كما برزت حنكة الملك سلمان في إطلاقه “عاصفة الحزم” قبل عشرين يوماً، برزت حكمته في وقف العملية في اليمن، بعدما تم تدمير قدرات الإنقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، واحباط رهانات إيران التي كانت تعلن صراحة قبل أسابيع انها باتت تسيطر على صنعاء وتمسك بباب المندب .
الحزم في موضعه والحلم في موضعه ايضاً، فمن “عاصفة الحزم” الى “إعادة الأمل” وهو شعار المرحلة الجديد الذي إختارته الرياض، فعندما يصدر مجلس الأمن القرار رقم ٢٢١٦ الذي شكّل إدانة واضحة للحوثيين ومن وراءهم ضمناً وفرض عقوبات على عبد الملك الحوثي وأحمد علي عبدالله صالح، ودعا الحوثيين الى الإنسحاب من المؤسسات التي إحتلوها والى تسليم الأسلحة التي سرقوها والإنخراط في الحل السياسي الذي كانت قد وضعته دول مجلس التعاون الخليجي وتبنته الأمم المتحدة، فهذا يغلق دائرة الهزيمة العسكرية والسياسية على الحوثيين وداعميهم.
لقد كان الهدف من قيام العملية واضحاً منذ اللحظة الأولى. وعندما تتحقق ٩٠٪ من الأهداف العسكرية وإستطراداً السياسية في اليمن، وتتحرك المساعي السياسية والديبلوماسية على أعلى المستويات الدولية من خلال الإتصالات بين الملك سلمان والرئيسين اوباما وبوتين إضافة الى الزعماء الدوليين، في سعي لوقف العملية مقابل حل سياسي وفق ما حدده قرار مجلس الأمن، فإن إستجابة السعودية وحلفائها ووقف “عاصفة الحزم” إنما يُقرن الإنتصار السياسي بالنصر العسكري.
عندما يهرول الإيرانيون الذين صدموا بالعملية منذ اليوم الأول، داعين الى وقفها ومطالبين بالعودة الى طاولة المفاوضات التي سبقتهم ان أحبطوها مراراً، وعندما يركض محمد جواد ظريف من عُمان الى باكستان مستدراً وقف القصف، ثم يكتشف ان العمانيين يعدّون مبادرة من سبع نقاط، تقود الى الحل في اليمن، بالإستناد الى قرار مجلس الأمن والى روح الحل الخليجي، لن تنفع محاولته حفظ ماء وجه طهران بالحديث عن مبادرة ايرانية من أربع نقاط، رفضته الشرعية اليمنية والمجتمع الدولي، بما يعني في النهاية ان الحزم فعل فعله العميق.
ولكن هل يمكن الإفتراض ان الأمور اليمنية أقفلت على حلٍ مريح ونهائي تعكسه بنود المبادرة العُمانية، التي بالتأكيد استشيرت الرياض والشرعية اليمنية فيها، ووجدت فيها طهران مخرجاً من مأزق غير محسوب، ولاقت قبولاً وحماسة دوليين خشية إنفجار صراع مديد في ممرات النفط؟
التحالف يأمل في ذلك لكنه لم يتحدث عن وقف للنار، بل أوضحت الرياض ان الحصار على السلاح مستمر وان النار جاهزة للتعامل مع أي تحرك جديد يقوم به الإنقلابيون وجماعة علي صالح … وهذه عملياً نافذة لإعادة الأمل لا للعودة الى الفوضى الحوثية التي خرّبت اليمن!