Site icon IMLebanon

الصراع على البلديّات قضى على ما تبقى بين المستقبل والقوّات !!

لا شك أن الخيارات السياسية التي اتخذت على الخط الرئاسي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، ساهمت الى حد كبير في حدوث خلافات تفاقمت كثيراً، وإن عمل البعض على إحداث شيء ايجابي على «خط الرجعة» كما يقال. لكن كل هذا لم يُسهم في فتح ثغرة ايجابية، من شأنها إنهاء الخلاف السياسي بين الفريقين. وصولا الى دعم كل من الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، لشخصيتين لرئاسة الجمهورية من فريقي 8 آذار، بما يتناقض مع شعارات 14 آذار التي رُفعت في الساحات على مدى عشر سنوات، فأتى الاستحقاق الرئاسي ليقضي عليها. وعندئذ فقد فريق 14 آذار منطق الثورة وضّل طريقها السيادي، بعد أن انفرد قطبان منها بخيارين متناقضين ألحقا اضراراً كبيرة بالقضية الاساسية.

وما زاد في الطين بلّة الانتخابات البلدية في مدينة زحلة، التي احدثت حالة من التوتر بين الحريري وجعجع وصلت الى القطيعة بحسب مصادر مقربة من الطرفين، وفي المقابل أنتجت تفاهماً على خط الوفاق المسيحي المتمثل بالتحالف القواتي – العوني، والمرشح الى الاستمرار في الانتخابات النيابية المقبلة، التي ستحدث زلزالاً سياسياً في المناطق المسيحية جميعها، وكل هذا يعني تسونامي ليس بحاجة الى حلفاء الامس، الذين باتوا خصوم اليوم، من دون أي توقع بعودة التفاهم بينهم الى الساحة السياسية، بحسب ما تقرأ المصادر، اذ اعتبرت أن منطق اللاعودة سيسود من الان فصاعداً، وبالتالي فصورة الانتخابات النيابية في حال جرت، ستكون على شاكلة الانتخابات البلدية، أي لا وجود لمشاهد باتت من الماضي، بل تركيبة غريبة عجيبة.

هذا، وترى المصادر المذكورة أن تصدّع العلاقة بين القوات والمستقبل أنهى ما تبقى من قوى 14 آذار، على الرغم من الكلام المنمّق الذي يطلقه مسؤولو الفريقين امام وسائل الاعلام، بأن التحالف بينهما استراتيجي، إلا ان هذه الاستراتيجية خفّ وهجها جداً، وبالتالي فالمقاييس انقلبت، فترميم العلاقة بات صعباً جداً، لان التحالف القوي الذي ساد بين الحريري وجعجع، قضى عليه فرنجية بثوان معدودة، مؤكدة أن كل فريق سيبقى على رأيه ولن يحصل أي توافق، فيما المطلوب اليوم ولكي تعود الامور الى ما كانت عليه، النظر مجدداً في دعمهما لفرنجية وعون، أي سحب هذا الترشيح والنظر الى مرشح انقاذي مقبول من كل الاطراف، أي ورقة توافقية قد تساهم في ترميم الوضع لكنها بالتأكيد لن ترجعه الى سابق عهده، لان ما يُكسر لا يمكن ترميمه كما كان.

ورأت المصادر أن شعرة معاوية انقطعت نهائياً، وتحديداً منذ مهرجان «البيال»، حين ادار الحريري ظهره السياسي نهائياً لجعجع، الذي بدوره لا يتقبّل الطعن في الظهر ولا يسكت على أي إهانة، لذا رّد له الصفعة في زحلة، وسوف يتابع بردها في مناطق اخرى.، من خلال تقارب لا مثيل له مع عون ، لانها الخطوة التي تؤلم زعيم «المستقبل» الى ابعد الحدود، وشدّدت على ضرورة الحذر من الخصوم والحلفاء معاً في هذه المرحلة، بعد بروز متغيرات كبيرة على الساحة اللبنانية.

ورأت ضرورة ان تصبح الثنائية المارونية اليوم مشابهة للثنائية الشيعية، التي تتفق على أي مهام او مركز شيعي، فتلغي على الفور الأصوات الأخرى وتقول كلمتها ونقطة على السطر، وهذا هو المطلوب اليوم في الاطار المسيحي، وختمت بالدعوة الى إشراك كل المكوّنات المسيحية في هذا التحالف، لان في الجمع قوة لا يستهان بها.