يتردد في بعض المجالس السياسية أن الإنتخابات النيابية في 6 أيار المقبل ان كتلتين أساسيتين في المجلس النيابي الحالي هما «المستقبل» و«الإصلاح والتغيير»، ستكونان أمام تحدي الحفاظ على مقاعدهما النيابية الحالية والعمل على زيادتها من خلال التحالفات التي جرى نسجها في أكثر من دائرة إنتخابية نتيجة قانون الإنتخاب الجديد الذي فرض نوعية جديدة من التحالفات بين الخصوم كما بين الحلفاء.
وفي هذا المجال ترى مصادر نيابية في كتلة بارزة أن رئيس الحكومة سعد الحريري… ومن خلال خطابه الإنتخابي الأخير، تطرق الى أهمية الحفاظ على الحجم والنفوذ النيابي لتيار «المستقبل» في الإستحقاق المقبل، وذلك عبر دعوته الناخبين قي بيروت خصوصاً الى الإقبال بكثافة على الإقتراع للائحة «المستقبل» في بيروت والأمر نفسه ينطبق على صيدا وعكار وطرابلس والبقاع الغربي وبعلبك – الهرمل والضنية وغيرها من المناطق، وذلك في ظل التحولات الكبيرة التي سجلت على الأرض في الأشهر الماضية وأبرزها مناخ المنافسة الشديدة على الساحة السنية بشكل خاص حيث وللمرة الأولى يخوض الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق اللواء أشرف ريفي، غمار المعركة الإنتخابية في مواجهة تيار «المستقبل» وحلفائه في كل الدوائر الإنتخابية.
وبصرف النظر عن البرامج الإنتخابية والعناوين السياسية والإنمائية المرفوعة والتحالفات المستجدة، فإن التوقيت الحالي يبدو ملائماً لـ«المستقبل» كما كشفت المصادر النيابية والتي أوضحت ان الموعد المرتقب والذي يأتي بعد سلسلة إنجازات راكمها التيار الأزرق على أكثر من صعيد داخلي وخارجي وتعززت بتعاون وثيق مع «التيار الوطني الحر» في كل المجالات وخصوصاً على المستوى الحكومي، هوموعد ملائم من أجل تدبير أموره بالقانون الجديد، وذلك خلافاً لما سيكون عليه الواقع لوجرت الإنتخابات النيابية منذ أشهر على سبيل المثال، لكن هذه المعطيات لا تلغي أن «الشراكة» قد باتت أمراً مفروضاً اليوم على تيار «المستقبل» في مناطق تعتبر مناطق نفوذ قوي له في العاصمة أوخارجها، على حد قول المصادر نفسها, وبالتالي فإن قيادة « المستقبل» تعمل من خلال استراتيجيتها الإنتخابية الى فرض واقع كرسته التحالفات التي أقامتها، تمهيداً لتكريس حجمها الشعبي والنيابي كما هي الحال بالنسبة للأحزاب الاخرى مثل «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وغيرهم من القوى في كل المناطق.
وأضافت المصادر النيابية نفسها، انه انطلاقاً من الطابع المصيري للمعركة الإنتخابية، يحرص التيار الأزرق، على استخدام كل الأسلحة الممكنة لضمان فوز مريح للوائحه في مواجهة منافسيه، وتحقيق هدفه الرئيسي وهوحماية مقاعده النيابية ومنع اللوائح الأخرى وخصومه في الشارع السني تحـديداً، من اخـتراق لوائح «المستقبل» وتخفيف حجم كتلته الـوازنـة والتي تشكل المعبر الإلزامي للرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة المقبلة وضمنياً الى الإمساك بقرار شارعه في مرحلة ما بعد 6أيار وعدم السماح لأي منـافس مشاركته بهذا القرار وذلك بصرف النظر عن المعطيات السياسية الداخلية أو الإقليميـة التي تقـف في وجـه بقاء الوكالة الحصرية للعاصمـة بيد التـيار الأزرق.