بين أولوية اهتمام “حزب الله” بجمهوره في البقاع الشمالي، وبحاضنته الشعبية جنوباً تضيع مساعداته “لناخبيه الذين اوصلوا نائبه أنور جمعه الى البرلمان بـ15600 صوت في البقاع الأوسط”، بعدما اختصر مساعداته على الدائرة الحزبية الضيقة، هذا ما كشف عن تمايز طبقي في الاسرة الواحدة، لتكبر دائرة الحالة الاعتراضية وينكسر حاجز الخوف من التعبير عن الفقر والوجع، حتى أمست المقولة الشائعة “الدولارات والنعيم لابن الحزب والجوع للحركي”. حسب تعبير احد المواطنين في بلدة الكرك، الذي سبق وأبدى انتقاداته للتسمية الشهيرة “الثنائي” الملاصقة لتحالف غير متوازن. ويجد أنهم أمسوا امام جائحتي “كورونا والكرتونا”، تعبيراً عن رفض هذه المساعدات كرشى انتخابية لا تغني ولا تسمن عن جوع.
هكذا بدأت تطفو ارتدادات الازمة الاقتصادية والمعيشية على سطح مياه العلاقات الاجتماعية في القرى ذات الغالبية الشيعية وبدأ الجوع يدق الابواب فيها كما باقي اللبنانيين، ولم يعد “الزواج المرحلي” بين حركة أمل و”حزب الله” على المستوى السياسي، ينتج هيمنة ورضوخاً شعبياً كاملاً.
ففي البقاع يجاهر محازبو” أمل” في مجالسهم بانتقاداتهم اللاذعة لحزب الله ولقياداته المتخمين ثراء وسيارات فارهة، واعتبارهم أن الحزب يكيل بمكيالين في خصوص مساعدات الناس والبطاقات التموينية “سجاد” التي يعتمدها في السيناريو الاسوأ المحتمل بعد وقف الدعم.
ليصل الأمر بالحركيين لان يناقشوا بمشروع الحزب السياسي على المدى البعيد، وعدم قدرتهم على مجاراته ومنافسته في تقديم المساعدات لمحازبيهم كما يفعل “أصبحت تقديماته المادية والصحية والغذائية محصورة فقط بالمتفرغين، بعدما توقف عن دفع الدولارات للانصار”، بحسب حركي في البقاع، ليسأل أين ذهب اسطول الحزب الصحي ومراكز الحجر والعزل التي تحدث عنها نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم عندما أعلن الانتصار على “كورونا”، ولم نر او نجد منها في البقاع الا العدد المعهود من سيارات الاسعاف ومجموعة متخصصة بدفن الموتى تنتقل من بلدة الى اخرى.
فيما حركي عتيق يجد “جريمة بحق امل والمحرومين استمرارها بتحالف غير متوازن، لان الحزب لديه قدرات مالية ضخمة ودعم دولي واقليمي له، فيما نحن مشروعنا قيام الدولة اللبنانية”. وتابع القيادي الحركي “نكذب ان لم نعترف أن الازمة انعكست على الواقع التنظيمي وبدأت تضيق مساحتنا الحزبية والتنظيمية للحركة والحزب، وتتسع دائرة المستقلين والناشطين المؤيدين للثورة في القرى.
وقالت مصادر مقربة من حزب الله لـ”نداء الوطن” إن الانتقادات الحاصلة في الوسط الشعبي طبيعية لانها اتت نتيجة قرار الحزب في تخفيف مساعداته حالياً، وأضافت المصادر “الحزب يتحضر مادياً ومساعدتياً لما هو قادم من أيام سوداء، حينها تدرك الناس ان الحزب على حق، في ادخاره كل شيء، واعتماد بطاقات تموينية لحصص غذائية، كما قام باستيراد أدوية ومستلزمات طبية واستشفائية، وخزن كميات كبيرة من البنزين والمازوت في لبنان وعند الحدود اللبنانية السورية تحسباَ لأي طارئ.