IMLebanon

قصة العقوبات الأميركية على لبنان

أسرار رافقت الأحداث من ديغول الى كينيدي

قصة العقوبات الأميركية على لبنان

والطموحات السياسية تقف أمام المناورات

فوجئ مساعد وزير الخزانة الأميركي دانيال غلايزر والقائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز يوم الأحد الفائت بقول الرئيس نبيه بري إنه واحد مع حزب الله، وبأنه الحليف الأول للحزب.

كان الرئيس نبيه بري يستضيف المسؤولين الأميركيين في العشاء الرمضاني الأول، في دارته بعد جريمة تفجير استهدفت بنك لبنان والمهجر في شارع فردان، في العملية الأولى ضد أحد أكبر وأهم المصارف اللبنانية.

وسأل الرئيس بري مساعد وزير الخزانة الأميركي: هل تعلم أن زعيم حزب الله كان مسؤولاً في حركة أمل التي أرئسها، وانطلق من رحمها. وتابع: إسمع مني الآن انني أول حليف للحزب، وفي إمكان ادارتكم أن تعاقبني على علاقاتي المالية والسياسية معه، ولن أحدثك عن تعاوني العسكري معه، وأنا في صلب المقاومة.

وأردف رئيس البرلمان: لا توجد عائلة شيعية الا ويتوزع أفرادها على التنظيمين. وان أكثر الأمهات معي والآباء مع السيد حسن نصرالله، ولمزيد من معلوماتك فإن شقيقه قيادي في حركة أمل. إن علاقاتنا متداخلة، يمكنكم توزيع العقوبات.

ووسط دهشة سفير بلاده ريتشارد جونز تابع الرئيس بري متسائلاً: هل تعلمون أنني أتشارك وحزب الله في أكثر من ٢٠٠ بلدية وهي تتلقى الأموال من وزارة المال بتوقيع وزير حركة أمل علي حسن خليل.

تابع الرئيس بري مطالعته أمام المسؤولين الأميركيين الاثنين: هل تريدون التوصل الى حل؟ وتبع: اسمعاني، أنا لا أريد عرض المشكلة فقط، هل تثقون بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفريقه؟ وجاءه الجواب بالايجاب.

وقال الرئيس بري: لنحتكم اذاً الى الحاكم والى القوانين الموضوعة في لبنان، والمصادق عليها في تشرين الثاني الماضي، وهي أعلى درجات الامتثال للنظام المصرفي في العالم. وأضاف: لدينا قوانين ونعمل على تطبيقها، واذا كانت لديكم الثقة بمصرف لبنان فإنه سيلتزم بما طلبتموه.

ويقول الذين نقلوا بعض وقائع الحوار بين الرئيس نبيه بري والمسؤولين الأميركيين الاثنين، إن لبنان لا شيء عنده يخجل به أمام العالم، خصوصاً على الصعيد المالي، ولا سيما في هذه الحقبة الدقيقة الزاخرة بالتحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

كان الرئيس رفيق الحريري، لا يفوّت مناسبة، قبل استشهاده، الا وبنوّه خلالها بأنه فخور الى أبعد الحدود، لأنه، عندما جاء الى لبنان، ومعه قرار بتولي رئاسة مجلس الوزراء فيه، كان فخوراً بأنه اختار أفضل الرجال، ليقودوا معه رحلة اعادة البناء فيه، وفي مقدمتهم رياض سلام، حاكم مصرف لبنان، والوزير الشهيد باسل فليحان والوزير غسان سلامة. وأنا في لبنان عملت بذهنية العالم لا بعقلية المقاول. ويستدرك: صحيح انني جمعت الأمرين معاً، لكنني حرصت على عدم الفصل بين دور المقاول وذهنية العالم.

وأردف: عندما تسلمت الحكم، كانت بيروت قد تحولت خلال الحرب الى غابة من الأشجار، ولم نعد نجد في عاصمة الحياة والبشر مكاناً متاحاً للبناء. وأردت أن أقتحم مجاهل العاصمة بصعوبة، بادرني صديق عزيز بالسؤال الآتي: هل تريد أن تعمل في هذه المدينة المليئة بالأشجار والأحجار. هل أنت مجنون أم مغامر؟

ورددت عليه: إنك يمكن أن تقول إنني المغامر والمجنون، وهما سيعيدان العاصمة الى ما كانت عليه، وعلى أحسن حال.

هل بيروت اليوم هي العاصمة التي اجتذبت رفيق الحريري اليها، أم انها عاصمة الفساد، بعدما رمم أحياءها الرئيس الشهيد، وامتدت اليها أيادي الفاسدين.

