IMLebanon

منابع الارهاب

الحملة الغربية – الإيرانية التي لا يُستبعد أن تكون مشتركة، ضدّ أهل السُنّة في المنطقة والعالم من شأنها أن تولّد ردود فعل لدى السنيين الذين ليسوا مع الإرهاب ولا يوافقون عليه… إلاّ أنّهم يعتقدون بأنهم يردّون على الظلم المحيق بهم.

وأهل السُنّة، خصوصاً في منطقتنا، يلمسون لمس اليد ما يتعرّض له أهلهم وأبناء ملتهم في سوريا وفي العراق على أيدي الإيرانيين الذين يقتلونهم في سوريا بالسلاح الايراني الذي تزوّد طهران به جيش بشار الأسد والميليشيات الشيعية التي تسانده.

وهم يلمسون لمس اليد ما تعرّض له أهل السُنّة على أيدي ميليشيات نوري المالكي المدعومة من إيران وحرسها الثوري من خلال «فيلق القدس» التابع له والذي يحصل على 200 ألف برميل يومياً من نفط العراق الذي هو حق للشعب العراقي وليس للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

والواقع أنّ الغرب وزعيمته الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تتعامل، اليوم، مع «داعش» ومثيلاتها على أنّها رمز للإرهاب المرفوض بقوّة من دون أدنى شك، ولكنها لا تفعل شيئاً لتقصير يد ونفوذ المرجعين اللذين يقفان وراء هذه التنظيمات الارهابية.

فهل يفوتنا أنّه منذ العام 2001، وإثر عملية 11 أيلول الشهيرة في الولايات المتحدة تحوّلت إيران الى مأوى للمتطرفين الذين كانت واشنطن قد اتهمتهم بعملية البرجين في نيويورك وملحقاتها، فوفّرت لهم إيران المأوى السياسي والمسكن ووضعتهم تحت إشراف مخابراتها التي أخذت توجههم وفق مصالحها وأهدافها… حتى أنّ أسرة أسامة بن لادن لا تزال تقيم في إيران الى اليوم.

ولما كان الزعيم الشيعي العراقي محمد باقر الحكيم عروبياً ولا يؤمن بالإنضواء تحت لواء إيران الفارسية أرسلت طهران محسن الفضلي قائد «كتائب خراسان» لاغتياله… والفضلي من عائلة شيعية كويتية، وإن كان ينتمي، مع مصعب الزرقاوي، الى المتطرفين السُنّة؟!. ما يشير بوضوح الى المنحى السياسي وراء هذه الأعمال وتوظفيها في خدمة إيران والنظام في سوريا اللذين تغض واشنطن الطرف عنهما.

ثم ألم يكن قادة وكوادر المتطرفين الذين يمارسون عمليات يسميها الغرب بالإرهابية… ألم يكونوا في سجون النظام السوري كما ذكرنا هنا غير مرّة، فأطلقهم ليحوّل الثورة الشعبية ضده الى صراع مذهبي؟!.

وكذلك معظم قادة وكوادر «داعش» استدعاهم النظام من الخارج ووجّه مجموعة منهم الى العراق… وآخرون حوّلهم الى «النصرة»… الى أن استقووا على الجيش السوري الحر المعارض وفرضوا سيطرتهم على قرى ومناطق والتفتوا الى مواجهة النظام ذاته فانقلب السحر على الساحر.