Site icon IMLebanon

قصة التردد الأميركي في كبح جماح داعش والنصرة برياً

 

قصة التردد الأميركي في كبح جماح داعش والنصرة برياً

اصرار لبناني على اجراء الاستحقاق الرئاسي في وقته

ومعلومات جديدة عن أسباب استقبال كيسنجر في قاعدة رياق !

تهافتوا عليه، بمجرد أن شاهدوه، وراحوا يمطرونه بوابل من أسئلتهم. معظمهم يريدون أن يعرفوا الى أين هو المصير. وأكثرهم طموحا برؤية واضحة عما يتربص ببلادهم من أخطار أو من وضوح.

انتاب الرئيس حسين الحسيني بعض من حياء وخجل، لكنه وقف – وهو يبتسم – يوزع عليهم ابتسامات مشوبة بالحياء، وأحياناً قبلات على وجوه سبق وعرفته، وعرفت فيه صفات رجل الدولة.

جلس عراب الطائف بين جمهور محدود، لكنه شغوف بالوقوف على الحقيقة الضائعة: لبنان الى أين – دولة الرئيس – وهل هناك أمل باستتباب الأمن، وهل ثمة بشرى بالخلاص من خطر داعش وتهديدات النصرة؟

اعتصم دولة الرئيس بالصمت، وكأنه يفكر في ما ينبغي له أن يقوله، أو يعبّر، بعبارة مقتضبة عن مكنونات نفسه.

لكنه تكلم، الا ان الكلمات خرجت على لسانه بصعوبة. ونظر الرئيس الحسيني في الوجوه الشاخصة اليه، وابتسم.

وقال بصوت خافت: البلد بخير يا جماعة. لكنكم أنتم لستم بخير، ينتابكم القلق عليه، ويساوركم شعور بالخوف لا بالاطمئنان على مستقبل الأوضاع.

وأردف: أنتم، وأنا معكم، وسواي أيضاً، يخالجنا شعور بالقلق، بعد العاصفة التي أثارها معالي الوزير أبو فاعور. وزير الصحة، تهمه صحة الناس، وخائف على سلامة المواطن. نحن، في الحرب على الفساد واحد. وكل منا مسؤول عما يعتري الانسان من خوف وقلق على لقمته، وعلى غذائه، كما على حياته وطعامه وعيشه.

بادره مواطن كان يصغي اليه: دولة الرئيس، نحن خائفون على لبنان وقلقون على مصيره، كنا نتعلق بأهداب الأمل، وبتنا بلا أمل وهواء.

افتر ثغر الرئيس حسين الحسيني عن ابتسامة حييّة، ونطق بالكلمة الواعدة، وإن صدرت على لسانه وهي مشوبة بحياء وخالية من أي رجاء:

لا تخافوا على لبنان، ولا تقلقوا عليه الوطن بألف خير، وإن تألبت عليه المشاكل، وتناوبت عليه الكوارث. نظامه قوي وثابت، قبل داعش عرف لبنان عشرات الدواعش، ومع النصرة أحاطت به ألف نصرة ونصرة. ومن يلجأ الى الخطف والذبح والقتل، فهو مُفلس. هؤلاء غرباء عن الدين، ومن يعمد الى الترويع والتخويف هو خاسر لا محالة، ولو جار بعض الوقت أو استجار بالشيطان.

وبادره شاب ثان: لكن الجمهورية مضى عليها أكثر من مائتي يوم، وهي من دون رئيس جمهورية، فكيف يستقيم لنا أمل، والجمهوريةمخطوفة والبلاد أصبحت على حافة اليأس والقنوط.

أطرق الرئيس الحسيني برهة، حسبها المحيطون به دهراً، وراح يردد على مسامعهم، بأن اليأس في السياسة مرفوض، لأنها محفوفة بالصعوبات. الا انني أستطيع أن أقول لكم، إن النظام الجمهوري هو قدر لبنان، وإن الجمهورية تحسبونها في مأزق، لكنها عائدة الينا واليكم بنظام مدني، وبعنفوان سياسي، ولا أحد قادر على حجب الخير عن جمهورها، أو عن منع الهواء عن سكانها والأهالي.

واستطرد الرئيس حسين الحسيني، أن نظام الطائف وُلد بعد عقبات كأداء وأزمات عرجاء لكنها واجهت ولا تزال العقبات. أمامنا مهمات صعبة، لتنفيذ اتفاق الطائف، لكنه، في نظري، هو النظام الأفضل للبنان. واذا كنا الآن وكنتم أنتم أيضاً تخافون على لبنان، من داعش واخواتها ومن النصرة وابناء عمومتها، فهذا الخوف عرفناه بعد الطائف ولا نزال نعرفه، ولأيام آتية.

