Site icon IMLebanon

علاقة الاشتراكي بالمستقبل في اسوأ حالاتها

تشهد العلاقة الجنبلاطية ـ الحريرية واقعا سلبياً وإن لم يكن جديداً بحيث سبق لهذه العلاقة أن مرّت بمحطات تحالفية وانفصالية لكنها سرعان ما كانت تعود إلى مكانها الطبيعي.

وتشير مصادر سياسية عليمة وعلى اطلاع بما يجري بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري، إلى أن هذه الخلافات بلغت ذروتها في هذه المرحلة، والتغريدات الجنبلاطية بمعظمها تستهدف «بيت الوسط» والمقربين منه. وكشفت ان اتصالات جرت في الآونة الأخيرة عبر مقربين من الطرفين لكنها لم تثمر أو تؤدي إلى أي حلحلة إذ يقال أن أحد نواب «اللقاء الديموقراطي» استهدف الرئيس الحريري بكلام جارح، ولا سيما عندما قال أن «حليفنا الأمين الوحيد هو الرئيس نبيه بري»، ما اعتبر غمزاً موحى به وفيه استهداف مباشر لرئيس الحكومة، الذي عبّر عن استيائه من هذا الكلام وردّ عليه في مقابلته الأخيرة لإحدى القنوات الخليجية عندما تجنّب الردّ على سؤال يتناول النائب جنبلاط، إذ لأول مرة لا يقول أن العلاقة تحالفية، بخلاف ما كان يتطرّق إليه في مراحل سابقة.

أما عن هذه الخلافات، تقول المصادر أن جنبلاط تفاجأ بما يسميه في مجالسه الخاصة «استسلام» الحريري أمام رئيس الجمهورية ميشال عون، ومسألة التباينات بينهما انطلقت عند تسمية الحريري للعماد عون قبيل انتخابه رئيساً للجمهورية، ومن ثم اللقاءات التي كانت تعقد بين مدير مكتب الحريري نادر الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، واستبعاد الفريق الجنبلاطي عن هذه اللقاءات التي كانت تتناول إعداد قانون انتخابي جديد، إلى مفاجأة أخرى لم يتوقّعها جنبلاط عندما قرّر الرئيس الحريري السير بالنسبية الكاملة.

وأضافت أن كل هذه العناوين أدّت إلى تباعد بين الطرفين، مما دفع بالنائب جنبلاط إلى التقرّب أكثر من الضفة الأخرى، أي إلى جانب «الثنائي الشيعي» وتفعيل العلاقة مع «القوات اللبنانية»، حيث وصفت العلاقة بين الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية، بأنها أكثر من جيدة، وثمة تنسيق بين الطرفين في كل مناطق الجبل، في حين أن معظم مسؤولي الحزب الإشتراكي، ناهيك إلى تغريدات جنبلاطية، يعربون عن استيائهم من وزير الداخلية نهاد المشنوق، وذلك ما يتجلى بالإنتقادات المستمرة من قبل الزعيم الجنبلاطي، إذ غالباً ما يتناوله بشكل ساخر على خلفية تجاهله في معظم الأحيان لمطالب «اللقاء الديموقراطي» والحزب الإشتراكي.

من هذا المنطلق، فإن حجم الخلاف على خط كليمنصو ـ «بيت الوسط» كبير جداً، ولكن ثمة معلومات عن وجود معطيات تؤشّر إلى استعدادات من مقربين من الطرفين لإصلاح ذات البين بين الحريري وجنبلاط، وخصوصاً ان السؤال الأكبر يتناول تحالفهما الإنتخابي، وتحديداً في مناطق مشتركة طائفياً وانتخابياً تعتبر خزاناً شعبياً لكليهما من إقليم الخروب إلى البقاع الغربي. لذا تجري محاولات بعيداً عن الأضواء لتسوية  الخلاف قبل الإستحقاق الإنتخابي، بحيث لا مناص لأي منهما إبقاء الأمور على الوضعية الراهنة، وإن كان هناك من يغذي حجم هذا التباعد، في ظل مؤشّرات عن دراسة الواقع الإنتخابي من خلال تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» في مناطق الجبل والبقاع الغربي.

في المقابل هناك تريّث من الرئيس الحريري الذي يرى في ذلك خطوة في المجهول، لأنه ليس باستطاعته، وإن تحالف مع «التيار الحر» أو أي مكوّن درزي آخر غير جنبلاط، من مواجهة «الثنائي الشيعي» أو الحزب الإشتراكي، وخصوصاً في خضم الوضع الراهن لتيار «المستقبل»، والذي ومنذ عودة الحريري إلى السرايا الحكومية لم يستعد شعبيته لأن ذلك يحتاج إلى جهود مضنية لعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق.

ويبقى أخيراً، أن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بتحديد مسار العلاقة بين الطرفين، وإن كانت الدفّة وفق الأجواء المقرّبة منهما تميل إلى عودة حركة الموفدين على خط «بيت الوسط» ـ كليمنصو، دون استبعاد تحرّك النائب وائل أبو فاعور، الذي يبقى صلة الوصل بين جنبلاط والحريري، وإن كان الإتكال الأبرز على الوزير مروان حمادة، الذي «يَمون» على الطرفين الحريري والجنبلاطي، لا سيما وأنه من ساهم في تهدئة الأوضاع منعاً لتفاقمها، ومن يحظى بتقدير واحترام الطرفين.