IMLebanon

الحلّ كما الحرب السورية باهظ الكلفة لبنانياً التسليم العربي بسيطرة الحزب يزكي عون؟

على رغم بدء مفاوضات الحل السياسي في سوريا في جنيف، بغض النظر عن احتمال أن تؤدي الى نتائج أو لا في المدة المحددة لذلك، والآراء متناقضة ومتضاربة في هذا الإطار بين شكوك في أن تؤدي الى حل سياسي وثقة بحصول العكس، فإن هناك سياسيين عربا لا يغبطون لبنان على انطلاق الحل السوري، مهما بدا وقف الحرب مهما ومفيدا للسوريين أو لدول الجوار على بعض الصعد. ووفق ديبلوماسيين أتيحت لهم لقاءات متعددة مع هؤلاء السياسيين الذين غالبيتهم على تواصل مع دول القرار، فقد خرجوا من هذه اللقاءات بتوصية بأن ينتبه اللبنانيون الى بلدهم، وسط استغراب هؤلاء الديبلوماسيين أن يشهده لبنان أكثر مما شهده حتى الآن من تحديات. ينقل الديبلوماسيون المعنيون أن التنبيه مبني على واقع أن لبنان هو البلد الوحيد الذي رتبت الحرب الأهلية السورية كلفة باهظة جدا عليه على صعد عدة، وان الحل السوري ستكون كلفته باهظة جدا على لبنان. المقاربة مبنية وفق المعطيات التي يبني هذا المنطق مخاوفه عليها إذا سار الحل السوري وفق المتوقع، وهو سيسير بحسب ما تم استخلاصه من مسؤولين غربيين كبار، ونتيجة ذلك ستكون على ذمة هؤلاء خروج إيران وحزب اللهمعا من سوريا، الأمر الذي يفتح الباب أمام احتمالين أو عاملين: أحدهما أن خروج ايران والحزب وكل المتضررين الآخرين من التسوية التي سترعاها روسيا ووفق مصالحها في سوريا، سيؤدي بهؤلاء المتضررين الى لبنان، حيث سيحاولون التخريب منه على سوريا بطريقة أو أخرى. أما الاحتمال الآخر فهو أن الروس، بالاتفاق مع الأميركيين، سيتركون لبنان جائزة ترضية لإيران والحزب بعد طردهم من سوريا، علما أن لبنان راهنا يعتبر خاضعا للسيطرة الإيرانية، شأنه شأن العراق تماما، على غير ما هي الحال في سوريا أو في اليمن، باعتبار هذه العواصم الأربع هي التي زعمت إيران سيطرتها عليها. وهذه النقطة الأخيرة، اي سيطرة ايران على لبنان عبر حزب الله، أمر يراه الخارج ولا سيما الدول العربية ودول غربية أيضا، واقعا مترسخا الى درجة أنه ينقل عن ديبلوماسيين عرب من غير دول الخليج المستنفرة حاليا ضد التدخلات الايرانية في دول المنطقة قولهم إن اللبنانيين في داخل لبنان لا يرون الى أي مدى تحكم ايران لبنان كما هم يرون ذلك من خارجه. فلبنان هو في يد الحزب، وإذا حصل أي تفاوض سياسي بين ايران والدول الغربية أو العربية، فإن لبنان هو واحدة من الأوراق التي تعتبرها لها وستفاوض الدول العربية او الغربية اذا كانت ستعطي أيا منهم موقعا فيه. لكن هذه الورقة لا أحد يبدي استعدادا لشرائها حتى الآن، علما أن الولايات المتحدة في تفاوضها مع إيران حول ملفها النووي، لم تعط إيران في لبنان ما لا تملكه أصلا، فيما هي تملك الكثير وباتت الآن تملك كل شيء. وفي ضوء المواقف والإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي ضد لبنان عموما بجريرةحزب اللهوسيطرته على القرار اللبناني، فإنه يخشى أن تكون ساهمت هذه الإجراءات في تأكيد المؤكد، بمعنى أن دول الخليج تقول إن لبنان سيطر عليه الحزب، وهي تتصرف او تنسحب بسبب ذلك كأنما تقول إنها انسحبت، لأن الحزب يسيطر أو لكي يسيطر على ما تبقى منه إذا كان لا يزال هناك شيء خارج سيطرته. وخلاصة ذلك ان النتيجة واحدة، بحيث ان الابتعاد العربي والخليجي تحديدا يترك لبنان مجالا رحبا لوضع الحزب يده في شكل نهائي على البلد. ويعزز هذا المعطى أن لبنان لا يرد إطلاقا في جدول الاعمال الاميركي، باستثناء ما يتصل بالجيش اللبناني المعني بمواجهة الارهاب، وهو ليس وحده قياسا بلامبالاة أميركية، لا بل انكفاء اميركي عن المنطقة، وفي ظل عجز اوروبي فاضح عن متابعة ملفات المنطقة بمعزل عن الاميركيين، علما أن الأوروبيين باتوا ينظرون الى فشل لبنان وخصوصا المسيحيين فيه بمثابة ذريعة مبررة لعدم الانخراط في مشاكل لبنان والسعي الى محاولة ايجاد حلول لها، وقد أحبطهم مدى تقديم المصالح الشخصية المباشرة على مصلحة مصير لبنان كما مصير المسيحيين في ظل منطقة تشهد تغييرات جذرية واعادة رسم مستقبلها وكأنهم يعيشون خارج الزمن او خارج الجغرافيا.

السؤال الذي يستتبع في رأي المصادر هو هل هذا الموقف المتصل بالتسليم العربي المعلن على وقع الاقتناع العميق بسيطرة الحزب على لبنان يفترض أن الحزب يتحكم في الوضع كما هي الحال في شأن الإصرار على دعم ترشيح العماد ميشال عون وعدم إبداء الحزب أي مرونة لانهاء الفراغ الرئاسي؟ وهل حظوظ عون للرئاسة ستعود فتقوى بعدما بدا للبعض أن اداء صهره وزيرا للخارجية قد يكون قضى على اي فرصة له مع الدول العربية؟ السؤال مبنيّ على انسحاب دول الخليج من لبنان ورفضها الانخراط معه، وتاليا لا مبالاتها بمصيره، ثم هامشية من يمكن ان يكون رئيسا فيه، في الوقت الذي يبقى عون مرشح الحزب الوحيد، وما دامت هذه الدول تخلت عنه وأضحت غير معنية بشؤونه أو أن دعم مرشحين من حلفاء الحزب للرئاسة ساهم في إذكاء الانطباع بأن لبنان بات أكثر تحت سيطرة ايران والحزب، فيما دعم الأفرقاء في قوى 14 آذار بات غير مجد لعدم قدرة هذا الفريق على قلب معادلة سيطرة الحزب.