Site icon IMLebanon

هل يُكرِّس حزب الله ٧ أيار بالانتخابات؟

 

تحلُّ ذكرى استباحة حزب الله العاصمة بيروت في السابع من ايار، بالسلاح الذي كان يدّعي أنه لمواجهة العدو الاسرائيلي، هذا العام، والجرح الذي تسبب به، لم يندمل، بل يزداد نزيفاً  ووجعاً عن السابق، بعد استباحة الوطن  كله بعد ذلك، بالسلاح الايراني نفسه، ومصادرة مقدراته، وتعطيل حياته السياسية، وتاجيج الخصومة بين مكوناته، والتي بلغت حدود العداوة هذه الايام، ما اوصل البلد إلى حال الفوضى و الانهيار المدمر، الذي يعصف باللبنانيين  هذه الايام.

 

يوم السابع من أيار عام ٢٠٠٨، سقط القناع المزّيف، وكشف حزب الله  عن وجهه الحقيقي الذي غشّ به اللبنانيين  طوال العقود الماضية.

لم يعد السلاح الذي يحتفظ ويتباهى به الحزب ،موجها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من لبنان في الخامس والعشرين من شهر أيار عام الفين،  وقيام الامين العام للحزب حسن نصرالله بالإعلان في خطابه المشهور عن التحرير حضوريا، باحتفال  حاشد على مقربة من الحدود الجنوبية ،بل اصبحت مهمته  تنفيذ مشروع الفتنة الايراني، بالسيطرة الايرانية على لبنان كله بعد انسحاب قوات الوصاية السورية منه ربيع عام ٢٠٠٥، بفعل انتفاضة اللبنانيين العارمة ضد نظام بشار الاسد، احتجاجا على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يومذاك، و استعماله  قاعدة ومنصة، للمشاركة في الحروب المذهبية بسوريا والعراق واليمن واستهداف الدول العربية الشقيقة والصديقة.

في ذلك اليوم الاسود المشؤوم،  اخترع  نصرالله الحجج والذرائع الباطلة، ليستبيح حزب الله الايراني بيروت، ويقتل ابناءها، ويهدد الجبل والمناطق المتضامنة معها، وكاد ان يتسسبب بفتنة مذهبية وطائفية، تحرق الاخضر واليابس، لولا تدارك السياسيين والزعماء الوطنيين خطورة  هذا الاعتداء السافر، وا لمسارعة الى احتواء تداعياته الخطيرة.

ابشع الصور والمشاعر، التي خلفها السابع من أيار لدى ابناء بيروت والوطنيين اللبنانيين على اختلافهم، تشبيه اعتداء حزب الله على العاصمة، باعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاصرت العاصمة واهلها في صيف العام ١٩٨٢، لمدة ثلاثة أشهر عقابا على وقوفها ودعمها للمقاومة الفلسطينية في نضالها لتحرير فلسطين.

منذ السابع من أيار عام ٢٠٠٨،  استمر حزب الله بقضم الدولة، مؤسسة تلو اخرى والهيمنة عليها، ولم تنجح  كل صيغ المهادنة والتسويات، التي جُربت معه، لتفادي جرّ لبنان الى دوامة الفوضى والخراب والانهيار الحاصل، بدءا من حكومات الوحدة الوطنية، التي فشلت وسقطت، الى تفاهم بعبدا الذي تملص منه الحزب قبل ان يجف حبره، الى ربط النزاع، واخيرا، التسوية الرئاسية التي اوصلت مرشحه ميشال عون إلى الرئاسة الاولى بقوة التعطيل للانتخابات الرئاسية، لاكثر من عامين كاملين. كل هذه الصيغ سقطت، واحدة تلو الاخرى، باختلاق ذرائع مزيفة ،لان هدف الحزب هو ابقاء لبنان تحت سيطرته الكاملة، منحازا للنظام الايراني، مسلوخا عن محيطه العربي، ومعاديا لدول صديقة خارجية.

كان الحزب يستغل كل تسوية او تهدئة مؤقتة تحصل، للانتقال إلى المرحلة اللاحقة، لمدِّ سيطرته أكثر من السابق، والامعان في  الهيمنة على لبنان، مرتاحا الى وجود مسؤولين بالسلطة، من رئيس الجمهورية وغيره، ادوات، تسهِّل تنفيذ مشروعه وتواصل تغطية وجود سلاحه مقابل مكاسب شخصية جانبية، على حساب المصلحة الوطنية العليا. والاهم ان الحزب استفاد ويستفيد من انتهاء صراعه مع إسرائيل، مع التزامه ثبات المحافظة على الهدوء الكامل على الحدود اللبنانية الجنوبية، منذ صدور القرار الدولي رقم١٧٠١ عام ٢٠٠٦، وحتى اليوم، للهيمنة على الداخل والانغماس اكثر بالتدخل في شؤون الدول العربية الشقيقة، بينما يلاحظ ان حملات التهويل والتهديد التي يطلقها نصرالله، من وقت لاخر ضد إسرائيل، هدفها التغطية على التفاهمات المعقودة وابقاء عصب جمهوره المنكفىء مشدودا.

الكل يعلم ان اعتداء حزب الله السافر على بيروت  بالسلاح وقتل أبنائها العزل، يأتي استكمالا لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، المدان فيها كوادر  من الحزب الذي يرفض تسليمهم للمحاكمة حتى اليوم، لما كان يمثله الرئيس الشهيد من حيثية وطنية وشعبية وعربية وخارجية مهمة، وفي اطار المخطط الجهنمي الخبيث لوضع اليد على بيروت اولا، وعلى لبنان كله لاحقا.

اليوم ،أكثر من أي وقت مضى، يحاول حزب الله، توظيف مسلسل الاغتيالات ضد الرموز السياسية والوطنية والفكرية والاعتداء على بيروت في السابع من أيار، وهيمنته السائدة، بتكريس سيطرته على لبنان بالانتخابات النيابية، لاكتساب شرعية لتغطية احتفاظه بالسلاح الايراني غير الشرعي المخالف للدستور، خلافا لرغبة وموافقة معظم اللبنانيين،  مستفيدا من شرذمة وانقسام القوى السياسية المعارضة والتغييرية، وعدم اتفاقها على قواسم وطنية مشتركة وجامعة لمواجهة  هيمنته صفا واحدا ، بعد ان نجح مع حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، بفرض قانون انتخابي لصالحه قبل ذلك،  الامر الذي يثير شكوكا وخشية كبيرة من ان تكون  نتائج الانتخابات النيابية لصالحه وأتباعه المرتزقة من كل الطوائف،  ما يعني دخول لبنان في مرحلة جديدة معقدة واكثر صعوبة.