في 24 تشرين الاول الماضي زار وفد من التيار الوطني الحر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو وسلمه دعوة للمشاركة في زيارة رئيس التيار الوزير جبران باسـيل الى الشوف وخصوصاً المشاركة في غداء معاصر الشوف التكريمي الذي اقامه «تيار الجبل» على شرف رئيسه حيث مثل جنبلاط وفد وزاري ونيابي في 29 من الشهر نفسه. هذا الغداء كان «الشرارة الاولى» لبدء التحضير للقاء باسيل وجنبلاط الذي جرى منذ يومين وفي جو عائلي اراد الجانبان التأكيد من خلاله على «الدفئ» الذي يميز علاقة الرجلين وعائلتيهما على حد وصف مصدر قيادي في التيار الوطني الحر. ويضيف القيادي ان اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جنبلاط في بعبدا في 27 تشرين الثاني على خلفية دراسـة المخرج لعودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته بعد تريثه كان حافزاً اضافياً لبدء التقارب الفعلي بين عون وجنبلاط من جهة وبين الاشتراكي والتيار من جهة ثانية، اي بين جنبلاط وباسيل حيث اتفقا بعد اللقاء في بعبدا على زيارة باسيل الى كليمنصو لتظهير «التقارب المستجد» بين الحزبين. وفي هذا السـياق يكشف القيادي في التيار عن عودة اللقاءات الثنائية بين التيار الاشتراكي في الشوف والجبل عبر لجنة يرأسها عن التيار منسق هيئة الشوف بدري سالم وعن الاشتراكي وكيل داخليته في الشوف رضوان نصر بعد انقطاع خلال فترة الشغور الرئاسي كلها وبعد ان كان المنسق السابق للتيار في الشوف والمرشح الحالي للتيار فيه غسان عطالله قد قطع شوطاً كبيراً في تكريس حضور التيار في الشوف والجبل واستطاع ان يتقارب مع الاشتراكي خلال ترؤسه للهيئة من عام 2009 وحتى عام 2013 .
ويقول القيادي ان ابرز الملفات العالقة والتي تشغل بال المسيحيين في الجبل هي العودة الكاملة والمصالحة الحقيقية اي اغلاق ملف المهجرين ودفع تعويضات الجميع وفق قيمتها النقدية الحالية واعطاء كل ذي حق حقه. واليوم ومع عودة التيار بشكل فعلي الى كل قرى الشوف والجبل المسيحية، تنشأ علاقة طبيعية وضرورية على الارض بين التيار والاشتراكي لمنع اي اشكال ولتنسيق التعايش المسيحي – الدرزي ولتفعيل العودة والانشطة المشتركة وترجمته على الارض بما يخدم الاستقرار السياسي والامني في الجبل. ويشير القيادي الى ان تعليمات جنبلاط لقياداته كما هي تعليمات باسيل لقياداته بأن يكون التقارب والتواصل ايجابياً وبناء ولمنع اي احتكاك بين المناصرين.
ويوضح القيادي ان ومنذ انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية فتحت صفحة جديدة بين التيار والاشتراكي، اذ يحرص التيار على توسيـع مروحة التفاهم مع كل القوى السياسية وبما يخدم تحقيق الانجازات التي رفعها العهد كشــعار لحكمه وبما يؤمن مصالح كل القوى السياسية والوطنية والشعبية. ويضيف ان ازمة الرئيس الحريري الاخيرة كشفت الكثير من الـنوايا المخبأة عند بعض القوى التي ارادت ان تكون استقالة الحريري القسرية مقدمة لقلب الطاولة على الجميع وتطيير التسوية ومحاصرة الرئيس عون والتيار وحزب الله وكل حلفائهما. ويؤكد القيادي ان مواقف جنبلاط الرافضة للانقلاب على عون والحريري والتسوية هي من عززت مناخ الثقة والتقارب مع عون وباسيل. فلقاء كليمنصو وفق القيادي فتح الباب واسعاً امام تنسيق سياسي وحكومي وبرلماني وحتى انتخابي ويعزز فرص خوض الانتخابات بشكل مشترك في الجبل والشوف من دون الجزم بهوية التحالفات وشكلها فهل تكون ثلاثية اي بين تيار المستقبل والتيار الوطني والاشتراكي او ثنائية بين التيار والاشتراكي لان ذلك مرتبـط بما يمكن ان يستجد على الماكينات الحزبية للتيار التي بدأت بالدوران في الجبل والشوف. ويؤكد القيادي ان لقاء كليمنصو بداية جيدة لتقارب بعيد المدى وقد يتطور بسرعة وقد تحدث لقاءات متعددة في الاسابيع المقبلة.
في المقابل يتكتم قيادي بارز في الحزب الاشتراكي عن مضمون اللقاء ويكتفي بما قاله جنبلاط بعد اللقاء لكنه يؤكد ان الاجواء ممتازة وصفحة جديدة قد فتحت واللقاء ليس موجهاً لاحد ولا نريد استهداف او عزل احد. ما يهمنا استقرار لبنان وتعزيز الامن في الجبل وضمان العيش المشترك كما يؤكد ان الحديث عن اي تقارب انتخابي بين التيار والمستقبل والاشتراكي خاضع للوقت وما زال مبكراً الحديث عنه و«كل شي بوقتو حلو».