الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية عن أنَّ الرئيس سعد الحريري محتجز في السعودية استدعى رداً من الرئيس الحريري إنَّه بخير وإنَّه عائدٌ إلى بيروت، وبهذا المعنى فمن المرجَّح أن لا يمر الأسبوع إلا ويكون الرئيس الحريري في بيروت، فتعود الأمور إلى نصابها بعد كل الهرج والمرج السياسي الحاصل.
كل هذه التطورات حصلت غُداة زيارة الكاردينال الراعي للمملكة وبعد الزيارة، وعلى الرغم كل المواقف العالية السقف فإن الوضع يشبه المَثَل القائل:
إشتدي يا أزمة تنفرجي.
ساعات أمضاها الكاردينال في بيروت بعد عودتهِ من الرياض، ليغادرَ مجدداً إلى الفاتيكان ليل الثلاثاء في زيارةٍ كانت مقررة قبل توجهه إلى عاصمة المملكة.
فاللقاء انعقدَ بعيداً من التغطية الإعلامية من قبل الوفد الإعلامي الذي رافق الكاردينال الراعي، واقتصر الأمر على صورتين فوتوغرافيتين جرى توزيعهما، واحدة تُظهر الكاردينال والرئيس الحريري يتصافحان، والثانية يجلسان في مقر إقامة البطريرك.
بعد اللقاء لا تصريحات، بل كل ما في الأمر أنَّه في نهاية الزيارة سُئل الكاردينال الراعي عما إذا كان مقتنعاً بأسباب استقالة الحريري، فكان جوابه:
ومن قال إنّي غيرُ مقتنعٍ، مؤكِّداً اقتناعه منذ الأساس بأسباب استقالة الحريري.
الأصداء في بيروت عن الزيارة، سبقت العودة من المملكة. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان التنويه من كتلة المستقبل التي نوّهت ب الزيارة التاريخية، آملةً أنْ تشكل هذه الزيارة رسالة محبة وانفتاح على آفاق متجددة من التعاون المشترك والبنّاء والذي ينعكس إيجاباً على لبنان. ورأت أنَّ هذه الزيارة تعبِّر عن رغبة كل اللبنانيين بتعزيز العلاقات الوثيقة مع الدول العربية وعلى وجه الخصوص مع المملكة العربية السعودية.
فثقتنا بغبطة البطريرك الراعي كبيرة. وكلامه عن دولة الرئيس الحريري أكد أنه بألف خير، وهذا مدعاة طمأنينة لقلوب اللبنانيين.
وهكذا يكون قد استجاب لرغبة مَن كانوا ينتظرون نتائج زيارته التاريخية للمملكة، والتي لم يسبقه إليها سوى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الياس الرابع أثناء زيارته المملكة في عهد الملك خالد في العام 1975، أي منذ 42 عاماً.
من مفاعيل زيارة البطريرك الراعي للمملكة تغريدة من الرئيس سعد الحريري كتب فيها:
يا جماعة أنا بألف خير وان شاء الله أنا راجع هلْ يومين خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير.
إذاً، من هنا إلى أين؟
الأنظار موجَّهة إلى يوم الأحد المقبل إلى القاهرة حيث ينعقد اجتماعٌ طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بدعوة من السعودية، لمناقشة تدخّلات إيران في المنطقة.
مضمون الإجتماع حسَّاس بالنسبة إلى لبنان، فكيف ستتم مقاربتُه؟
لبنان يستعدّ للمشاركة في هذا الإجتماع وإنّ اتصالات حثيثة بدأت بين أطراف السلطة لتنسيقِ الموقف اللبناني ليكون معبِّراً عن توافق لبناني وليس عن انقسام.
على رغم كل شيء، فإن الوضع ما زال متماسكاً وأنَّ ما يجعل الإرتياح متاحاً أنَّ أركان السلطة على توافق في ما بينهم، وأنَّ التوافق هو أساس كل شيء.