Site icon IMLebanon

تعثُّر تشكيل الحكومة يُسقِط اتفاقات ويضع الوضع المالي على شفير التساؤلات

 

تأليف الحكومة يترنَّح إلى درجةٍ يمكن القول معه أنّه أصبح في خبر كان.

الجميع جهرَ بسلاح الموقف، ولم يعد لأحدٍ ما يخفيه:

رئيس الجمهورية قالها في بيان مكتوب إنَّ للرئيس حصة، غير حصة كتلته النيابية، وأنَّ نائب رئيس الحكومة من حصته.

أوساط الرئيس المكلّف ترد بأنّ لرئيس الحكومة حصة، غير حصة كتلته النيابية.

طريق التأليف محفوفة بالألغام، وها هو لغمٌّ انفجر في إتفاق معراب فأسقطه، ونعاه رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل، بعد اجتماع التكتل بقوله:

الإتفاق لم يعد قائماً.

إذاً، ليس في الأفق ما يشير إلى أنَّ ولادة الحكومة قريبة، بل على العكس من ذلك، فإنَّ العملية متعثرة، ولكن ماذا عن الإنعكاسات والمضاعفات؟

وهل يتحملها البلد؟

يبقى سؤالٌ برسم المعنيين:

إذا كنتم تطمئنون إلى متانة الإستقرار السياسي، الذي يؤدي إلى مناعة الإستقرار النقدي، فكيف تفسرون الإتجاه إلى رفع الفائدة على الليرة اللبنانية لآجال طويلة إلى 15 في المئة بدل عشرة في المئة؟

هل فقط لجذب الرساميل أم لتحفيز الناس على الإحتفاظ بالليرة اللبنانية، بدل تحويل أموالهم إلى الدولار الأميركي أو إلى اليورو؟

إنّ ما يجري على صعيد رفع الفوائد على العملة الوطنية لا يريح كثيراً ويؤشر إلى متاعب ومصاعب نقدية ومالية، تؤدي بدورها إلى متاعب ومصاعب اقتصادية واجتماعية بدأت مؤشراتها ومعالمها تظهر على بعض القطاعات، ولا سيما التربوية منها.

هل بلغ المسؤولون، على سبيل المثال لا الحصر أنّ المدارس الخاصة، سواء كبرياتها أو المدارس الأصغر حجماً، بدأت بتسريح نسبة كبيرة من أساتذتها، وذلك قبل الرابع من تموز، الموعد النهائي بموجب القانون لتسريح أي أستاذٍ قبل السنة الدراسية المقبلة؟

هل يعرف المسؤولون أنَّ هذا التسريح سببه الإرتباك التشريعي الذي فرض على المدارس الخاصة دفع الزيادات للأساتذة، بموجب القانون الجديد لسلسلة الرتب والرواتب، من دون أنْ تكون متاحة لهذه المدارس زيادة الأقساط؟

تذرّعت إدارات المدارس بأنّها لا تستطيع رفع الأقساط، وأنّها مضطرة إلى دفع الزيادات، فبدأت بتسريح الأساتذة القدماء أصحاب الرواتب العالية، والإستعاضة عنهم بأساتذة جدد بعقود جديدة ورواتب أقل من رواتب القدماء.

 

 

هل بلغ المسؤولون أنَّ القطاع السياحي الذي يعولون عليه لإنعاش الإقتصاد عالق في ازدحام السير؟

ليس هناك من مبالغة في هذا الكلام للإعتبارات التالية:

من غير المسموح أنْ يصل السائح إلى المطار في حزيران ولا يصل إلى الوجهة التي يقصدها إلا في تموز! كل الطرقات التي يمكن سلوكها تشهد اختناقات مرورية، سواء من المطار إلى قلب العاصمة بيروت، أو من المطار إلى جونيه، أو من بيروت إلى الجنوب. كيف يتم إنعاش السياحة التي يعوَّل عليها، وليس بالإمكان توفير انتقال من منطقة إلى منطقة بأقل إختناق مروري؟

هل بلغ المسؤولون اللبنانيون أنَّ الأسعار الفاحشة في المنتجعات البحرية تجعل من المرء أنْ يعد للعشرة وأحياناً للمئة قبل ارتياد هذه المنتجعات؟

إن كلفة يوم واحد لعائلة من أربعة أشخاص تساوي كلفة سَفرَة إلى أحد المنتجعات، سواء في بعض دول المنطقة أو دول حوض البحر المتوسط، ومَنْ لا يُصدِّق ليتابع العروض السياحية الترويجية على صفحات الإنترنت.

حضرات المسؤولين، حرامٌ أنْ تفعلوا بالبلد هكذا. إنَّ هذا البلد فيه من القدرات والطاقات والمقوِّمات ما يجعله يتقدم بسرعة، ولكن إنزعوا من أمامه الأَغلال التي تمنعه من التقدم، وهذه الأَغلال هي خلافاتكم والنزعة الإستئثارية لكل منكم.