تعالوا، لنفكر معاً. نحن لسنا نعيش في جزيرة لأننا نتأثر بما حولنا. وها هو العالم العربي ينهض بعد كبوة، ويقف اثر سقوط، في وهاد المصاعب، لكنه يتحرر من الاخطاء بعد عناء.

وأضاف: ها هي مصر تتحرر بعد كوارث وأزمات، وهذه هي تونس أم الحضارة العربية الجديدة، وثمة دول عربية أخرى، تنهمر عليها الأزمات الا ان الرئيس المشير السيسي، يقود مصر العزيزة من هاوية التعصب الاخواني الى نجاد الفكر العربي، والذهنية الديمقراطية الواعية.

وطبعاً، فإن تونس اختارت في انتخابات حرة نظاماً يقوم على أغلبية واعية، مقابل معارضة سياسية، وتتوجه الى الحكم المدني، والى النظام الديمقراطي.

وقال الرئيس الحسيني: لا تخافوا على لبنان، ولا تقلقوا من اتساع النفوذ الطائفي وانحسار الدور العلماني، ذلك أن لبنان بلد التعقل، وليس بلد التطرف.

بادر سفير دولة أوروبية، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد لقائه موفداً فرنسياً الى لبنان، هل صحيح ما يقال عنكم، انكم تسعون الى تغطية الصورة المأخوذة عن البرلمان، وهي سلبية أكثر منها ايجابية، بالعمل على بلورة تحالفات بين الأقوياء في المجلس على حساب الضعفاء.

ضحك الرئيس بري، وصارح السفير الأوروبي، بأنه أكد أخيراً للموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، أن لبنان يتفهم النيات الفرنسية، من اجل التوافق اللبناني، على رئيس توافقي، وانه جعل الموفد الروسي بوغدانوف على يقين بأن معظم ما نعمل له، يصب في خانة التوافق.

الا ان السفير الاوروبي سأله، بشيء من الخَفَر والحياء، عن حقيقة ما يضمره، ويسعى لايصال البلاد اليه.

وتابع: لبنان كان ممراً للغرباء عنه، وخلال الازمات أضحى رهينة بيد النظام السوري. وبعد الحرب الداخلية السورية، أصبح ممراً للوسطاء القادمين الى سوريا، والمغادرين للعاصمة السورية، بدليل ان الموفد الروسي زار دمشق وجاء الى لبنان، وعاد من ثم الى دمشق، ليعود مجدداً الى لبنان.

كان السفير الأوروبي يقصد من سؤاله الى الرئيس بري، عمّن يضمره للرئاسة الأولى، هل هو حقيقة مع الوزير السابق جان عبيد، أو مع العماد قهوجي، أو مع السفير اللبناني في الفاتيكان جورج خوري؟

وينقل سياسيون عن السفير، أنهم شعروا أن لكل حالة رئيساً يضمره رئيس البرلمان في عقله، فهو مع الوزير السابق جان عبيد، اذا كانت المرحلة تتطلب وجود رئيس سياسي يتمتع بالحكمة، ويتحلى بالحنكة، فإن الوزير السابق لخارجية لبنان يملك هذه المواصفات، واذا كان الصراع حول مصير العسكريين المخطوفين الى جرود عرسال، فإن حظوظ قائد الجيش ترتفع، أما اذا كانت سلامة الوضع الاقتصادي، تقتضي باختيار قائد الجيش، فإن حظوظ العماد قهوجي ترتفع، كما ارتفعت أسهم قائد الجيش العماد ميشال سليمان، بعد معركة نهر البارد، فاتفقوا عليه في مؤتمر الدوحة قبل قرابة سبع سنوات، ليكون رئيساً للجمهورية. وفي حال أخذت المساعي الدولية تتسع، فإن السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي ترجح كفة ترشيحه.

وفي عالم المراهنات السياسية، لا أحد يمكنه أن يتجاهل دور البطريرك الماروني الكاردينال الراعي على هذا الصعيد.

ثمة في البلاد دعوات الى التعقل، لا الى التسرع، ويبذل الزعماء الموارنة جهوداً واسعة، للانتخابات الرئاسية في الشهر الأول من العام الجديد، وفي البلاد ٢٤ وزيراً يتصرف كل منهم وكأن في البلاد الان ٢٤ رئيس جمهورية، على رغم أن رئيس الحكومة سافر اخيرا الى باريس، وسط معلومات مفادها ان الادارة الأميركية كلفت فرنسا وطلبت من رئيسها هولاند، السعي الى تسهيل انتخاب الرئيس العتيد.

