Site icon IMLebanon

أنشودة الحريّة  

 

 

بليغاً كان رئيس الجمهورية الايرانية الشيخ حسن روحاني وهو يحذّر “المرشد الاعلى” علي خامنئي وسائر حكام ايران الحاليين من مصير يشبه مصير الشاه الراحل محمد رضا بهلوي… وهذه لغة جديدة لم يعتد أحد (بل لم يجرؤ) من قبل ان يخاطب بها خامنئي كما لم تعتد أُذُنا “المرشد” على سماع هكذا كلام.

 

وفي التحليلات التي رافقت هذا التحذير أن الرئيس روحاني استشعر خطراً شعبياً داهماً بعدما تواصلت الانتفاضة منذ اسابيع عديدة وعبّرت عن نفسها، ولا تزال، بالنزول الى الشوارع وبرفع اليافطات، وبالهتافات المعارضة… علماً ان هذا الحراك مستمر في العاصمة طهران ومختلف المدن والبلدات الايرانية الكبيرة برغم العنف الذي استخدمته السلطات الامنية ضد المتظاهرين.

واسباب الاعتراض ودوافعه عديدة وكلّها تصب في اطار المطالبة بحرية الرأي خصوصاً بوقف قطار الفقر الذي يسير بسرعة قصوى فيقضي على الطبقة الوسطى لتنضم الى الطبقة الفقيرة لتصبح هذه طبقة معدمة بكل ما للكلمة من معنى في وقت تنفق سلطة آيات الله الاموال الطائلة على ميليشياتها وعملائها في الخارج… وهذا ليس كلاماً في الهواء بل هو خلاصة للهتافات واليافطات التي ركز فيها المعارضون على هذه النقطة بالذات، وقد ذكروا حزب الله بالاسم في اعتراضهم على سياسة حكومتهم.

والغريب ان السلطات الفاعلة في ايران لم تتعلّم، بعد، من تجاربها المرة، ولا هي ترغب اصلاً في أن تتعلّم بالرغم من ان النماذج لا تزال ماثلة، وبعضها لا يزال “طازجاً”.

فلقد جرّب هذا النظام الايراني ان يطوّع سوريا، فتدخل بكل ما لديه من قوة وامكانات واموال وميليشيات… فماذا كانت النتيجة؟ كانت تدمير سوريا، وقتل شعبها وتهجير معظمه مقابل لا شيء… فها هي سوريا مقسّمة نفوذاً ووجوداً عسكرياً بين موسكو وواشنطن وانقرة… أمّا طهران فليست تذكر الا من اسماء جنرالاتها واعداد جنودها الذين سقطوا في الداخل السوري.

وجرّب النظام الايراني في اليمن… والمشهد يشي بذاته عن ذاته: اليمن دمار وحرائق وقتلى بعشرات ومئات الآلاف (…) وايران لا تجرؤ حتى على القول (علناً) انها تدعم الفريق التقسيمي!

وايضاً جرب النظام الايراني في البحرين، وكاد ان يصيب هذه المملكة الفتية بما اصيبت به سوريا واليمن لولا القرار الحازم الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بالتدخل العسكري المباشر، تحت شعار عملية “درع الخليج”، التي حفظت البحرين وانقذتها من مصير مؤلم.

لقد جيء بالخامنئي من الهند وزُجّ به في خلافة آية الله الخميني على رأس “ايران” هذا البلد المهم بتاريخه العريق، ودوره البارز في الحضارة الانسانية (حتى وان كنا كعرب على خلاف تاريخي معه وهو البلد الفارسي) لتحوله الى منطلق للمشاكل والاحداث في بلدان الجوار ولمحاولة تشييع المسلمين السنة.

ولقد آن الاوان لحكّام ايران لأن يدركوا ان التغيير ممنوع، وحتى لو كان مسموحاً به فلن يكون على ايديهم انما سيشلهم قبل سواهم!

وأن يدركوا ان الشعوب ستظل ترنّم انشودة الحرية، وكلما ازداد القمع ارتفعت اصوات المرنمين.

عوني الكعكي