IMLebanon

الصوت التفضيلي من عورات الانتخابات..!

تعيش معراب نشوة الانتصار، بعد نجاح مساعي النائب جورج عدوان في تحقيق التوافق – المعجزة، على قانون النسبية ودوائره الخمس عشرة!

نجحت القوات حيث أخفق غيرها، وخاصة حليفها اللدود التيار الوطني الحر، وربح عدوان الرهان على توافق على مشروع قانون أكثر توازناً وواقعية، من مشاريع الوزير جبران باسيل التي سقطت الواحد تلو الآخر، لأنها غرّدت بعيداً عن الواقعية، وتم تفصيلها على قياس تياره، وحساباته الانتخابية!

كثيرة هي المآخذ على المشروع الانتخابي الذي سيقره اليوم مجلس النواب بمادة وحيدة، ومن دون أن يتمكن نواب الأمة من مناقشته حسب الأصول، وإدخال التعديلات الضرورية عليه.

إلى جانب تجاهل الكوتا النسائية، وعدم الخوض في تخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة، يبقى الصوت التفضيلي على مستوى الدائرة، الصورة الأبرز في قانون يعتمد النسبية، وتحسم نتائج انتخاباته الحسابات على قاعدة الأكثرية العددية!

من غير المفهوم مبررات الجمع بين قاعدتين متناقضتين، وإخراج هذه الخلطة الانتخابية الهجينة، في حال بقيت المقاييس على موضوعيتها، وبقيت الثوابت الوطنية على نقاوتها.

ويعتبر العديد من خبراء الانتخابات أن الصوت التفضيلي، تمّ اعتماده على مستوى القضاء، وليس على مستوى الدائرة الانتخابية التي تضم عادة عدّة أقضية، تلبية لحسابات بترونية بحتة، محورها تأمين فوز الوزير جبران باسيل بمقعد نيابي في البترون، وتعويض خسارتيه المتكررتين في انتخابات 2005 و2009!

ولكن هل يجوز تشويه المبادئ الأساسية لنظام النسبية، حفاظاً على مصلحة شخصية، أو حزبية، أو حتى فئوية؟

ولعل ما يمكن أن يُخفّف من حدة هذا التشويه، ذلك الشعور العام السائد في مختلف الأوساط الشعبية، ومفاده أن موعد الانتخابات، إذا جرت فعلاً، سيتحوّل إلى ما يشبه «يوم الحساب» للطبقة السياسية على ما تقترفه من فساد، وعلى ما ترتكبه من خطايا بحق هذا الشعب الطيّب!