كثر الحديث عن المناطق الآمنة في سوريا وهذا يشكل طبعاً، بالنسبة الى الاميركيين وإلى الروس، بداية الحل، خصوصاً أنّه يجري بمباركة الأمم المتحدة وتحت سقفها في “آستانا”.
هذا صحيح وجديد ومفيد ولكنه للأسف الشديد ليس الحلّ… لماذا؟
بكل بساطة هناك تجربة حصلت في العراق بعد الغزو الاميركي عام 2003، وإسقاط نظام صدّام حسين والأسوأ كان القرار الذي اتخذ بحل الجيش العراقي إسقاطاً للحل الامني في العراق بالضربة القاضية… وهنا أيضاً يطرح السؤال ذاته، لماذا؟
لسبب بسيط: كيف يمكن فرض الأمن، هل توجد أي قوة تستطيع أن تمسك بالأمن في العراق؟
للأسف تبيّـن أنه بعد 14 سنة ولغاية اليوم، فالعراق يعيش حال عدم الاستقرار، إذ لا يمر يوم إلاّ وهناك انفجار في العاصمة بغداد أو في سواها من المدن العراقية، كالبصرة والرمادي وحتى اربيل المنطقة التي أصبحت بعد الغزو شبه دولة مستقلة بدون اعتراف دولي بها… ماذا يعني ذلك؟ يعني أننا أمام حال عدم استقرار أولاً.
وأننا أمام مشروع تقسيم غير معلن وغير قابل للحياة ثانياً.
نعود الى الكلام عن المناطق الآمنة في سوريا لنقول إنّه لو أرادت أميركا أن تفرض حلاً سلمياً في سوريا لكان الأجدر بها أن تبدأ من العراق… وإذا كانت تريد حقيقة وفعلاً حلاً في المنطقة فالحل يبدأ من فلسطين، ومشروع الدولتين (الدولة الفلسطينية والدولة العبرية) لا مانع منه، خصوصاً أنّ العالم كله يدعو لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ويريد أن يتحقق قيام دولة فلسطينية.
وقد يتساءل البعض: ماذا عن “داعش”؟ وكيف يمكن القضاء على هذا “المخلوق” المتطرف الذي أشاع الخوف في العالم كله؟
ولو عدنا الى تصريح وزيرة خارجية أميركا السابقة هيلاري كلينتون بقولها أو اعترافها بأنّ الاميركيين هم الذين أسّسوا “القاعدة” وهم الذين جاؤوا بـ”اسامة بن لادن” وهم أيضاً من دعموا قيام “داعش” (…) فهذا يكفي لنعلم أنّ المؤامرة التي ينفذها “داعش” هي من تأليف وتلحين أميركا.
ببساطة نعود الى المشكلة الحقيقية التي تبدأ، كما ذكرنا في فلسطين أولاً فعلينا بدل إنفاق الأموال الطائلة على شراء السلاح لماذا لا تنفق هذه الأموال على التعليم ثانياً.
والنقطة الأهم ألا وهي تخصيص الأموال للزراعة والصناعة والإنماء بدل شراء السلاح الذي ندمّر به بلادنا ونقتل بعضنا؟!.
عوني الكعكي