ويقال ان الرئيس باراك اوباما يسعى باسم الادارة الاميركية، الى اختصار مدة المعاناة اللبنانية للتوافق على رئيس للبلاد، بعد شيوع معلومات، تفيد بأن لا رئيس للجمهورية قبل منتصف العام المقبل.

ويبدو أن السفير الأميركي ديفيد هيل عاد الاسبوع الفائت الى لبنان، ليساهم بدوره في اختصار المعاناة، وانتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب.

ويكشف مرجع كبير أن لا انتخابات رئاسية قبل تعديل قانون الانتخابات واجراء انتخابات نيابية تمهد لانتخابات رئاسية، في حين يشدد جماعة ١٤ آذار على اجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، لأنها في نظرها المخرج للانقاذ السياسي.

الا ان كسر الجليد بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع اوجد مناخاً جديداً في البلاد.

لقد اتفق النقيضان على مبدأ اللقاء لكنهما اختلفا على جوهره، لأن العماد عون يركّز همومه على الجمهورية لا على انتخاب رئيس للجمهورية. أما الدكتور جعجع فقد أقلقه ولا تزال الضياع السائد عن اجراء الانتخابات.

يدرك العماد عون انه يملك قرار الانتخابات الرئاسية ويضعه في جيبه، فهو رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية في البلاد، ويتمتع بأكثرية نيابية، يوفّرها تأييد جارف من حزب الله.

ويعرف الدكتور جعجع انه يملك أيضا مبايعة ١٤ آذار له، إلاّ أن ست عشرة جلسة نيابية لم تستطع تأمين النصاب لانعقادها.

بادر الحكيم الى إبداء رغبته في زيارة الرابية، لكن الجنرال لم يعقب عليها، لأنها نوع من اللعب في الوقت الضائع، ولأن المطلوب اتفاق على ترشيحه، وليس الخلاص من ترشحه.

وخلاصة المسعى تكمن في أن الجنرال يريد رئيس جمهورية يقود البلاد الى الانفراج، لا مجرّد شخص يدير الأزمة.

وهذا ما جعل الدكتور جعجع، يعرض على الرأي العام سحب ترشيحه، لأي مرشح في ١٤ آذار قد يكون الشيخ أمين الجميّل أو الوزير الشيخ بطرس حرب، أو أي شخصية أخرى.

إلاّ أنه أدرك ان وجود العماد عون حاجز أساسي أمام أي انتخابات رئاسية.

وهكذا لمعت معه فكرة تكليف شخصية مارونية بالصعود الى الرابية، وسَبر أغوار استعداد الجنرال من أجل لقاء بينه وبين الحكيم.

وجد الدكتور جعجع، في الوزير السابق الشيخ وديع الخازن الشخصية الموثوق بها، والمؤهلة لترتيب الحوار بين الزعيمين اللبنانيين.

صعد الشيخ وديع مرتين الى معراب والرابية ووجد كلاماً يفسح له في المجال ل تسويق مهمته.

وفي الأسبوع الفائت نطق الجنرال بتعقيب فيه ترحيب باللقاء مع الحكيم الذي قال ان المسألة ليست انتخاب رئيس جمهورية. وتساءل: هل انتخاب الجمهورية لا يمكن ان يحصل سوى في لحظة واحدة في الزمان والمكان. وأردف: هذه العملية تراكمية تستغرق سنوات، ولا يمكن ربط الأمر بلحظة واحدة، فلا يجوز ان يكون انتخاب جمهورية، مرتبطاً بوصول شخص محدّد الى سدّة الرئاسة، وهل يجوز انه لا يوجد بين مليون وربع مليون ماروني كفؤ، يمكنه بناء جمهورية جديدة سوى هذا الشخص. وأشار الحكيم الى تزاحم الموفدين الخارجيين في زيارة لبنان، بغية إنهاء مرحلة الشغور.

المطلوب الآن ترجمة الاتفاق السعودي الفرنسي على تزويد الجيش اللبناني بأسلحة فرنسية، باتت جاهزة لتسليمها الى لبنان.

