IMLebanon

نجاح التسوية رهن بموافقة الثلاثي المسيحي وبكركي تدعو لإغتنام الفرصة

الحريري مستمر في مشاوراته لتأمين أوسع دعم وطني لإنتخاب فرنجية

نجاح التسوية رهن بموافقة الثلاثي المسيحي وبكركي تدعو لإغتنام الفرصة

بعد تزايد الاعتراضات المسيحية على المبادرة الرئاسية واستمرار «حزب الله» والنائب ميشال عون على صمتهما، بدا أن الأمور بحاجة إلى الكثير من الجهد لإزالة العراقيل من أمام سلوك التسوية طريقها إلى التنفيذ، ما يعني أن انتخاب الرئيس العتيد مؤجل إلى حين تفاهم الأقطاب الموارنة تحديداً على المخرج المناسب الذي يجب اعتماده لإنجاح هذه التسوية أو البحث عن أخرى تحظى بدعمهم وتوفير الأرضية المناسبة للخروج من هذه الأزمة. ولا يظهر أن أياً من الأطراف المعترضة على مبادرة الحريري مستعد للكشف عن موقفها الصريح منها، قبل أن يبادر رئيس «المستقبل» إلى تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية رسمياً، وعندها سيقول كل طرف رأيه بوضوح، فإما أن يعبّد الطريق أمام انتخاب فرنجية وإما تعود الأمور إلى المربع الأول، ما يعني إطالة عمر الفراغ وتشريع الأبواب أمام شتى الاحتمالات التي تنتظر البلد.

والسؤال الذي يُطرح: هل ما زال هناك أمل لإنجاح التسوية الرئاسية وتأمين ظروف إيصالها إلى خواتيمها السعيدة؟ تجيب مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» بالقول لـ«اللواء»: إن التسوية ما زالت موجودة وكل الاتصالات التي يقوم بها الرئيس الحريري تهدف إلى إنجاحها وإحاطتها بأكبر دعم وطني ممكن، لأنه يرى أنه من مصلحة البلد أن يُنتخب النائب فرنجية ضمن أوسع تأييد مسيحي وإسلامي، وهذا رهن بتوحيد الموقف من ترشيح رئيس «المردة» من جانب القوى المسيحية أولاً التي ما زالت معترضة على انتخاب نائب زغرتا، مشددة على أن الكرة الآن في ملعب المعترضين، باعتبار أن يداً واحدة لا تصفّق، وبالتالي لا بد للأطراف السياسية الأخرى أن تلاقي الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط في منتصف الطريق لإيصال هذه التسوية إلى خواتيمها السعيدة.

وأكدت المصادر أن الفرصة تبدو سانحة ولا يجوز التفريط بها، لأنها قد لا تتكرر، سيما في ظل الدعم الدولي والإقليمي اللافت الذي حظيت به، ما يفرض على الذين يقفون في وجه التسوية أن يراجعوا حساباتهم، لأن مصلحة البلد يجب أن تتقدم على أي اعتبار آخر، وإذا كانوا لا يرون بفرنجية رئيس المرحلة، فالأجدر أن يتوافقوا على مرشح آخر، لأن المهم ملء الشغور القاتل، تفادياً لتداعياته التي لن يسلم أحد منها ولا يجوز الانتظار أكثر، مشيرة إلى أن الرئيس الحريري يواصل مساعيه لوضع مبادرته على السكة وحتى لو طالت الأمور أكثر مما كان متوقعاً لها، وهو سيوسّع في الساعات المقبلة من مروحة مشاوراته مع المعنيين بحثاً عن مخارج تضمن الالتفاف الداخلي حول التسوية الموعودة.

وفي هذا الإطار، استبعدت أوساط روحية قريبة من بكركي اجتماعاً للأقطاب الموارنة برعاية البطريرك بشارة الراعي، بعد ظهور مؤشرات لا توحي بإمكانية تلبية هؤلاء الدعوة التي وجهت إليهم، في ظل استمرار الخلافات في ما بينهم بشأن التسوية الرئاسية وبروز اعتراضات على ترئيس النائب فرنجية، لكن أبواب بكركي مفتوحة في أي وقت، مع التمني أن يوحد الأقطاب مواقفهم ويتفقوا على دعم مرشح من بينهم لانتخابه رئيساً، لأن ذلك سيسعد بكركي كونه سيملأ الفراغ في سدة الرئاسة الأولى ويخفف عن البلد الكثير من الأزمات  التي تنتظره، إذا ما طال أمد الشغور الرئاسي أكثر وبقيت الأوضاع على حالها من التردي والانهيار على كافة المستويات، وهو ما لا يمكن أن تقبل به بكركي وكل غيور على مصلحة البلد والناس، وبالتالي فإن مسؤولية الأقطاب الأربعة كما هي مسؤولية القوى السياسية الأخرى أن تضع مصلحة لبنان أولوية وتتنازل من أجلها ليكون للبلد رئيس في أسرع وقت ليتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتستعيد المؤسسات دورها في ظل وجود رئيس للجمهورية يأخذ على عاتقه إعادة قنوات الحوار والتواصل ومد جسور التلاقي وفتح صفحة جديدة بين اللبنانيين.