Site icon IMLebanon

وضعيّة الاهتزازات الحزبية: نتائج بائسة

بالرغم من المؤشرات الاكيدة على بقاء حكومة الرئىس تمام سلام لاسباب عدة ومختلفة وفي مقدمها اعتبار وحيد يتم وضعه كيافطة فوق السراي: «انها شر لا بد منه» حيث تعتبر مصادر وزارية معارضة ان لبنان والمنطقة يعيشان في وسط المجهول من خلال التطورات المتسارعة في المنطقة والتي لن ينجو منها لبنان، ووفق الانحلال الذي يصيب الجسد اللبناني بكامله من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي وصولاً الى الحكومة فان هذه الأمور مجتمعة انسحبت ايضاً على المكونات السياسية والحزبية في معظم الاحزاب اللبنانية التي ضربتها سلسلة من الانقسامات منها جوهرية واساسية والبقية لامست هيبة الاحزاب من جهة؟ وحدة الكلمة او ظهور الفطر على جوانبها، وتبرز جهات سياسية محايدة سلسلة من الوقائع التي ضربت الجسم الحزبي للكثير من التيارات التي ما كانت لديها حسابات في هذا الاطار او كان في ظنها انها محصنة مع العلم ان الاسباب الموجبة لهذه التحركات التي يعتبرها البعض تصحيحية متعددة وابرزها:

1ـ ضعف الحالة العامة في البلاد سياسياً وانمائىاً ومالياً ونسيان الاوضاع المعيشية والاقتصادية للمحازبين بالاضافة الى حالات من التململ جراء الانقسام الحاصل بين القيادة والقواعد الشعبية.

2ـ تمايز سياسي من داخل الحزب او التيار تمثل في مقاربة مختلفة للتطورات المتلاحقة خصوصاً على الصعيد الرئاسي وسد الفراغ في بعبدا.

3ـ شكل ترشيح الرئىس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية حالة من التمرد على هذا القرار وتم تصريفها خلال الانتخابات البلدية الاخيرة خصوصاً في مدينة طرابلس حيث برزت قوى رديفة لم تبتعد كثيراً عن نهج مؤسس المستقبل الرئىس الشهيد رفيق الحريري ولكنها لم تكن في حالة من الاندماج مع هذه التحولات الاخيرة. وتشير هذه الجهات السياسية الى ان الاصابة كانت مباشرة لاكبر تيارين سياسيين نيابياً وشعبياً وهما التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يضاف اليهما الحزب السوري القومي الاجتماعي والقوات اللبنانية ونخبة من الوجوه الشيعية المعترضة على اداء حزب الله وحركة امل وسيطرتهما على مجمل الحياة السياسية الشيعية في البلاد، وتوجز هذه الجهات بشكل شبه تفصيلي ما حصل لكل حزب وتيار وفق الصورة التالية:

اولا: لم يكن تيار المسقبل بحاجة الى المزيد من الاوزان على كتفيه بعد سلسلة من العوائق المالية والسياسية والخيارات الرئاسية التي اودت بالوزير اشرف ريفي صاحب التربية المستقبلية على يد الرئىس الراحل رفيق الحريري الى اتخاذه خيارات مغايرة لتوجه الرئىس سعد الحريري مع ان لآل الحريري الفضل الكبير في ايصال ريفي الى المديرية العامة للامن الداخلي ووزارة العدل الا ان وزير العدل المستقيل ـ الممارس في آن معاً وجد ان الساحة الطرابلسية خصوصاً بحاجة الى خطاب سياسي آخر ربما اكثر حدة في وجه حزب الله وسلاحه او اكثر شراسة مما جعل بعض القواعد المستقبلية تفقه هذا الخطاب وتطرب له وتسير وفق سيرة علو هذا الكلام، إلا ان الحالة المستقبلية العامة وفق هذه الجهات لم تتأثر بشكل كبير ذلك ان وقوف النائب خالد الضاهر بدوره ضد مسار التيار لم يخدش هيبة تيار طويل وعريض على كافة الاراضي اللبنانية.

ثانياً: لا شك ان ما حصل في التيار الوطني الحر من هزات ارتدادية لم تكن لتؤثر في اساساته الا انها اوجدت اعتراضات جوهرية من قيادات مؤثرة وفاعلة جعلت القواعد الشعبية تتأثر بهذا «التمرد» الذي لن يصل في مطلق الاحوال الى حد تحريك العونيين بصورة ولو جزئية نحو اية خيارات خصوصاً مغايرة او الولوج نحو تغييرات هامة في صلب الحزب.

ثالثاً: في الحزب السوري القومي الاجتماعي كانت ثورة من داخل الحزب ولكنها جرت ضمن الاطر القانونية ولو بغطاء مقنع من رئىسه اسعد حردان الذي وضع رفيقه في رئاسة الحزب، الا ان حركة السابع من تموز فعلت فعلها في هذا الاطار ولولا تدخلها لما حصلت عملية تقديم خط انطون سعاده مؤسس الحزب.

 رابعاً: في البيئة الشيعية وان بدا ان حزب الله وحركة امل يسيطران بشكل كامل على مفاصل السياسة العامة الا ان معترضين كثر ظهروا وبدأوا يتكاثرون وفق مسميات متعددة خصوصاً الاعتراضات الاخيرة على منع الاختلاط في القرى الجنوبية والغاء المهرجانات مما احدث نقمة نوعية ضد هذا التوجه.