IMLebanon

حكاية «قضم» بين السنيورة والمفتي الشعار  

 

واصلت وسائط الإعلام، خصوصاً الصحف تقديم ما تعتبره «معلومات» عن إجتماع بيت الوسط الذي دعا اليه الرئيس سعد الحريري قيادات في تيار المستقبل والكتلة النيابية. البعض سَرَح به الخيال بعيداً، والبعض الآخر نُقلت إليه معلومات مغلوطة…

هنا محاولة لـ»فصل» من فصول ذلك اللقاء المهم:

خلال مداخلة للرئيس فؤاد السنيورة قال متوجهاً الى الرئيس الحريري: نحن ننقضم يا دولة الرئيس.

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار استوقفه التعبير، فتناول قصاصة ورق وكتب عليها «أعطنا مثالاً واحداً عن القضم يا دولة الرئيس».

لم يجب الرئيس السنيورة.

وعندما تكلم المفتي الشعار قال: إن أهل السنة لا يتعرضون للقضم إطلاقاً. فعدد النواب هو ذاته، وعدد وزرائهم أيضاً، وكذلك عدد السفراء والمدراء السُنة. وها هو الأكثر تمثيلاً من يترأس الحكومة.

وقال: طالما الطائف موجود، فنحن بألف خير.

فتدخل الرئيس السنيورة: كيف تفسّر هذا الضجيج كله؟

المفتي الشعار: هذا ضجيج مُفتَعَل.

وفي تقدير سماحته أن للسّنة مصلحة مباشرة في الدولة، وما غير الدولة ليست لهم مصلحة فيه.

ويرى أنه من هنا يجب أن نقرأ ونفهم موافقة الرئيس سعد الحريري على ترشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ودعم هذا الترشح… لأنه بهذا القرار أنقذ الدولة من الفراغ، وهذا يصب بالضرورة في مصلحة أهل السنة وطبعاً في مصلحة اللبنانيين جميعاً أو هذا ما يفترض أن يكون.

وفي معلوماتنا أنّ المفتي دريان كان مدعواً الى «لقاء تشاور» مع السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد في مقر السفارة في عوكر… وخلال الحديث سألته السفيرة: كيف يكون الحل في لبنان؟

فأجاب: الحل بدأ فعلاً باستعادة الثقة بين المسلمين والمسيحيين… وبيننا وبين الموارنة، وتحديداً بيننا وبين الجنرال ميشال عون، وكذلك مع الدكتور سمير جعجع.

ومن أبرز ما قاله المفتي للسفيرة: إن عليكم واجباً كبيراً في لبنان وهو أن تسهموا في إعادة الموارنة الى دورهم و… إلى عقلهم.

ويقول سماحته: نحن أهل السنة بُناة حضارة… نحن، في السلم، أقوى الأطياف. قد يكون «الحزب» أو غيره أقوى منّا في الحرب، أمّا في السلم فنحن الأقوى. والقوة لا تعني بالنسبة إلينا قوة العضلات والسلاح والمواجهات المسلحة، بل تحقيق الدولة ودعم مقوماتها.

ويقول المفتي الشعار إن العرب واجهوا عقوداً ثلاثاً أولاها العقدة السورية، فالاخوة السوريون لا يريدون أن يصدّقوا ان لبنان دولة. وثانيتها مشكلة الكويت مع العراق. وثالثتها (ولكن أبرزها) القضية الفلسطينية.

وفي مجال القراءة في مواقف سماحته ما قاله لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في لقاء معه بنهاية زيارة وفد المفتين قصر بعبدا: يا فخامة الرئيس كان إنتخابك قدراً، أما بعد خطاب القسم ثم خطاب الإستقلال فصار خياراً.

وعلى الفور أجابه الرئيس: بأكدلكن إنو إللي زعلوا من إنتخابي بدهن يزعلوا يوم اللي بترك.