IMLebanon

تسوية السلسلة وضعت على طريق الحل

 

تحت ضغط عامل الوقت وضرورة استدراك ما تبقى من ايام قبل حلول موعد دفع الرواتب التي اعدت جداولها وفقا لسلسلة الرتب والرواتب الجديدة، اقلع الاسبوع الحالي على حركة تصعيد في الشارع غير محددة الافق، وبلبلة حكومية تنتظر الاخراج الانسب لما اتفق عليه في الكواليس ،رغم تصعيد رئيس مجلس النواب وغمزه من قناة ملائكة الرئاسة الاولى التي حامت فوق المجلس الدستوري، ما لم ينفه القاضي سليمان.

وعلى وقع سيناريو «العجز» السياسي الذي لم يفلح منذ قرار «الدستوري» بإيجاد حلّ سريع للازمة القديمة – الجديدة، وعودة مسلسل الاضرابات من قبل المستفيدين من السلسلة الى الواجهة، وعلى وقع «الانتقادات» السياسية لما صدر عنه، تناغم في شكل كامل مع موقف الرئيس ميشال عون الذي ربط اقرار سلسلة الرتب والرواتب بإقرار الموازنة العامة، لفت المراقبون صدور القرار بالاجماع ،ما طرح علامات استفهام كثيرة حول وجود قطبة ما تخفي توافقا سياسيا من تحت الطاولة، بحسب ما تؤكد المصادر، والذي بدأ مع تسوية اقرار السلسلة في قانون منفصل وفرض ضرائب في قانون خاص لتمويل نفقات وهو مخالف لقانون المحاسبة العمومية.

فتحت وطأة سبحة الاعلان عن الاضرابات ،اضطرت الحكومة الى اللعب على عامل الوقت تمهيدا لتنفيس الاحتقان في الشارع، بعدما كانت تبلغت الجهات المعنية تقارير امنية واضحة تحدثت عن موجة شغب وفلتان قد تحصل ويستفيد منها طابور خامس في حال تحرك الشارع، فيما كان الوزراء في الداخل يغنون كل على ليلاه وفقا للحسابات الشعبية، وسط غياب صيغة واضحة لوزير المال الذي طلب مهلة لاعداد صيغ «محددة» يطرحها على جلسة اليوم، رشح ان الاقرب منها الى التنفيذ ،يقضي بعدم دفع الرواتب وفقا للسلسلة الجديدة، دون تعليق الاخيرة، وفقا لديباجة قانونية تستند الى قانون المحاسبة العمومية لا تسمح للموظفين بالمراجعة امام مجلس شورى الدولة، على ان تدفع لاحقا كل المستحقات المترتبة للموظفين، بعما بات بحكم المستحيل ان لا حل ممكنا الا بإقرار الموازنة العامة والالتزام بما حكم به «الدستوري»، خصوصا ان المشاورات بشان قطع حسابات السنوات الماضية تقدمت كثيرا وباتت قاب قوسين او ادنى من انجازها.

ورأت المصادر ان رئيس المجلس النيابي يدفع باتجاه هذا الحل، «رافضا» ضمنا السير باي تعديل قانوني بوقف العمل بقانون السلسلة حفاظا على هيبة الدولة والمجلس النيابي، معتبرا ان على الاطراف جميعا تحمل مسؤولياتها، والاسراع في انجاز تسوية ال 11 مليار لتخطي عقبة قطع الحساب وبالتالي اقرار الموازنة بمواردها الضريبية الجديدة وفقا لما حدده المجلس الدستوري.

في غضون ذلك اشارت اوساط سياسية مراقبة الى ان الجدل الدائر حول السلسة وما آلت اليه الامور ليس بعيدا عن عملية شد الحبال القائمة على محور الرابية – عين التينة ،معتبرة ان تحليل ما جرى يؤكد ان رئيس التيار الوطني الحر استطاع ان يسجل اكثر من هدف في اكثر من مرمى، فهو ردّ «الامر» كبري مع تبني المجلس الدستوري لوجهة النظر العونية لجهة دمج السلسلة بالموازنة، مظهرا المجلس في صورة المخالف للدستور، ناجحا الى ذلك في هز العصا للقوات اللبنانية، التي ستضعف في الشارع امام حزب الكتائب الذي سيأكل من صحن معراب الشعبي، بعدما حقق الشيخ سامي «انتصاره» الدستوري، ام ثالثا فهو قدم طوق النجاة لرئيس الحكومة لتبرئة ذمة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في مسألة ال 11 مليار،بعدما بات ذلك مطلب جميع الفئات والسياسيين كباب وحيد لاقرار الموازنة والسلسلة.

اذا معركة فرض التوازنات الجديدة التي طالما حكي عنها مع وصول الرئيس القوي تستمر فصولها، بين الرئاستين الاولى والثانية بعدما باتت الثالثة في «جيب» رئيس الجمهورية حيث نجحت حتى الساعة نظرية التوافق بين طرفي الثنائية التنفيذية. ولكن هل تؤثر زوبعة لقاء باسيل – المعلم على ما تشهده بيروت فتنقلب التوازنات من جديد؟ فماذا بعد؟ ماذا لو عجزت الدولة وميزانيتها، وهو الاكثر ترجيحا، عن تكبّد نفقات السلسلة في غياب الضرائب؟ ماذا لو صحت المعلومات عن وقف السلسلة؟ وماذا لو وضعت الدولة امام تحديات ذاقت مرارتها اكثر من مرة وكادت تؤدي الى انفجار اجتماعي؟