IMLebanon

هذا ما جرى في كواليس الجمعية العامة للحزب الاشتراكي

 

 

حمل مؤتمر الجمعية العامة للحزب التقدمي الإشتراكي، والذي انعقد أواخر الأسبوع الماضي، أكثر من رسالة وموقف في هذه المرحلة، بحيث أشار رئيسه وليد جنبلاط، إلى بعض المسائل الأساسية وتطرّق اليها للمرة الأولى، وتحديداً إقامة احتفال لشهداء الحزب، إذ، ومنذ انتهاء اتفاق الطائف لم تحصل أي مناسبة إشتراكية للشهداء، بينما اللافت أنه تحدّث عن الرعيل الأول الذي رافق والده كمال جنبلاط منذ تأسيس الحزب، وسمّاهم بالاسم، وهم من معظم الطوائف، وتعمّد ذلك، خصوصاً عندما تكلّم عن مناضلين سبق وأن كان قد فصلهم في مرحلة الثمانينات، وتحديداً الوزير والنائب السابق محسن دلّول والقيادي رياض رعد.

 

واللافت أيضاً في هذا المؤتمر، أن جنبلاط رفض الردّ على بعض المداخلات من قبل المشاركين فيه من قياديين أو بعض القيادات النسائية، عندما طرحوا وتطرّقوا لما جرى في الآونة الأخيرة من تطوّرات وأحداث، إن لجهة جريمة انفجار المرفأ، أو تحديداً أحداث عين الرمانة، فرفض الإجابة على هذه المداخلات، قاطعاً الطريق على الدخول في أي سجالات في غير موقعها، وهنا تعزو مصادر مقرّبة من الإشتراكي ذلك، الى أن رئيس الحزب لا يريد الدخول في أي إشكاليات إن مع حزب الله أو مع «القوات اللبنانية»، وإن كان سبق واصطدم مع الحزب في السابع من أيار 2008.

 

واشارت المصادر الى أن جنبلاط، ولأول مرة، ركّز على محطات تاريخية للحزب، من إسقاط اتفاق السابع عشر من أيار، إلى حرب الجبل، ولم يستفض فيها، مشدّداً على المصالحة التي حصلت في العام 2001 برعاية وحضور البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، والقيادات المسيحية، وبذلك أراد قطع الطريق، وغامزاً من قناة الذين يُخوّنون الحزب الإشتراكي، أو أولئك الذين ينتمون للحراك و»الثورة»، الذين نعتوا بعض القيادات الإشتراكية بالفساد في السلطة، ما يدلّ على أن جنبلاط أراد توجيه رسائل للمقربين والأبعدين من حلفاء وخصوم، تاركاً المسائل التنظيمية والخاصة بعيداً عن الإعلام، باعتبار أن الحضور في هذه الجمعية كان مغايراً للجمعيات السابقة، إذ اعتمد مشاركة مديري الفروع الحاليين والسابقين، بما في ذلك الهيئات الإدارية، مستمعاً إلى كل الآراء بعد الضجّة الكبيرة التي حصلت في الجمعيات المناطقية، حيث كان هناك عتب ولوم، وصولاً إلى سجالات حول سلوك الحزب في السلطة والإثراء الذي وصل إليه البعض على حساب الشهداء والمناضلين.

 

وفي هذا الإطار، تؤكد المصادر نفسها ان جنبلاط، ونظراً للظروف الراهنة، ومع اقتراب الإنتخابات النيابية، فإنه سيبقي على مجلس القيادة الحالي في هذه المرحلة، بينما سيكون هناك تغيير شامل لدى انتخاب مجلس قيادي جديد بعد الإنتخابات النيابية.

 

وعلى الصعيد الدرزي، لم يأخذ هذا الموضوع أي نقاش على اعتبار أن المؤتمر حزبي وخارج الإطار الدرزي، ولا سيما أن قياديين بارزين من كل الطوائف مشاركون في الجمعية، ولكن عندما أثيرت مسألة أحداث البساتين، أكد جنبلاط على المساعي الآيلة من أجل الشروع في المصالحات وطي هذه الصفحة، إذ يشار إلى أن رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، من يقوم بهذه المساعي في ظل الجهود التي يبذلها مع كل من جنبلاط والنائب طلال إرسلان لإقفال هذا الملف وترسيخ وحدة الصف الدرزي والوطني والحفاظ على أمن واستقرار الجبل، الذي يعتبر وفق وهاب، أنه من الأولويات، مع مواصلة مساعيه وتشاوره الدائم مع الهيئة الروحية والدرزية والمشايخ.