IMLebanon

الوضع سيئ لا شك لكن بالإمكان المعالجة

 

 

 

في النشيد الوطني اللبناني، كلامٌ يقول:

بحره برُّه درَّة الشرقين…

هل ما زال هكذا؟

أيُّ مغادِر أو أيُّ عائد، بالجو، أو أيُّ خارج في البحر، أو أيُّ متجوِّل في البر، يرى عكس ذلك تماماً…

بالأمس انتشرت بقعة آسنة قبالة خليج جونيه… الخليج الأروع والأكثر جمالاً على المتوسِّط، تعددت التفسيرات في معرفة حقيقة البقعة:

منهم مَن قال إنَّها مجارير كسروان، ومنهم مَن قال إنَّها فضلات الفيول من معمل الذوق الحراري، ولكن في الحالين مجارير أو فضلات فيول فإنها سموم إما تصيب الإنسان بالأوبئة وإما تقتل الثروة الحيوانية.

وما يُقال عن خليج جونيه، يُقال أيضاً عن شاطئ المطار حيث تتجمَّع النفايات والمجارير، وحيث أنَّ مطمر الكوستابرافا يوزِّع انبعاثاته الكريهة والسامة على المغادرين والواصلين، وأصبح هناك مصطلح ثالث في المطار وهو المنتظرين:

فالمغادر ينتظر طويلاً، وقد تسبقه الطائرة، والعائد ينتظر طويلاً بسبب الضغط، والكوستابرافا بالمرصاد للإثنين، ذهاباً وإياباً ليبقى عبقه في الذاكرة، علماً أن الذي يغادر لبنان بإمكانه أن يحمل معه من الذكريات، أفضل بكثير من مآثر الكوستابرافا.

شاطئ مدخل بيروت الشرقي ليس أفضل حالاً:

مطمر، محرقة، مجارير، مسلخ.

الشواطئ المتبقية ليست أفضل حالاً.

هكذا الصورة غير زاهية على الإطلاق. هذا عن بحرِه، فماذا عن برِّه؟

ليس درَّة الشرقين على الإطلاق، أو على الأقل لم يعد كذلك، فبعض المناطق، وللأسف الشديد، باتت تُسمَّى بأماكن نفاياتها:

جبل النفايات في صيدا، مطمر الناعمة، مطمر الكوستابرافا، مطمر برج حمود، فهل من عارٍ أكثر من هذا العار؟

هذا إذا استثنينا ضفاف الأنهر:

من نهر البردوني، إلى نهر الليطاني، إلى نهر بيروت، إلى مجرى نهر الغدير.

إنَّ بلداً لا يستطيع أن يدير نفاياته، كيف له أن يدير أوضاعه؟

نعرف أنَّ الجواب موجود لكن لا أحد يجرؤ على النطق به.

قبل فوات الأوان، لا بدَّ من تحرُّكٍ سريع، فالهيكل إذا سقط فإنَّه يسقط على رؤوس الجميع ولا يستثني أحداً، والنجاح إذا تحقَّق فإنه يُعمَّم على الجميع.

ما العمل؟

بكلِّ بساطة يجب أن تبدأ الأمور من مكانٍ ما، من نقطةٍ ما، لتوضَع كل السجالات خارجاً، وليتخذ المعنيون القرار الشجاع بتطبيق القوانين من دون استثناء ومن دون مراعاة أحد، بهذه الطريقة، وبهذه الطريقة فقط، يتم البدء بوضع القطار على السكة الصحيحة، ومن دون ذلك فإنَّ من العبث التفتيش عن سبلٍ للإنقاذ.