IMLebanon

الشارع في ميزان الإتفاقات السياسيّة… والبحث مستمرّ عن تسوية وطنية شاملة

 

يجتاز لبنان مرحلة تعتبر الأصعب في تاريخه بحيث هناك أجواء عن فترة عصيبة على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية وصولاً إلى المخاوف من الأوضاع الأمنية في ظلّ الإشكالات المتنقلة والتي تنبئ بمخاطر كبيرة ولا سيما أن هناك مؤشرات ومعلومات عن استعدادات بعض القوى السياسية والحزبية إلى تيارات أخرى بمعنى الاستنفار الدائم خوفًا من أي طارئ قد يحدث نظرًا لتفاقم الأوضاع على كافة الأصعدة ولا سيما أن ما يجري في إيران والعراق بات مرادفًا للواقع اللبناني وهذه الحلقة التي تضم لبنان مرشحة للتصعيد، ومن الطبيعي أن لبنان قد يكون من أكثر المتأثرين بما يحدث في ظلّ ظروفه المالية والاقتصادية التي وصلت إلى حالة الانهيار وخصوصًا أن ما يصدر عن مؤسسات مالية عالمية من تصنيفات يثير القلق والمخاوف.

 

وبناءً على هذه الأجواء فإن هناك اتصالات عديدة تجري بعيدة عن الأضواء بغية الوصول إلى تسوية وطنية شاملة إنما حتى الآن لا زال هذا الأمر دونه صعوبات وعقبات على اعتبار أن الكلمة باتت في الشارع من خلال هذه الانتفاضة الشاملة ولا سيما أن انتخابات نقابة المحامين وما أفرزته من نتائج ضربت سائر الأحزاب والطبقة السياسية بعد وصول النقيب ملحم خلف إلى هذا الموقع بعيدًا عن التحالفات الحزبية أو مع أي جهة سياسية.

 

وفي هذا لإطار، علم من مصادر سياسية مطلعة أن هناك اتصالات حصلت في الساعات الماضية من أجل الوصول إلى حلول سريعة على خط التكليف على أن يحدّد موعد الاستشارات بعد حسم هذا الخيار والإتفاق على سلّة واحدة من التكليف إلى التأليف ومن الطبيعي الاستشارات النيابية الملزمة وإنما وبعد خروج الوزير السابق محمد الصفدي من المعادلة وحرب البيانات بين تيار «المستقبل» والتيار الوطني الحر فالمسألة تحتاج إلى وقت نظرًا لغياب الثقة بين الطرفين ووصول الأمور إلى حدّ أعاد المساجلات بينهما.

 

وفي هذا السياق، ينقل عن المتابعين لمسار هذه المشاورات والاتصالات بأن أكثر من جهة دخلت إلى الخط  للتهدئة على اعتبار أن عدم رغبة الحريري في التكليف سيصعب من مهمة السلطة السياسية إلا في حال عاد بشروطه وهذا مدار اتصالات بين الخليلين و«بيت الوسط» دون أي ضجيج إعلامي كي يتكرّر ما جرى في الآونة الأخيرة بعدما أغضب دخول جهات سياسية على خط التكليف رؤساء الحكومات السابقين والكثيرين، وبالتالي هذه المسألة تستوجب الاتصال المباشر بين الرؤساء الثلاثة دون وسيط سياسي مهما كان دوره وحجمه وتمثيله.

 

ورأت المصادر أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من الصعوبات على ضوء ما يحصل في الشارع إضافة إلى انقسامات على مستوى أهل السياسة ومن ثم ما يجري في إيران والعراق وبحيث تغيب الاتصالات الدولية الفاعلة من أجل دعم لبنان ومساعدته حتى أن مهمة موفد وزارة الخارجية الفرنسي الأخيرة إلى لبنان لم تعطِ النتائج المرجوة، لذا أن لبنان أمام ظروف مفصلية على كافة المستويات، لهذه الغاية فالتكليف سيأخذ مداه بين مدّ وجزر.