ويقال ان الرئيس تمام سلام أعرب عن أمله بانتهاء الشغور في الموقع الرئاسي، وأعرب عن أمله بأن يتسلم الجيش اللبناني الأسلحة التي تم الاتفاق عليها بموجب الاتفاق السعودي – الفرنسي الخاص بهبة الثلاثة مليارات دولار من المملكة العربية السعودية، وقال للجالية اللبنانية في فرنسا ان التجهيزات التي سيتسلمها الجيش ستساعده في التصدّي للارهابيين الذين يعتدون على السيادة اللبنانية وملاحقتهم.

وقال ان الارهاب لا يستهدفنا فقط بل المنطقة كلها، وقد استطعنا من خلال قرارات حاسمة ان نضع حدّاً للارهاب الذي يخطف البلد.

ووصف سلام أجواء لقاءاته بأنها ايجابية، وأكد مستوى التمثيل الرفيع، لأعضاء اللجنة النيابية الخارجية، واجماعها على دعم لبنان، خصوصا ما أظهره رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي من صعوبة الوضع اللبناني.

أما الرئيس سلام، فقد أكد أمام الجميع ما يعلقه لبنان على الدعم المالي الفرنسي، الذي لم يصل منه إلاّ ٧٠ مليوناً من أصل ٧٠٠ أو ٨٠٠ مليون دولار.

السرّ الغامض

إلاّ أن السرّ الكامن وراء التردد الأميركي والفرنسي في محاربة داعش يعود الى أخطاء أميركية في ممارسة العيوب مع العناصر الارهابية التي اعتدت على الولايات المتحدة في العام ٢٠٠١ وقامت بخطف طائرات وهدم ناطحات سحاب أميركية، وذلك في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش.

منذ زمان طويل، تناور أميركا على لبنان، وفي العام ١٩٧٣ زار وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر لبضع ساعات لبنان، ضمن جولة مكوكية كان يقوم بها في المنطقة، وقد حصلت الزيارة في مطار رياق.

وسنة ١٩٧٦، أرسل كيسنجر الى العميد ريمون اده رسالة يخبره فيها ان السبب الأمني الذي طلب بموجبه نقل مكان الاجتماع من بيروت، كان اكتشاف المخابرات الأميركية ان هناك خطراً من تفجير طائرة كيسنجر في الجو، لقرب المطار من المخيمات الفلسطينية. وهو سبب فبركه شخصياً، وكلف رجال المخابرات في السفارة الأميركية طرحه على السلطات اللبنانية، لمعرفة قدرة الدولة اللبنانية على حماية أمنها، وقد سبق وأجرى هذه التجربة نفسها مع دول عربية أخرى.

ويروي الرئيس تقي الدين الصلح، وكان يومئذ رئيس الحكومة، ان الرئيس سليمان فرنجيه لم يكن راغباً في استقبال كيسنجر، لكنه أقنعه بالأمر، لأن الرئيس حافظ الأسد استقبله.

وفي المعلومات ان أزمة حادة تعصف داخل الادارة الأميركية بين الديمقراطيين والجمهوريين ويحاول الرئيس الديمقراطي أوباما تداركها سريعاً.

والقصة بدأت عندما أعاد تقرير مجلس الشيوخ الأميركي الذي كشف ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. اي. اي استخدمت وسائل استجواب عنيفة، في حق معتقلين مرتبطين بتنظيم القاعدة أحياه الجدل في شأن التعذيب معهم، مما أثار موجة استنكار واسعة في العالم وصلت الى حدّ ملاحقات جنائية.

وبعد ست سنوات من رحيل الرئيس السابق جورج دبليو بوش، نشر الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، تقريراً استثنائياً، يفصل البرنامج السرّي الذي أعدته السي. اي. اي لاعتقال أشخاص يشتبه في علاقتهم ب القاعدة، واستجوابهم خارج اطار القضاء.

ويبدو ان الوكالة اعترضت فوراً على نتائج التقرير الذي جرى اعداده بين ٢٠٠٩ و٢٠١٢.

واتهمت اللجنة الوكالة في ٢٠ خلاصة، توصلت اليها، باخضاع ٣٩ معتقلا لتقنيات استجوابية عنيفة في بعض الأحيان، لا توافق عليها الادارة.

ويصف التقرير كيف استخدمت السي. اي. اي تقنيات استجواب متشددة تكراراً. وقد ضرب المعتقلون بجدران، وجرّدوا من ثيابهم، ووضعوا في مياه مجلّدة، كما منعوا من النوم فترات تصل الى ١٨٠ ساعة.

