IMLebanon

المواجهات تتّسع بين «الحزب» وإسرائيل والاستعدادات في أوجّها.. فهل اقترب موعد الانفجار؟

 

من خلال تسارع وتيرة التطورات العسكرية في الجنوب، ومع تزايد وتيرة القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله»، يبدو بوضوح أن انفجار الوضع مرشح في أي لحظة، ما ينذر بخروج الأمور عن السيطرة، وانزلاق لبنان تدريجاً نحو مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل، مع ما قد يترتب عنها من تداعيات كارثية، تزامناً مع تصاعد التوتر في غزة والضفة، بفعل ارتفاع حدّة التوتر بين «الحزب» وإسرائيل على طول الخط الأزرق من الناقورة غرباً حتى مزارع شبعا شرقاً. وهذا ما ظهر، أمس، بقيام الجيش الإسرائيلي، بقصف مناطق وقرى محاذية للحدود مع لبنان، حيث شهدت أطراف بلدة عيتا الشعب قصفاً مدفعيًّا مركّزاً من قبل مواقع الجيش الإسرائيلي، كما طال القصف أطراف بلدتي رميش وراميا. وشهدت أحراج عيتا الشعب سقوط قنابل فسفورية. وتحدّثت معلومات عن إصابة مواطن في المنطقة نتيجة القصف الإسرائيلي، فيما قام ‏الطيران الحربي الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية عند أطراف بلدة مروحين الحدودية بين لبنان وإسرائيل، على وقع موجات نزوح كثيفة من المناطق الحدودية، حيث فرغت البلدات والقرى من ساكنيها.

وفي حين جاء القصف المدفعي الإسرائيلي، ردًّا على إطلاق «حزب الله» صاروخاً موجهاً على مستوطنة شتولا المقابلة للحدود، فإن ما يجري يشير إلى أن الوضع أصبح قاب قوسين من الانفجار الذي لم يعد موعده بعيداً، بعدما باتت الاستعدادات العسكرية في أوجّها على جانبي الحدود، حيث أن تسارع وتيرة المواجهات الحربية بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي وعلى نطاق واسع، يؤشر إلى اقتراب ساعة الصفر، بانتظار ما سيحصل على جبهة غزة . بعدما أشارت الأوساط المقرّبة من محور المقاومة في لبنان، أن كل شيء مرتبط بجبهة غزة. وإن أكدت أن «حزب الله» بات في أتم الجهوزية الميدانية للدخول في الحرب، في حال استدعت الظروف في غزة منه ذلك. وإن كان يدرك أن الكلفة ستكون مرتفعة، لكنه لن يتراجع عن واجبه في الوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية وجبه العدوان على غزة.

وبالنظر إلى خطورة التداعيات التي ستترتب عن توريط لبنان في الحرب، فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كثّف في الساعات والأيام الماضية، من اتصالاته مع العديد من المسؤولين العرب والأجانب، من أجل العمل على تحييد لبنان والحؤول دون انفجار الوضع في الجنوب، مع ما لذلك من انعكاسات بالغة السلبية على لبنان برمّته، في ظل ما أبدته مصادر دبلوماسية عربية من مخاوف على الوضع في لبنان، محذّرة من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة في الجنوب في أي وقت، إذا تصاعدت حدّة المواجهات بين «الحزب» وإسرائيل، ومشددة على أنه لا يجوز إعطاء الأخيرة أي حجة للاعتداء على لبنان وأهله. باعتبار أن تكلفة الحرب ستكون باهظة على لبنان واللبنانيين، وفي ظل الأوضاع المزرية التي يعانيها البلد.

واستناداً إلى ما تقوله المعارضة، تبعاً لمعطيات ما يجري على الأرض في الجنوب، فإن «حزب الله قد دخل فعلياً في المواجهة مع إسرائيل، والمرشحة لمزيد من الاتساع في الساعات المقبلة، بانتظار ترجمة كلمة السر الإيرانية التي حملها معه وزير خارجية إيران إلى بيروت. في وقت أكد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي أن «قوى المقاومة في أعلى مستوى من التنسيق في هذه اللحظات المصيرية الحاسمة التي تتعرض فيها غزة، التي هي جناح من أجنحة المقاومة وموقع متقدم من مواقع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، إلى هذا الهجوم والتدمير الممنهج والمجازر المستمرة بحق المدنيين». وتأكيده أنه «من الطبيعي جداً أن كل فصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وكل محور المقاومة، أن يكون بأعلى مستوى من الجهوزية والاستنفار والاستعداد، حتى إذا قررت القيادة ووجدت الوقت المناسب للتدخّل بالطريقة التي تراها مناسبة».

وفي سياق التحذيرات الخارجية من توريط لبنان في الحرب الدائرة بين «حماس» وإسرائيل، بدا لافتاً، عشية الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت، إعلان الرئاسة الفرنسية أنّ «على اللبنانيين وحزب الله أن «يبقوا في منأى من النزاع بين إسرائيل وحماس»، معربة عن «قلق بالغ حيال الوضع المتوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية». وتشديد «الاليزيه» على أنه «على حزب الله واللبنانيين أن «يلتزموا واجب ضبط النفس لتجنّب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الأولى». في حين استرعى الانتباه، اللقاء الذي جمع المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والسفيرة الأميركية دوروثي شيا. وكان عرض للتطورات العسكرية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وما ينبغي القيام به لوقف التصعيد.