الأيام الأولى من الأسبوع الجديد، كانت أيام الواجب.
والواجبات عنوان بارز، لمعارك انسانية في الحياة اليومية والأسبوعية.
لماذا هذا النداء، الى الانسان، المتوتر حيناً، والرافل بالحياة أحياناً.
كان العلاّمة عبدالله العلايلي رمزاً للعلوم والمبادئ العلمية.
لكن العالم البيروتي، كان يرى في الأحلام، رموزاً لمبادئ انسانية، وأفكاراً ترمز الى البنيان الحضاري، لا الى التخلّف عن مجاراة العصر، في ما يذهب اليه من حضارات، أو يتخلف عنه في مضامير البناء.
أراد المفكّر محي الدين النصولي ان يحرر الأوطان، من أوهام رتيبة، لكنه أفاق على واقع غير منبثق من الأفكار الحديثة.
وذات مرة أراد الأديب الطرابلسي، ان يتزوّد بما اكتنز من معارف، فوجد نفسه ضنيناً بما عرفه رفاقه والأجيال من معلومات. عندئذ أدرك النصولي ان العلوم لا تقف عند حدود، وان للمعرفة آفاقاً تتجاوز حدود الذات.
في حقبة الستينات، وجد الرئيس كميل شمعون انه ترك قبل بضع سنوات، البلاد تغرق في جحيم التجارب، ولا تتعدّى حدود التطورات.
عندئذ، أدرك لماذا قبل الرئيس صائب سلام، في الخمسينات، ان يكون وزير دولة، في حكومة يرئسها عبدالله اليافي.
كان وزير الدولة في مستوى رئاسة الحكومة… ويومئذ أراد عبدالله اليافي، أن يقنع صائب سلام، بأن وزارة الدولة، في مستوى رئاسة الحكومة.
لكن بين الاثنين، فرقاً شاسعاً، ولا يرضخ الكبير لما يعزم عليه الصغير.
وهكذا، صار منصب وزير الدولة، في أيام الوصاية أمثولة دارجة في الوسط السياسي.
رغب ذات يوم، الرئيس سامي الصلح، في ان يرئس حكومة أيام كميل شمعون.
لكن وزارة الدولة، لم تعد في مستوى رئاسة الحكومة.
أراد المستوزرون في عصر الطائف، ان يتسلّقوا الحقائب الوزارية.
لكن الحقيبة لا تصنع حكماً، وان صنعت مناصب.
أحب ذات يوم، ان يستولي وزير الداخلية على المناصب الأساسية، لكنه اكتشف ان المنصب يتعرّض للسقوط اذا أهمله الحاكمون.
أراد الرئيس رفيق الحريري، قبل استشهاده، ان يختار بين الوزارة والحكومة، فاكتشف ان الحقيبة الوزارية، لا تصنع حكومة، وان الحكومة بامكانها وحدها ان تصنع من الوزارة، حقيبة مؤهلة للارتقاء الى الحكم حيناً، والى الأحكام أحياناً.
أراد ذات يوم الرئيس فؤاد شهاب، ان يصنع من السلطة دولة، لكنه اكتشف ان الدولة لا ترتوي وتنتعش إلاّ اذا قامت في البلاد دولة لا دويلة.
من أجل هذا يدور الصراع الآن، بين حزب الله وتيار المستقبل، لأن الهدف الأسمى هو الدولة لا الدويلة.