Site icon IMLebanon

جبهة الجنوب بين «تهديد العدو وتهويل الداخل».. هل يتقصّد البعض إضعاف لبنان؟!

 

منذ إعلان «حزب الله» عن فتح جبهة المساندة والدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته في الثامن من أكتوبر الماضي، استفاضت التحليلات بالكثير من التوقّعات حول جدوى المساندة وتوظيف نتائجها لصالح معركة «غزة»، التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من وحدة الساحات.

من هنا، ومع الطلقة الأولى التي استهدفت من خلالها المقاومة الإسلامية موقع «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا والتي حملت توقيع «حزب الله» بإعلانه فتح جبهة الاسناد، كانت في المقابل جبهات سياسية تفتح نيران مواقفها اعتراضا وانتقادا لخطوة الدعم هذه، وسط انقسام ظهر واضحا بين من يؤيد خطوة «حزب الله» وبين من يعترض عليها. في وقت استغلّت العديد من شاشات التلفزة اللبنانية اللحظة المأزومة سياسيا، لتستقطب آراء وتحليلات كثيرين ممن تحدث عن حرب واسعة ضد لبنان، سيقوم بها العدو الإسرائيلي، في خطوة وصفها مؤيدو المقاومة بالتهويلية من جهة، وانها تخدم الإسرائيلي بقصد أو بغير قصد من جهة أخرى. لا بل وأكثر من هذا، هناك من تجاوز بتحليله الواقع الميداني ليذهب بعيدا من خلال تحديده مواعيد لتلك الحرب الواسعة. برز ذلك من خلال إطلالات عدد من المحللين السياسيين، ومعظمهم يناؤون «محور المقاومة» عبر شاشات تلفزيونية ومواقع إلكترونية ليحددوا مواعيد لحرب إسرائيلية شاملة قد تطال العاصمة بيروت، وبعضهم ذهب للحديث عن تدمير كبير يطال لبنان؛ ما رسم مجموعة من الأسئلة حول جدوى هذا التنميط الإعلامي الذي وان خدم فإنه يخدم العدو الإسرائيلي عبر سعفة الحرب النفسية التي لطالما عوّل عليها العدو، لتأتي هذه المواقف كشحمة على فطيرة يستفيد منها الكيان الإسرائيلي. وبعيداً عن مسار المعركة التي أثبتت من خلالها المقاومة، ترسيخ معادلة الردع على طول الحدود حيث بقي إيقاع المواجهات محكوماً بقواعد الاشتباك ما خلا بعض الخروقات، أكان باعتداءات تجاوزت مألوف الخمسة كيلومترات لتطال أهدافا زعم العدو انها عسكرية وردّت المقاومة أيضا بتعميق الاستهداف بوسائط نارية مختلفة؛ أكان من حيث نوعية الصواريخ والمسيّرات.. استمرت تلك المواقف بما يشبه شيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما قد يحصل، لا بل ذهبت بعض الآراء لتتهم «حزب الله» بالاعتداء على «إسرائيل» ما يجعل من ردّة فعل «إسرائيل» أمرا مشروعا تبعا لفهم هؤلاء.

ومن ضمن الأسئلة التي تطرح:

– من أخبر جماعة المحللين المستهلكين للوقت وأعصاب الناس ان هناك حرباً شاملة ضد لبنان قاب قوسين أو أدنى؟

– ومن زوّد هؤلاء بالمعلومات والأهداف لأي هجوم عسكري إسرائيلي محتمل على لبنان؟

 

– وأكثر من ذلك لماذا عمد البعض إلى تكرار التهويل ووضعه في رأس لائحة كلامه منذ اندلاع الواجهات قبل تسعة أشهر، من دون مساءلتهم عن أهداف وفحوى كلامهم غير الواقعي أقلّه حتى اللحظة؟

وبالتالي، وفي الخلاصة واستنادا لما تم وصفه ان مجموعة الأصوات التي علت تهويلا قد يكون الغاية منها السعي إلى نجومية، أو من باب المقولة الشهيرة: خالف تُعرف. ولكن، مع هذا التوصيف هناك من لا يعفي هؤلاء من مسؤولية التحريض وبثّ الخوف لإضعاف وتوهين عزيمة اللبنانيين في ظل أجواء اقتصادية وسياسية، استفاد منها البعض لغاية ليس في نفس يعقوب بل لخدمة مشروع قديم جديد لم يتمكن أصحابه من التحلل منه رغم فشل هذا المشروع في أكثر من موقعة، سواء على المستوى العسكري أو على المستوى السياسي.