولة ويعيّنون بقرار من مجلس الوزراء. ولطالما كان هناك سعي من الأطراف السياسية لبسط سيطرتها على مجلس الضمان من خلال الاستحواذ على 14 عضواً بالحد الأدنى.

واستجابة للدعوة، حدّد الاتحاد العمالي العام يوم الجمعة المقبل موعداً لانتخاب ممثليه مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وتشير معلومات يتداولها نقابيون إلى أن لدى الاتحاد تصوراً كاملاً للأعضاء المرشحين، وأنه أجرى سلسلة اتصالات مع حركة أمل وحزب الله وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي والقوات اللبنانية تركّزت أساساً على أسماء المرشحين المسيحيين.

 

 

«أمل» تطمح للحصول على النصف + 1… تقدم للقوات وإقصاء للتيار

وبحسب المعلومات، تم الاتفاق على تسمية جورج علم وأسد خوري عن القوات، انطون انطون عن المردة، بطرس سعادة عن القومي، وبشارة الأسمر (رئيس الاتحاد العمالي العام ــــ مقرب من حركة أمل). أما الحصة الإسلامية فاتفق على أن تضم ثلاثة شيعة وسنيَّين اثنين. وفيما الحصّة السنية ليست محسومة بالكامل لتيار المستقبل الذي رشّح عبد الله اللطيف الترياقي استباقياً. لم يتوصل المكتب العمالي لحركة أمل والمكتب العمالي لحزب الله بعد الى اتفاق على توزّع الحصة الشيعية. فإلى جانب مرشح من أمل وآخر من حزب الله، أكّدت مصادر مطلعة أكدت أن الحركة تضع «فيتو» على تسمية المرشح الثالث فضل الله شريف، الأمر الذي لم يعلّق عليه ممثلو الحزب، ما يمكن اعتباره موافقة ضمنية على طرح اسم بديل قد يكون كمال يتيم.

لكن أين التيار الوطني الحرّ في تسمية ممثلي العمال؟ يعلق مصدر في أحد المكاتب العمالية بالقول: «إذا كان للتيار عمال فلهم حق تسمية ممثليهم… لكن أين عمالهم؟»!

وفي السياق نفسه، تنتخب نقابات التجار وجمعية الصناعيين غدا ممثليها في المجلس. وعلمت «الأخبار» أن نقابات التجار حسمت تسمية إيلي شلهوب (قوات) ممثلاً عن جمعية تجار زحلة، ومنير طبارة (مستقبل) عن جمعية تجار بيروت. كما حسم رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل إعادة تسمية غازي يحيى (يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس إدارة الضمان ـــــ محسوب على أمل)، لكنه لم يحسم إعادة تسمية العضو الحالي في المجلس هاني أبو جودة في انتظار التوافق بين الأحزاب المسيحية.

ومن شبه المحسوم أن هناك نية لتغيير ممثل النقابات المهنية والمدارس (مهدي سليمان ــــ محسوب على حركة أمل)، وممثل شركات التأمين انطوان واكيم واستبداله بكلير سبعلاني مع نيّة لخوض معركة الأخير لرئاسة مجلس الإدارة.

وفي انتظار تبلور أسماء بقية المرشحين في الأيام المقبلة والاتفاق على تسمية ممثلي الدولة، فإن الملاحظ حتى الآن أن القوات تستحوذ على حصّة واسعة من المقاعد المسيحية، وأن التيار الوطني يتعرض لمعركة إقصاء، فيما تعمل حركة أمل على الاستحواذ على 14 عضواً هم ممثلو العمال العشرة (باعتبار «مَونتها» على كل ممثلي الاتحاد العمالي العام) واثنان من أصحاب العمل واثنان من ممثلي الدولة.