باختصار شديد دخل ملف تأليف الحكومة في «الكوما» …كل المعلومات الواردة من مصادر مهمة جدا في ٨ آذار تجزم بان كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ينتظران ضوءا اخضر اميركيا وفرنسيا وعربيا للمضي قدما في تسهيل التاليف، ووفقا لتاكيدات تلك المصادر ، فانه من المستبعد ان ياتي هذا الضوء حاليا ، ولبنان ترك مرة جديدة لمصيره.
والان، ما زاد الطين بلة، فرض عقوبات على رئيس التيار الحر جبران باسيل حيث نكون قد دخلنا عمليا في المجهول وبات مصير تشكيل الحكومة في خبر «كان».
وتابعت المصادر ، في مرحلة التكليف، لم تكن الامور اسهل من اليوم، كان عون مصرا على عدم اجراء الاستشارات في موعدها او على الاقل عدم تسهيل امر تكليف الحريري» الرجل الذي لا يطيقه اذا لم نقل اكثر « والعكس صحيح ، ولكن فجاة جاءت كلمة السر الفرنسية المغطاة اميركيا: لا تاجيل للاستشارات ولا تكليف الا للحريري ، ويجب تسهيل التاليف وتشكيل الحكومة في فترة قياسية .
ولكن فجأة حصل ما لم يكن في الحسبان ، دخل الفرنسيون في دوامة الصراع مع الاسلام المتشدد بعد التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، وتحول الاهتمام الاميركي بلبنان فجاة الى لا مبالاة بعد ضمان ورقة تفاهم ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة وبسبب الانتخابات الرئاسية الاميركية، وبالتالي ادار الطرفان مع شركائهما العربيين الظهر للبنانيين تاركينهم يتخبطون في ملف تشكيل الحكومة.
وعليه، تحولنا من التفاؤل الى التشاؤم، ولكن المثير هنا هو اعلان المصادر في ٨ آذار المقربة من الثنائي الشيعي ، بان مصير الحكومة ربطه كل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالخارج بشكل كامل، وبات يمكن تسمية حكومة الحريري بحكومة «الوكالة والمحاصصة الدولية» ، واي كلام خلاف هذا الكلام هو ذر للرماد في العيون.
نحن لا نقول، والكلام للمصادر، بانه قبلا لم يكن هناك تدخلات خارجية في تشكيل الحكومات، ولكن هذه المرة خرجت الامور عن السيطرة ولم يعد مقبولا الاستمرار في لعبة المراوغة وشد الحبال وتعلية السقوف وتضييع الوقت وكيل الاتهامات فيما ازمة التشكيل في مكان اخر.
وبكل صراحة، جزمت المصادر ان القصة لا تتعلق بمسالة المداورة او الاسماء ، فهذه التفاصيل متفق عليها منذ ما قبل تكليف الحريري او حتى ابعد من ذلك في مرحلة تكليف السفير مصطفى اديب.
وبالتالي، فاننا اليوم نشهد حالة سياسية جديدة لا مثيل لها وغير مقبولة، وللاسف من المنتظر ان نشهد المزيد من الانهيارات والمشاكل حتى لو تم تشكيل الحكومة، فالعقبات الدولية التي حالت حتى اللحظة دون التوصل الى التشكيل سنواجهها في المستقبل حين يبدا العمل الجدي مع صندوق النقد الدولي وفي المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان.
اما بالنسبة لموقف الثنائي الشيعي من التاخر المتعمد في تشكيل الحكومة ، بامانة نقول «لا موقف» ، فالثنائي يتفرج فقط على ما يحصل لان المشكلة ليست عنده ولم تكن يوما عنده ولا امكانية لتدخله بشكل مباشر في ظل ربط ملف تاليف الحكومة بالاوامر والمعطيات الخارجية.
وتابعت المصادر، انه وفق ما بات معلوما ، فان الثنائي مسهل لامر تشكيل الحكومة الى اقصى الحدود ولكن تواصله مع الحريري مؤجل حاليا بانتظار مآل المشاورات التي يجريها مع عون، وعليه، اعتبرت المصادر انه لا داعي حاليا لاي لقاء او تواصل بين الحريري والخليلين، مبررة بان هذا الامر غير مقصود ولا خلفية له باستثناء ما تقدم.
وفي حين كشفت المصادر بان الحريري اتفق مع الثنائي منذ ما قبل التاليف على كل الامور المتعلقة بحصته في الحكومة، سواء بالنسبة لتثبيت وزارة المال من حصته او حول آلية اسقاط الاسماء على الوزارات، اكدت في المقابل ان موافقة الثنائي على اي «وزارة» ستطرح عليه سيتم بناء على شكل الاتفاق الذي سيبرمه الحريري مع عون، مستبعدة ان تنجح مسالة المداورة في الحقائب الاساسية.