أثار هذا الموضوع رد فعل دولي كبير، ومن أجل إعطاء صورة عن هذه القضية أجرينا هذا البحث في القاهرة، فتبيّـن أنّ الأقباط في تلك المنطقة نزح منهم 112 عائلة من أصل بضع مئات… وهذا النزوح جاء نتيجة الحرب الدائرة بين الجيش المصري ومجموعة من المسلحين في منطقة «جبل الحلال» المتاخمة لسيناء، والهجرة التي حصلت طبيعية جداً، فهي ليست المرة الأولى، إذ في العام 1956 (يوم العدوان الثلاثي) حدث نزوح كبير من منطقة القناة، وعندما استتب الوضع عاد الناس.
وهذا يعني في حقيقة الأمر أن المواطن العادي ليس مضطراً أن يتحمّل نتائج حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل.
بالنسبة للأرقام والضجة الإعلامية الكبرى المفتعلة عن تهجير الأقباط، إنما مردّها الى سقوط ثلاثة قتلى الاسبوع الماضي وقتيل يوم أول من أمس وأحدهم مسلم وليس قبطياً.
منطقة رفح والعريش وشيخ زويد وجبل الحلال، هي حدودية مع قطاع غزة، وهي بموجب اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل يقتصر وجود الدولة المصرية فيها على الشرطة، وهكذا أضحت منطقة لزراعة المخدرات وتجارة المسروقات والأشياء غير المشروعة… وعلى سبيل المثال انه في 25 يناير، يوم بدء الثورة سرقت من القاهرة 13 ألف سيارة مصرية وُجدت لاحقاً في قطاع غزة!
موضوع آخر مهم جداً هو الأنفاق بين غزة وتلك المنطقة الحدودية، فقد عجزت إسرائيل عن ضبط الأوضاع فيها… ولم تفلح حتى الآن.
وجبل الحلال هو عبارة عن سلسلة طويلة وضخمة من الجبال والمغارات والمدقات الوعرة بطول 60 كيلومتراً وكهوف يصل عمقها إلى 300 متر على ارتفاعات شاهقة في بطن الجبل، ويشتهر بوعورة تضاريسه وقسوة طبيعته الصخرية.. ولكل تلك الأسباب أاشتهر ذلك الجبل بأنه «تورا بورا» المصرية، ولذلك لا يبدو مفاجئاً أنه لم تدخله أي سلطة مصرية و لم تطأه قدما جندي مصري من قبل، بل ويعتبرونه أرضاً خارج سيطرة الدولة تماماً، لذلك اشتهر هذا الجبل بأنه كان دوما أسطورة الشر والاجرام في سيناء، وكان بمثابة المنطقة الآمنة والحصن الحصين لعتاة المهربين والخارجين على القانون من تجار المخدرات والسلاح، ومع الوقت تحول ليصبح الملاذ الآمن للارهاب وإدارة أعمال القتال الاجرامية لأنجاس بيت المقدس مستخدمين في ذلك أحدث المعدات والأسلحة والذخائر ومستعينين بأحدث وسائل الاتصال المتقدمة وتدعمهم لوجيستياً دول الجوار ودول الشر وعلى رأسهم انكلترا وأميركا، ومركز العمليات الرئيسي لهذا الحصن كان في كهوف هذا الجبل تديره مخابرات عدة دول بتكتيكات حربية وقتالية معقدة جدا، حيث أنها تشتمل على الآتي:
1- أسلحة متطورة جدا تُدار من بعد وتُستخدم فيها صور الأقمار الصناعية بإحداثيات محددة.
2- إدارة شبكة مالية معقدة جدا لأعمال شراء الأسلحة وتمويل الجماعات الارهابية وعناصر التجنيد والمراقبة والتدريب.
3- اكتشاف كافة الخلايا النائمة التي كانت تعمل فى الخفاء من خلال المستندات والوثائق والمراسلات المضبوطة.
4- اكتشاف مخطط دولي لإثارة العالم ضد مصر والمطالبة بفرض الحماية على الأقباط في شمال سيناء بحجة استهدافهم من قبل الارهابيين.
عوني الكعكي