ونقل عن الرئيس باراك أوباما، انه وضع حدّاً لهذه المسائل، لدى وصوله الى السلطة في كانون الثاني ٢٠٠٩، لأنه يرى ان هذه الوسائل شوّهت كثيراً سمعة أميركا في العالم.

ويبدو ان أوباما تعهّد بعدم تكرارها، وتذرّع بأن لا أمة كاملة، ولكن أحد مكامن القوة في أميركا، هو ارادة المواجهة الصريحة لماضيها. وأضاف: ان ادارة سلفه جورج دبليو بوش، واجهت خيارات مؤلمة خلال السنوات الصعبة، التي تلت هجمات ١١ أيلول.

ويقول مصدر أميركي ان اعادة فتح هذا الفصل الأسود، من الحرب على الارهاب أثارت جدلاً في الولايات المتحدة، من شأن حدود الشفافية.

ونقلت معلومات مفادها أن المدير العام للاتحاد الأميركي عن الحريات، أنطوني روميرو بارتكاب جرائم بشعة، قائلاً: انه تقرير فاضح تتعذّر قراءته، من الشعور بالسخط لواقع كون حكومتنا قامت بجرائم بشعة.

ويقال ان الأعضاء الجمهوريين أبدوا أسفهم لموعد نشر هذا التقرير، وتخوفوا من ان تعطى حجّة لاعداء أميركا، وان تثير ردود عداء للديمقراطية.

لكن أعضاء آخرين، قالوا ان هذه الممارسات يجب ألاّ تتكرر.

وفي جنيف، دعا مقرر الامم المتحدة لحقوق الانسان بن ايمرسون الى اطلاق ملاحقات قضائية في حق المسؤولين الضالعين في هذه القضية، وقال وضعت سياسة على مستوى رفيع في ادارة بوش اتاحت ارتكاب جرائم منهجية وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان العالمية.

لكن وزارة العدل الاميركية قالت ان الملف سيبقى مقفلا لعدم وجود ادلة كافية. ودعت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان البريطانية كايج الى ملاحقات قضائية ايضا، لافتة الى ان هناك في التقرير ادلة واضحة تبرر فتح ملاحقات قضائية.

وقال الرئيس البولوني السابق الكسندر كفاشنيفسكي الذي استقبلت بلاده سجونا سرية ل السي آي اي ان عمليات الاستجواب العنيفة لمشتبه فيهم لدى الوكالة الاميركية في بولونيا توقفت اثر ضغوط بولونية عام 2003.

ورأى الرئيس الافغاني اشرف عبد الغني ان التقارير عن ممارسة السي آي اي التعذيب في بلده تنتهك كل الاعراف المقبولة لحقوق الانسان في العالم. ووصف التقرير بأنه صادم، وسأل عن عدد الافغان الذين كانوا ضمن من تعرضوا لاستجوابات مؤلمة ومهينة.

واورد حساب في موقع تويتر منسوب الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ان تقرير مجلس الشيوخ اظهر الحكومة الاميركية كرمز للطغيان ضد الانسانية. وقال في تغريدة اخرى: انظروا الى الطريقة التي تعامل بها الانسانية القوى المهيمنة بالدعاية البراقة وباسم حقوق الانسان والديموقراطية والحرية… يزعمون ان لديهم امة يفخرون بها….

الصين وكوريا الشمالية

وفي بكين علقت وزارة الخارجية على التقرير بحض واشنطن على تصحيح اساليبها.

وصرح الناطق باسمها تعارض الصين دوما التعذيب. نعقتد ان على الجانب الاميركي ان يفكر في ذلك، ويصحح اساليبه ويحترم جديا لوائح الاتفاقات الدولية المعنية ويتبعها.

وطالبت وزارة الخارجية الكورية الشمالية مجلس الامن بادانة واشنطن، معتبرة ان ما كشفه تقرير مجلس الشيوخ من انتهاكات يشكل اختبارا جديا لصدقيته.

وقالت ان مجلس الامن انما يكون في صدد تأكيد دوره الحقير… كأداة لممارسات الولايات المتحدة التعسفية ان هو ناقش مسألة حقوق الانسان في كوريا الشمالية واغمض عينيه عن ارتكابات احد اعضائه الدائمي العضوية.

ويقول مسؤول أميركي كبير ان هذه العيوب في السياسة الأميركية هي التي تدفع الرئيس أوباما وادارته الى التساهل في اعتماد الطائرات لضرب داعش والنصرة، والاكتفاء بضربات من الأجواء على عناصرها، لمصالح تتعلق بسمعة الولايات المتحدة في العالم!