لماذا توقفت طموحات الرئيس الحريري في منتصف الطريق، وسعوا الى التخلص منه وهو في أوج تألقه ومراميه؟

يجيب على هذا السؤال الرئيس فريد مكاري أحد كبار مساعديه، والنائب الحالي لرئيس مجلس النواب، بأن رفيق الحريري كان رفيقاً للأحلام والطموحات. لقد حلم الرجل بأن يرى بيروت المهدمة، عاصمة عامرة بالخير والتقدم، وكان له ما أراد. هكذا كان الرجل، عندما عمل في السعودية، وحرص على أن تكون المملكة، مملكة الخير والعطاء. عمل بتواضع وأعطى بسخاء، ووهب حياته للناس بسخاء، تلك هي معجزة رفيق الحريري، وهكذا عمل في لبنان، وراح يعطي بفرح حتى الشهادة، والرجل الشهيد دفع غالياً من دمه، ليرحل عن الأرض التي سعى الى تعميرها وبنائها بما يعجز عنه الكثيرون، لأن الرجل الكبير أراد أن يكون لبنان على مقدار طموحاته، لكنه ذهب ضحية غدر الأعداء، وتربصهم بنجاحاته. ويوم كان سواه يصنع الميليشيات، كان رفيق الحريري ينشئ ميليشيات تعليمية، ويوفد الشباب الى جامعات العالم، للتخصص في أرقى الاختصاصات والمعاهد.

ماذا بعد قرابة عقد من الزمن على رحيل رفيق الحريري؟

كان صديقه الوزير السابق والنائب مروان حماده يجلس في دارته الكائنة تجاه البحر المواجه لفندق الريفييرا عندما وصل اليه، بناء على موعد سابق وفد من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة نائب الأمين العام كريم مروه. كان اللقاء ممتازاً، رجل يقف على معظم أفكار صديقه، وقادة كبار من حزب يساري الهوى، يرحب برؤية بيروت عصرية، ولا يشارك رائد البناء بكل أفكاره والطموحات.

لكن الجميع أعطى كل منهم آراءه في الآخر ورحب بالبناء لخدمة لبنان، وتحفظ على بعض الخطوات.

وفي احدى الحوارات، شدد كريم مروه على أن العطاء ينبغي ألا يكون مشروطاً بحوافز معينة، لكنه قال إن الحافز الوحيد هو خدمة الانسان بلا شروط.

وراح كريم مروه يردد أمام أصدقائه والمعارف، أن الحرية مطلب انساني، لكن ممارسة أي عمل بحرية هو قمة الانسانية.

وفي الأيام الأخيرة، تبدلت الأمور، وتغيرت الوجوه، استشهد الأمين العام للحزب جورج حاوي، وخلف الكبار مثل نقولا الشاوي ورحل النافذون وأطل القادمون الى القيادة بكثافة. وبعد رحيل خالد حداده عن الأمانة العامة للحزب، اختار الشباب قيادياً جديداً مكانه.

في هذه الظروف، حلت الانتخابات البلدية في لبنان، في وقت لا رئيس جمهورية فيه، بعد مرور سنتين على الفراغ وبضعة أشهر في السدة الرئاسية.

الا أن شعار المواطنين، كان في بيروت تحقيق المناصفة بين أعضاء مجلس بلدية بيروت، وظهور نواة سياسية مناوئة لكثافة التصويت، وظهور الانقسام السياسي الذي قاد الى معارك حادة بين رفاق الصف الواحد، خصوصاً بين الرئيس سعد الحريري وصديقه وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي كان الظاهرة الجديدة في الانتخابات.

راجت في العاصمة الثانية، أفكار غير تقليدية مفادها أن سعد الحريري خسر زعامة بيروت، ولا يجوز أن يخسر زعامة طرابلس، لأن العاصمة الثانية، تبقى عاصمة الطائفة الاسلامية السنية، باعتبار أن بيروت خطفها حزب الله ومعه أبناء الطائفة الاسلامية الشيعية. وهكذا طلع النافذون بشعار توحيد القوى السنية في معظم المناطق، خصوصاً في طرابلس، وراجت أفكار غريبة، أبرزها أن يتحد السنة في وجه الشيعة، على الرغم من أن الرئيس نبيه بري نجح في اقامة حوار بين الفريقين تجنباً لاندلاع حرب سنية – شيعية.

كانت مفاجأة الانتخابات البلدية فوز ثمانية عشر عضواً رشحهم اللواء أشرف ريفي في وجه ائتلاف جمع معظم القوى الطرابلسية.

كان يُقال إن انتصار سعد الحريري وحده في طرابلس صعب، ولا بد من جمع معظم القادة الكبار في ائتلاف واحد يضم، اضافة الى سعد الحريري، الرئيس نجيب ميقاتي، والوزير السابق محمد الصفدي والوزير فيصل كرامي نجل الرئيس الراحل عمر كرامي، والجماعة الاسلامية والأحباش المتعاطفين مع سوريا عادة.

