IMLebanon

إنتشار 9000 مُسلّح على الحدود الشرقيّة يُسرّع معركة تحصين القرى المقابلة للقلمون

قد تكون من اولى ملامح التصعيد الاقليمي تغييرات في المعادلات العسكرية في الساحتين العراقية والسورية حيث تندفع كل الاطراف في سباق تنظيم عملية الدفاع عن مواقعها وخصوصا على المستوى السوري عبر معركة القلمون علما ان الحديث المتزايد في الساعات الماضية عن اقتراب موعد هذه المعركة ليس حديثا وهو يعود الى مطلع العام الحالي انطلاقا من التوقعات بحلول ساعة الصفر فور ذوبان الثلوج. واذا كانت هذه المعركة غير مفاجئة لكل اطرافها في ضوء الاستعدادات العلنية المتخذة من قبل «حزب الله» منذ نحو شهرين في المناطق الحدودية الشرقية فإن مصادر سياسية مطلعة لاحظت ان اكثر من عنصر سياسي وامني يتداخل في هذا الاستحقاق الامني على المستويين السوري واللبناني وذلك لجهة اطلاق ساعة الصفر كما لجهة رسم لوحة ومسار المواجهة التي يجري تسليط الاضواء عليها في الاعلام. ومن ابرز هذه العناصر كما كشفت المصادر التعديل في موازين القوى الاساسية في الداخل السوري وتحصين القرى اللبنانية على السلسلة الشرقية من تلال القاع وصولا الى جرود عرسال مرورا بجرود رأس بعلبك والفاكهة حتى آخر الشريط الحدودي البقاعي. واضافت ان وجود 9000 مسلح على هذه الحدود ومقابل قرى البقاعين الاوسط والشمالي ومزودين بأسلحة وصواريخ مضادة للدروع ومتطورة يدفع بحد ذاته الى الاستنفار والجهوزية من قبل الجانب اللبناني علما ان الجيش باشر منذ اسابيع باتخاذ سلسلة اجراءات استباقية واحترازية لتحصين القرى الحدودية وصدّ اي هجوم ارهابي من قبل التنظيمات المسلحة في الجانب السوري. واشارت المصادر الى ان معركة تحصين هذه القرى بدأت منذ اسابيع مما يؤكد ان النتائج التي يعول عليها الارهابيون من اي هجوم محتمل ان تكون في مصلحتهم وبالتالي فإن الوضع محسوم مبدئىا لجهة قدرة الجيش على الامساك بزمام المبادرة وقطع الطريق سريعا على اي تسرّب ارهابي.

وفي هذا المجال تحدثت المصادر عن جغرافية المنطقة لافتة الى بعض العقبات المتمثلة بالطبيعية الجبلية والتي قد تعيق العمليات العسكرية، ولكنها في الوقت نفسه، لن تمنع حسم المعارك المرتقبة والسيطرة عليها ولو تطلبت بعض الوقت، بينما في الجهة المقابلة فان الجيش مستنفر لحماية الحدود اللبنانية من خلال مواقعه الموزعة في المناطق الجردية المتداخلة مع القلمون. واضافت هذه المصادر ان الاولوية لدى المؤسسة العسكرية هي بقطع الطريق على اي تسلل للمسلحين من القلمون من خلال المناطق الحدودية باتجاه اي قرية لبنانية. كذلك لفتت الى ان حالات من الترقب والحذر الشديدين تسود كافة القرى الحدودية في البقاع الشرقي والشمالي وان اجراءات خاصة قد اتخذت خلال الاسابيع الماضية وكان آخرها في اليومين الماضيين، حيث تم تعزيز كافة المواقع لعسكرية بالاسلحة اللازمة لصد اي هجوم وافشال اية مخططات ارهابية تؤدي الى انتقال اتون النار من سوريا باتجاه قرى البقاع.

واذ نفت المصادر نفسها ان تكون اية انعكاسات قد سجلت على مستوى الخطط الامنية المنفذة والمستمرة في البقاع منذ اسابيع اكدت انه على العكس، فقد ساهمت التدابير والاجراءات الامنية في الكشف عن العديد من الخطط والمحاولات لاحداث تفجيرات في اكثر من منطقة كانت تستعد له عناصر ارهابية اعتقلت اخيرا واكدت ان الارتدادات الداخلية لاية مواجهة قد تقع في القلمون لن تكون ذات وطأة كبيرة كون الجيش سيعمل على تنفيذ اجراءات يمنع من خلالها اي تسرب لاي مسلح وسيضبط الوضع الامني بشكل خاص في المناطق الحدودية وخاصة في تجمعات للنازحين قد تكون مرشحة لان تثير الشغب والتوتر.