طالت الازمة اليمنية الدامية اللبنانيين الذين يعمل معظمهم في صنعاء وعدن وأماكن أخرى. صحيح ان عددهم المسجل في قيود السفارة 115 شخصا، وهو عدد قليل بالنسبة الى الانتشار في سائر الدول العربية الخليجية ويعملون في قطاعات الاتصالات والبناء وفي الاستشارات التسويقية والمهن الحرة.
وقد اضطر نحو 100 منهم الى مغادرة صنعاء وعدن عندما لفتهم القائم بالاعمال هادي جابر الى خطورة الوضع الامني، فاضطروا الى ترك اشغالهم ووظائفهم هربا من العنف. أنذرهم جابر بواسطة موقع “الواتس آب” الذي أنشأه لهم في 22 كانون الثاني الماضي، وكان يطلعهم عبرها على المستجدات الأمنية، ودقت ساعة الصفر للمغادرة في 21 شباط عندما غادر رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي اليمن الى عدن.
تمكن جابر من إجلاء 39 لبنانيا في 29 آذار على متن طائرة أمنتها الامم المتحدةـ والسفارة اللبنانية هي الوحيدة التي تمكنت من ذلك. اما في الثالث من نيسان الماضي فقد أمن جابر مغادرة 16 شخصا بطريق البحر من باخرة أبحرت من ميناء عدن بالتعاون مع السفارة الهندية. وغادر في السادس من نيسان 35 شخصا برا بالباص عن طريق جدة. اما اللبنانيون الذين بقوا فآثروا ذلك بمحض ارادتهم للحفاظ على وظائفهم او أعمالهم الخاصة وممتلكاتهم، ولم ينقطع الاتصال بينهم وبين جابر للاطمئنان الى اوضاعهم، كما توقفت حركة الصادرات اللبنانية من مواد غذائية ومنتجات ورقية.
امس الاحد كان لقاء مطول بين القائم بالاعمال وعدد من افراد الجالية الموجودين في لبنان مع عائلاتهم، وقد تحلقوا حوله في فندق فينيسيا الى مأدبة غداء تكريمية أقامتها له رابطة الجالية اللبنانية في اليمن، والقى رئيسها جوزف السيل كلمة أشاد خلالها بجابر.
وشاركت في المأدبة ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مديرة المراسم السفيرة ميرا الضاهر فيوليدس وعدد من السفراء في الادارة والسفير اليمني في لبنان علي الديلمي، وتداولوا الحالة السائدة في اليمن، والخلاصة ان جابر لا ينصح ايا منهم بالعودة نظرا الى الحالة الخطرة التي تتوسع في ارجاء البلاد، لأسباب عدة منها: اولا، ان المعابر الجوية والبحرية والبرية مقفلة، وثانيا، ثمة صعوبة قصوى لمقومات الحياة المعيشية من فقدان للمياه ولمادتي الديزل والبنزين والخدمات الطبية، وثالثا، لاستمرار القتال واسئناف التحالف قصفه الجوي للحوثيين، ورابعا، لخرق قرار مجلس الامن 2166 ورفض الرئيس والحوثيين تنفيذ بنوده. كما رفضت المبادرة الخليجية والتمسك بان تكون الرياض مكانا للحوار بين اليمنيين المتنازعين. هذا ما كرره جابر لـ”النهار” التي شاركت في اللقاء. وفي المعلومات المتوافرة ان اليمن حاليا معزولة عن العالم الخارجي وفي التوقعات ان الانترنت واتصالات الخليوي مهددة بالتوقف خلال فترة قصيرة نظرا الى الإصابات التي لحقت بعدد من الشبكات التابعة لها، والتخوف من عدم إيصال مادتي الديزل والبنزين.
واوضح ردا على سؤال “ان السفارة اللبنانية في صنعاء مقفلة أبوابها نظرا الى خطورة الوضع الامني، ولا سيما ان شظايا مدفعية وصاروخية سقطت في حديقة دار السكن، وتقع مكاتب السفارة في المكان نفسه. وتبين ان مبنى السفارة ليس هدفا انما التراشق الحاصل بين المتقاتلين هو الذي أدى الى جرح خادمة اثيوبية تمت معالجتها. وبقي في المنزل السائق وخادمتان والبستاني، ويتولى خمسة حراس يمنيين رسميين حماية السفارة”.
واشار الى انه على اتصال دائم بمن بقي في السفارة وعلى تشاور مع المسؤولين في الدوائر المختصة في وزارة الخارجية اليمنية لتأكيد وجوب حماية السفارة عملا باتفاق فيينا.