وترشح أيضاً النائب السابق مصباح الأحدب ومعه قائمة غير مكتملة.

كان الانطباع السائد في العاصمة الثانية، أن المعركة محسومة لصالح الزعامات التقليدية الطرابلسية، باعتبار أن اللواء أشرف ريفي يحظى بعطف طرابلس، لكنه لا يحظى بقوة سياسية تؤهله ل ضرب لائحة الحلفاء الكبار، الا ان المفاجأة الكبرى، كانت فوز اللائحة التي أيدها ثمانية عشر مقعداً، وحصول قائمة الكبار على ستة مقاعد فقط.

وهكذا توج أشرف ريفي زعيماً جديداً في العاصمة الثانية، وانكفأ سعد الحريري والكراميون الى درجة ثانية، وحتى يوم السبت الفائت لم يتكلم سعد الحريري مع صديقه وحليفه السابق أشرف ريفي.

قبل معركة الانتخابات البلدية، كان يُقال في طرابلس، إن غياب سعد الحريري عن لبنان، وتمضية معظم أوقاته بين الرياض وباريس، قد أضعف تيار المستقبل عن زعامة الطائفة السنية، على الرغم من اتصاله مع الوزير السابق عبدالرحيم مراد… إلاّ أن الأوساط المراقبة لمجرى الأمور لاحظت ان سعد الحريري تلقى نكسة غير متوقعة، عندما رشح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، بعد تعثر مساعيه لترشيح العماد ميشال عون للرئاسة الأولى.

في الأسبوع الفائت أدرك الرئيس سعد الحريري، الذي يحتفظ بزعامة طائفته، انه تسرّع في التحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين الصفدي وكرامي، وراح يجوب المناطق اللبنانية من الشمال الى البقاع وبيروت وطرابلس ويدلي بخطاب ينطوي على معالجة لأسباب خسارة المعركة البلدية في طرابلس، ولا سيما عدم فوز أي عضو مسيحي أو علوي بين الأربعة وعشرين عضوا، إلاّ ان فوز ٢٤ من لون طائفي واحد، ولون سياسي واحد، كان نكسة سياسية، أكثر منه تعبيرا عن موقف سياسي عابر.

لا أحد ينكر ان طرابلس هي مدينة العقلاء، لكن التعقل لا يترجم في اختيار رئيس مجلس بلدي من طائفة واحدة، ونائب رئيس من طائفة واحدة.

وفي مجمل التفاصيل، فان طرابلس ليست مدينة طائفية، لكنها انتخبت بلدياً بطريقة طائفية وربما يعود ذلك، الى الصراع بين الطائفتين السنية والشيعية الذي ترك بصماته على اصوات الناخبين في عاصمة الليمون والبلح.

طبعاً، ليس اللواء أشرف ريفي، هو من يصنع زعامة سياسية في العاصمة الثانية لكنه، كان مؤهلاً لصنع انتقام سياسي من حزب الله وهيمنته على الشارع بقوة السلاح.

إلاّ أن وجود الرئيس نبيه بري في عين التينة وساحة النجمة يبقى المؤهل لكبح جماح العصبية الطائفية في الصراع السياسي، الأمر الذي يجعل مدينة بحجم طرابلس، تكبح جماح التطرّف، وتعتصم بالتعقل.

كانت استقالة وزيري حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي وألان حكيم فرصة للتغيير السياسي، في عصر يخيّم عليه الشعور المتزايد، بضرورة احداث تغيير، في جمهورية تناضل من أجل احداث التغيير انطلاقا من الموقع الأساسي في رئاسة الجمهورية.

وهذا ما جعل رئيس الحزب النائب الجميّل، يصعد الى السراي، ويعرض على الرئيس تمام سلام، امكان تقديم استقالة خطيّة لوزيري العمل والاقتصاد الوطني.

إلاّ أن التغيير المطلوب يقع في موقع آخر، لأن حزب الكتائب، والتيار الوطني الحر اتفقا في بعض البلديات واختلفا في أماكن أخرى الأمر الذي يعرقل قيام وحدة مسيحية، أو ثنائية مارونية في وجه الثنائية الشيعية. إلاّ أن الرئيس بري، العارف بأسرار اللعبة الانتخابية يدرك بأن في لبنان، تلعب الثنائيات أدواراً لا تجاريها الأحزاب كمثل ما حدث بين تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

وفي رأي العماد ميشال عون ان اتفاق معراب يبقى أقوى من أي اتفاق آخر، وهو الطريق الى انتخاب رئيس جمهورية جديد، خلال بضعة أيام.

في الأسابيع الأخيرة، ترددت أخبار متضاربة عن مصير رئاسة الجمهورية، بعضها يتحدث عن إمكان وجود حلّ للأزمة، يقوم على انتخاب العماد عون للرئاسة الأولى، مقابل استمرار نبيه بري في ساحة النجمة وعودة سعد الحريري الى السراي.

