IMLebanon

الوضع معقّد فيما المسؤولون يغوصون في الحروب الكلامية

 

يحاول الصحافي، قدر المستطاع، أن يعطي انطباعاً إيجابياً عما يجري في البلد، لأنَّ الناس لم يعودوا يستطيعون تحمّل ما يجري على المستويات الإقتصادية والمعيشية، لكن من أين يأتي منسوب الإيجابية إذا كانت الحرب الكلامية بين الوزراء والنواب والشاشات بلغت مستويات غير مسبوقة؟

البلطجي، العميل، المنحط، هي عيِّنة من المصطلحات المستخدمة بين المسؤولين في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، والصورة هي على الشكل التالي:

الطلاق وقع بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، بعد حرب التسريبات المتبادلة بين ما يقوله الوزير جبران باسيل عن الرئيس بري وما يردُّ به الوزير علي حسن خليل على جبران باسيل، في هذا المجال يُطرَح السؤال:

هل يدفع مؤتمر الطاقة الإغترابية الذي سينعقد في أبيدجان أواخر هذا الأسبوع ثمن هذا النزاع؟

الأجواء المحيطة بالمؤتمر تشير إلى أنَّ أصداء الصراع في بيروت وصلت إلى أبيدجان، وأنَّ المؤتمر بين أن ينعقد، ولكن بضعف، وبين أن يؤجَّل، وهذا صعب خصوصاً أنَّ التحضيرات والحجوزات الفندقية وما إلى ذلك قد شارفت على نهايتها. لكن يجب الأخذ بعين الإعتبار، أنَّ رئيس الجالية اللبنانية في أبيدجان، وجَّه رسائل إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ناشدهم إرجاء المؤتمر.

 

***

التوتر المتعلق بمؤتمر أبيدجان والذي يعكس أقصى تدهور العلاقات بين بعبدا وعين التينة، يراكم من الملفات المتشابكة والمعقدة بين الرئاستين الأولى والثانية، ما يجعل الأمور على جانب كبير من التعقيدات.

***

لكن هل من خط رجعة بعد كل الذي حصل؟

هناك لقاءات رئاسية ومن المحتمل أن تكون اللقاءات على هامشها.

ففي الأسبوع المقبل من المحتمل أن يلتقي الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري، في المؤتمر النفطي الذي يعقد في البيال، الأربعاء من الأسبوع المقبل.

هذا على مستوى الرئاسات الثلاث، أما على مستوى العلاقة بين الرئيسين بري والحريري، فإنَّ المساعي التي بدأها النائب وليد جنبلاط، من شأنها تبريد الأجواء التي رافقت أزمة مرسوم الأقدمية.

الرئيس سعد الحريري تقدَّم خطوة في هذا المجال، فاعتبر، بعد لقائه جنبلاط أنَّ الهدوء هو السبيل الوحيد لحلِّ أزمة المرسوم، آملاً أن يشهد هذا الأسبوع حلحلة ما، داعياً إلى تخفيف التوتر في البلد، متسائلاً عن الحكمة في أن يظلَّ مرسوم الأقدمية يحكم البلد، واعداً بالعمل على أساس أن نقيم تسوية ما على هذا الصعيد.

لكن في المقابل، يبقى التصعيد سيد الموقف من جانب الرئيس بري، الذي قطع الطريق على أيِّ تقاربٍ من خلال اعتباره أنَّ لا داعي للقاء الحريري لأنَّ أخباره تصلني وأخباري تصله.

***

في ظلِّ كل هذه الأجواء، أين يستقر الوضع الإقتصادي والنقدي في البلد؟

الوضع مستقر، ومن مؤشراته أنَّ زيارة وفد وزارة الخزانة الأميركية للبنان، وجَّهت رسالة واضحة بضرورة إلتزام مكافحة تبييض أموال. لم تكتفِ اللقاءات بذلك، بل غاصت النقاشات في طرح أكثر من علامة استفهام، ما أوحى بأنَّ الجانب الأميركي على بيّنة مفصلة بكلِّ ما يجري نقدياً في لبنان. وأكثر من ذلك فإنَّ الجانب الأميركي ذكَّر بقانون العقوبات الأميركي، الذي يسري على دول وكيانات من مؤسسات مصرفية وتجارية وأفراد في كل أنحاء العالم، وليس في لبنان وحده. هذا القانون يحتم على مصارف لبنان التنبه إلى مراقبة حركة الحسابات، تجنباً لأيِّ إجراء.

***

هكذا هو الوضع اللبناني بكل تعقيداته، وليس عند المواطن أية مَوْنةٍ أو التمنّي على أيِّ مسؤول سوى رحمة الله.