IMLebanon

سرعة ضوئية

خليل الخوري – 

أيام قليلة معدودة كانت كافية لتشكيل الحكومة وإعداد البيان الوزاري ومناقشته فالتصويت على الثقة في مجلس النواب، إنها سرعة غير مألوفة حتى في الأيام الخوالي… أيام الزمن الجميل عندما كان «كل شيء على ما يرام يا سيدتي المركيزة» في «وطن النجوم حدّق.. أنا هنا».

ولانه فأل خير.

إنه، ترجمة فعلية لوصول «الرئيس القوي» الذي جاء بالتفاهم بين معظم الأطراف إن لم تكن كلها.

وإنه قبل هذا وذاك ترجمة (أيضاً وأيضاً) لسقوط الرهانات الكثيرة المحلية والإقليمية والدولية، وإقتناع من لم يكن قد اقتنع بعد، من أطراف الداخل، بأنّ اللبنانيين يجب أن يأخذوا قضاياهم بأيديهم… أما إذا تركوها الى الغير (الخارج) فلن يصلوا الى أي نتيجة. وإذا ما وصلوا فإلى السلبية!

ساعة مباركة ساعة حدثت الإنعطافة الكبيرة فالتف جمع من التناقضات حول الجنرال ميشال عون… أي عندما توافق على تأييده ودعم ترشحه للرئاسة (بالرغم مما بينهم من خلافات) كلّ من الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع وحزب اللّه… وقد اعتمدنا الترتيب وفق التأييد الأخير فالذي سبقه فالتأييد الأول.

نقول إنها ساعة مباركة لأنها إنتشلت البلاد والعباد من جحيم الفراغ القاتل الذي كان يستهلك هذا الوطن الصغير المعذّب في انحلال متمادٍ، ومتواصل، ومروّع.

وإنها ساعة مباركة لأنها أسفرت عن دعم عربي وإقليمي ودولي غير مسبوق لأي من رؤساء لبنان السابقين.

ولأنها أخذت تعطي بشائر خير، وإن متواضعة على أمل أن تبلغ مداها في الأشهر المقبلة. وهي بشائر في الإقتصاد وفي السياحة… وخصوصاً في كسر جدار التعنت والفرقة بين اللبنانيين أنفسهم… وبين لبنان وغير طرف خارجي قريب وبعيد.

ولأنها مهّدت لقيام حكومة «استعادة الثقة» التي بالرغم من مأخذنا على توسيعها وشبه انعدام المعارضة البرلمانية تجاهها فإنها حملت آمالاً عريضة بجدّية مجموعة من الوزراء الذين عرفوا بالرصانة والإستقامة.

ولأنها تتجلّى، كل يوم، عن مواقف مهمّة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون في مسار الحكم، حتى إذا جرى وضعها موضع التنفيذ نقلت لبنان (أو أعادته) الى مصاف البلدان المحترمة، خصوصاً من تركيزه على مكافحة الفساد، وتحرير القضاء من ربقة التدخل السياسي في شؤونه، وتوفير أوسع الدعم للجيش والقوى الأمنية، وملء الشواغر في الإدارة، ووضع قانون للإنتخاب يحترم الإرادة الشعبية ويوصلها الى الندوة البرلمانية (الخ…)…

والبشائر كثيرة، وليست فقط في هذه السرعة الضوئية لإنطلاقة العهد.

وحسب نياتكم ترزقون.