إلاّ أن ثمة من اقترح ان يتوافق السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله على الجمع بين الرئيس عون والنائب سليمان فرنجيه، على أن يكون أحدهما للرئاسة الأولى، بيد ان وجوهاً بارزة في تيار المستقبل ظلّت مع خيار الرئيس الحريري للنائب فرنجيه، على رئاسة الجمهورية.

ووسط هذه الاحتمالات ظلّت فرصة على امكان بروز توافق دولي على رئاسة الجمهورية، لا أحد يعرف أوانه.

وفي غالب التكهنات، أقوال غامضة عن جمهورية غامضة في الرهان على المجهول. وبعضها يرسم صوراً قاتمة عن امكان اللعب في الآمال على الفوز البعيد في رئاسة بعيدة الأوان والزمان.

وثمة من يتساءل عن مصير استقالة وزيري حزب الكتائب من الحكومة، وما اذا كانت تبقى معلّقة على آمال خادعة في تغييرات قد تظهر وقد لا تظهر في مدى قريب. في نطاق بعيد عن التحقيق، وما اذا كان التقارب بين الكتائب، والتيار الوطني الحر يتقارب حيناً، ويغيب أحياناً كما ان التقارب بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، يبتعد أحياناً ويتقارب ثم يبتعد، ويطلّ التوافق بين الجنرال والحكيم يبتعد ثم يتقارب من جديد، إلاّ أن محاولات الرئيس سعد الحريري لردم الفجوات التي أصابت تحالف الكبار في الانتخابات البلدية الطرابلسية عائدة الى الظهور بين الفينة والأخرى.

كان الجنرال ديغول في حقبة الستينات، وقبل أفول نجمه السياسي، يراهن على التسويات مع الأميركان، ولذلك، فقد تفاهم أحياناً مع الرئيس الأميركي جون كينيدي، ولا سيما في حقبة الستينات ويسعى الى التفاهم الداخلي مع رئيس وزرائه جورج بومبيدو وكبار مساعديه. إلاّ أن ديغول لم يقطع الأمل من وجود صراع عميق بين الرئيس كينيدي والزعيم السوفياتي في ذلك الحين نيكيتا خروتشيف.

إلاّ أن ديغول لم يقطع الأمل يوماً من امكان التفاهم مع زعماء العالم الكبار وفي طليعتهم رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو، وامبراطور الحبشة، وامبراطور ايران محمد رضا بهلوي.

إلاّ أن ديغول ظلّ رهانه الأبرز على الشرق الأوسط، وظلّ يصدر أحكامه على اسرائيل وعلى العرب، متّكئاً على علاقاته مع جمال عبدالناصر، ودافيد بن غوريون.

ولا أحد ينسى كيف هدّد اسرائيل بقطع السلاح عنها، اذا ما بادرت الى العدوان على مصر، في العام ١٩٦٧.

وذات يوم أرسلت اسبانيا وزير خارجيتها الى باريس فرناندو كاستيلا، واجتمع الى وزير خارجيته موريس كوف دو مورفيل، إلاّ أن الزعماء ما كادوا يختارون الانصياع الى نصائح جنرال فرنسا حتى كانوا يتعاطفون مع اليونان، وقد تمكن رئيس وزراء اليونان قسطنطين كرامنليس من دفع الشعب اليوناني، الى عدم الابتعاد عن أميركا وفرنسا في آن.

لاحظ الجنرال ديغول ان شكاوى القارة الأوروبية تضاءلت أمام عظمة الرئيس كينيدي قبل اغتياله في تكساس العام ١٩٦٣، لأن القيادة لا تتجرّأ، ولو كانت على مستوى الكبار.

كان العصر الأميركي علامة فارقة في الحياة الأوروبية. وكان الجنرال ديغول يردد أمام الزعيم السوفياتي في عصره نيكيتا خروتشيف، ان وجود المانيا مقسمة بين دولتين، واحدة بزعامة شيوعية وأخرى بقيادة أوروبية، فرصة أمام دولتين دمّرهما هتلر، ويرتفع بينهما جدار برلين لكن الزعيم الفرنسي أعطى الزعيم الألماني الغربي الثقة بأن المانيا باقية، ولن يساورها القلق على مستقبل وجودها، لأن خروتشيف كان يحافظ بين الصرامة والضحك على زعامة شيوعية، ما دامت المانيا الغربية اختارت مدينة صغيرة اسمها بون عاصمة لها، لتحلّ مكانها مدينة فرانكفورت.

لقد مضى وقت طويل، قبل هدم جدار برلين في قلب المانيا الغربية، وتوحيد المانيا وعاصمتها التاريخية برلين.