يستمر حزب الله في عمله المقاوم ضمن قواعد الاشتباك القائمة في مزارع شبعا المحتلة والحدود الشمالية، وتستمر محاولات الفلسطينيين اقتحام السياج الفاصل للقيام بعمليات داخل فلسطين المحتلة، وفي ذلك تأكيد على أن الدعوات الغربية كلها لمنع التصعيد، يجب ان تتوجه الى “اسرائيل” لا الى لبنان، وهي الرسالة الحاسمة التي نقلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكل مَن جاءه مستفسراً، ونقلها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى العدو عبر الأمم المتحدة.
صدق دونالد ترامب هذه المرة عندما سخر من المسؤولين الاميركيين و”الاسرائيليين”ن وقال ان حزب الله ذكي جداً، فالتكتيك الذي يعمل وفقه الحزب في هذه المعركة يشغل بال مسؤولي العالم، الذين يجولون العواصم المعنية القريبة والبعيدة، لأجل ثني الحزب عن فتح الجبهة الجنوبية.
بحسب مصادر “الثنائي الشيعي” فإن هؤلاء يدركون قوة حزب الله من جهة، ويُدركون ضعف “اسرائيل” من جهة ثانية، وهذا الضعف هو الذي جعلهم يتوسلون الدعم الأميركي العسكري الذي حضر الى المنطقة على شكل حاملة طائرات ضخمة، مشيرة الى أن هناك شعور للمرة الاولى في عمر العدو بخطر وجوديّ عليه، وهذا ما حرّك العالم بهذا الشكل.
بالعودة الى تحركات حزب الله، تؤكد المصادر أن الحزب يثبّت القواعد يوماً بعد يوم، إذ أنه لن يسمح بأن يفوت المقاوم شيئاً، فعندما استهدف العدو الأرض الفارغة والمواقع الفارغة كان الرد بمثله، وعندما سقط شهداء للحزب ردّ الحزب بإسقاط قتلى من جنود العدو، وعندما استهدف القصف مدنيين وصحافيا لبنانيا، كان لا بد من الرد بالمثل وهذا ما حصل أمس، بجزء من الرد.
لن يتوقف العمل على الجبهة الجنوبية، مترافقاً مع تصعيد تدريجي لن يرتقي الى حالة الحرب الا بحالتين، كما تؤكد المصادر:
– الحالة الاولى: خطاً في التقدير “الاسرائيلي” والقيام بعمل عسكري، يتخطى الحدود الحمر المرسومة بحسب قواعد الاشتباك، وهنا سيكون الرد خارج القواعد، وعندئذ قد تتدحرج الأمور باتجاه توسعة رقعة المعارك.
– الحالة الثانية وهي الادق والأخطر، وهي خطوات العدو الاسرائيلي في غزة.
في هذا السياق، تلفت المصادر الى أهمية الرسالة الإيرانية الى العدو الاسرائيلي عبر الامم المتحدة، والتي حملت رسالتين أساسيتين: الرسالة الأولى هي أن إيران لا ترغب بتوسع الصراع في المنطقة، وجاهزة للمساعدة في مسألة الأسرى، والثانية هي أن ايران ملزمة بالرد بحال تخطى العدو الخطوط الحمر.
وبحسب المصادر رمت ايران ومن خلفها محور المقاومة بكامله الكرة في الملعب الأميركي، فالمسألة واضحة وعلى الولايات المتحدة الأميركية ان تؤدي الدور المطلوب منها بكبح جنون العدو، الذي لا يرغب بأغلبية مسؤوليه توسع الحرب، والا فالمنطقة لن تكون آمنة إطلاقاً، لأن المحور أخذ قراراً واضحاً ونهائياً بأن غزة لن تُترك.
وتكشف المصادر أن محور المقاومة لم يعط جواباً واضحاً لمن يسأل عن ماهية الخطوط الحمراء التي يتحدث عنها، فهل هي مربوطة بالاجتياح البري لغزة، أم بنتائج الهجوم، وذلك لكي لا تُعطى أي ذريعة لـ “اسرائيل” أي غطاء لداعميه، داعية لعدم رمي التوقعات بشكل عشوائي، لأن المقاومة تُدرك جيداً كيف ستتصرف.
يُقلق صمت حزب الله العالم، فالحزب قرر هذه المرة إرسال الرسائل بالبارود والنار، وبحسب المصادر فإن اللبيب من “الإشارة يفهم”.