لا جديد في الخيال السياسي العالمي تجاه الكارثة السورية٬ ماذا لدى الروس «حًقا» لإنقاذ «الدولة» السورية٬ وبالتالي «الشعب» السوري؟
بعيدا عن المناورات اللفظية٬ زبدة الموقف الروسي أن الأساس للحل في سوريا٬ هو٬ تحديدا٬ محاربة الجماعات الإرهابية٬ وهي في التعريف الروسي قريبة من تعريف النظام الأسدي٬ أي كل جماعة تعارض الأسد٬ وتكون في المقاربة الروسية خاصة بمن يرفع السلاح من هذه الجماعات.
بينما المقاربة الدولية٬ بما فيها مجموعة من الدول العربية ليس كلها ومجموعة من الدول الغربية أيضا ليس كلها تقوم على أن أساس الشر وتفشي الجماعات التكفيرية الإرهابية هو وجود نظام الأسد نفسه٬ فهو «مغناطيس» الجذب لكل البعوض الإرهابي في العالم٬ شيعيا أو سنيا أو حتى مسيحيا أجنبيا.
نقول لا جديد٬ لأنه لا يوجد خيال سياسي جديد٬ ولا جرأة على تخطي هذا الشلل السياسي في سوريا.
السؤال المعضلة للعالم: ما خطوة البداية الصحيحة للحل: النظام أم المعارضة؟ السياسة أم العسكرية؟
بشار الأسد اعتبر التدخل الروسي٬ واستقبال موسكو له٬ طوق نجاة٬ وتعويما له٬ لذلك كان مبتسما بلمعان وهيجان أثناء زيارة الكرملين بحضرة الإمبراطور.
بل زاد في العزف على وتر روسي حساس حين قال٬ حسب وكالة الأنباء الروسية نقلا عن ألكسندر يوشينكو عضو البرلمان الروسي٬ عن الحزب الشيوعي٬ إنه «لا يمكن الحفاظ على الإسلام المعتدل في المشرق بمعزل عن بقاء المسيحيين»٬ شاكرا البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا على الدعم الذي تقدمه الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية لسوريا.
الرئيس بوتين يكرر أنه يريد فقط حلا سياسيا مديدا في سوريا٬ ورئيس حكومته ميدفيديف يخبرنا أنه «ليس من الأهمية من سيكون على رأس هذه السلطة».
لكن اللغة الروسية الرسمية تتحدث عن أن هذا الأمر متروك للشعب السوري٬ وهو ما يقوله بشار نفسه الذي بشرنا بأنه بعد القضاء على الإرهابيين٬ أي كل معارضيه٬ وليس «داعش» فقط٬ حينها سيفكر في تعديل الدستور٬ ويرشح نفسه للانتخابات.. لم لا ما دام الشعب يريد؟!
في التوقيت نفسه الموقف الروسي تجاه سوريا٬ هو٬ كما نقلت الوكالة الرسمية٬ أن روسيا مستعدة لدعم «الجيش السوري الحر» المعارض إذا قاتل أفراده «داعش»٬ وكل الإرهابيين٬ وفق التعريف الروسي طبعا.
ما الفرق بين الخطابين؛ الأسدي والروسي؟!
متى يفهم الجميع أنه لا يمكن لأي قوة سورية شعبية٬ قبول وجود هذا النظام٬ بأي صيغة من الصيغ٬ لأن هذا يعني الوقوع في «الإثم» الوطني؟
سوريا ليست فقط مشكلة أمنية٬ أصولية؛ بل مشكلة أخلاقية سياسية حضارية.