IMLebanon

هل يستدرك «سنّة معراب» خسارة الشارع؟

 

 

للمرة الأولى منذ عام 2005، يعاني خصوم حزب الله في لبنان من ضعف التمثيل السنّي بعد تلاشي ثقل تيار المستقبل إثر اعتكاف رئيسه، ونتيجة التغيّر في المزاج الشعبي السنّي بعد عملية «طوفان الأقصى». وتدرك ما تسمّى كتلة «نواب المعارضة» ضعف تمثيلها السني، بعد إخفاقها في اجتذاب نواب سنّة يتموضعون في الوسط بين المحور الداعم للمقاومة والمحور المُعارض. وهو ما يفرض نفسه على النقاشات الداخلية، ضمن هذا التكتل، والإقرار بأنّ تطعيم «المعارضة» بــ«ثلاثيّ معراب السنّي»: وضاح الصادق وأشرف ريفي وفؤاد مخزومي، ومعهم بلال الحشيمي، «لا يُلغي إشكالية ضعف التمثيل السنّي داخل هذا الفريق».وتعزّز ذلك نصيحة أسداها ديبلوماسي عربي إلى بعض نواب المعارضة السنّة حول «أهمية إيجاد مساحة مُشتركة تسهّل عقد تفاهمات مع الكتل السنية الوسطية والنواب المنفردين، مِمّن ليسوا في محور حزب الله، لكنّهم ليسوا في المحور المواجه، ويتقبّلهم الشارع السني في هذه المرحلة لكونهم يحملون خطاباً يتماهى ومزاج هذا الشارع المؤيّد لأهل غزة ومقاومتها». ونبّه الديبلوماسي إلى أنّ «أحد معايير الفرز في الشارع السني في مرحلة ما بعد الحرب، سيكون موقف النواب من الحرب الدائرة، وإذا ما كانوا قد تموضعوا في مكانٍ يخدم المقاومة أو لا يصوّب عليها بالحد الأدنى، ولا يخدم إسرائيل». ولذلك، نصح الديبلوماسي بأن «بعض التمايز عن حزب القوات اللبنانية قد لا يكون مضرّاً، بسبب خطابه الحادّ والمعادي لِما تقوم به حركة حماس في غزة، والعنصرية الكامنة في خطابه تجاه الفلسطينيين، وهو ما لا يتقبله الشارع السني الذي يشكّل تأييد حماس ممراً إلزامياً فيه في المرحلة الراهنة».

نصيحة من دبلوماسي عربي: بعض التمايز عن القوات ليس مضرّاً

 

وحتى على صعيد جبهة لبنان، تنقل المصادر أنّ «سنّة المُعارضة سمعوا إطراءً لطريقة تعاطي زملائهم السنّة الوسطيين مع انخراط حزب الله في المعركة، وعدم انجرارهم في حملات معادية لن يستسيغها المزاج السنّي، وخصوصاً مع مشاركة فصيل سنّي («قوات الفجر» التابعة للجماعة الإسلامية) في العمليات العسكرية ضد إسرائيل، من دون أن يطبّلوا للحزب نفسه. وبالتالي كانت هذه فرصة لسنّة المعارضة لا ينبغي لهم أن يفوّتوها».

يترافق ذلك، مع تعبير بعض نواب «المعارضة» السنّة عن صدمتهم من اللقاءات التي جرت بعيداً عن الإعلام، ومن دون علمهم، بين الجماعة الإسلامية وكلٍّ من حزبَي القوات اللبنانية والكتائب، بعنوان استطلاع طبيعة العلاقة بين الجماعة وحزب الله، إذ إن سنّة المعارضة كانوا يتوقّعون، على ما نقل عن أحدهم، أن مشاركة «قوات الفجر» في العمل العسكري جنوباً تجعل الجماعة في صف حزب الله لجهة التفرد بقرار الحرب، قبل أن يجدوا أنفسهم كالزوج المخدوع، فيما هم يتعرّضون لضغوط شديدة ضمن بيئتهم. فهل يدفع العمل بـ«نصيحة» الديبلوماسي العربي «سنّة معراب» إلى تصويب خطابهم ولو جزئياً؟

 

الطاشناق والثنائي: لجنة تنسيق في برج حمود

كشفت التوترات الأمنية التي شهدتها منطقة برج حمود أخيراً متانة العلاقة بين الثنائي حزب الله – حركة أمل وحزب الطاشناق، على عكس ما أراده من حاولوا إضفاء طابع طائفي على الأحداث.

ثلاث نقاط رئيسية تمّ التوافق عليها في زيارتين لوفدين من حزب الله وحركة أمل إلى مقر الطاشناق في برج حمود: الخصوصية الأرمنية للمنطقة، والعلاقة المتينة بين الطاشناق والثنائي، وإدراج محاولة الاستثمار الطائفي للأحداث في سياق التحريض المتواصل ضد المقاومة. ولذلك، وفق مصادر شاركت في الاجتماعات، «تمّ الاتفاق على قطع الطريق على أي محاولة لزج المنطقة وأهلها على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم في الفتنة التي تريدها أطراف خارجية وداخلية بأي ثمن»، وشُكلت لجنة تنسيق مشتركة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث. وفيما «أكد وفد حزب الله على الهوية الأرمنية للمنطقة وخصوصيتها، كان هناك تأكيد من الجانب الأرمني بأنه على دراية كاملة بأن ما حصل هو إشكالات فردية غير منظّمة، وفي حوزة الطاشناق أسماء المتورطين، وتمّ الاتفاق على أن تقوم البلدية بتنظيم وضبط المخالفات بالتنسيق مع القوى الأمنية، مع التشديد على عدم وجود أي غطاء لأحد، خصوصاً في ظل الوجود السوري والكردي الكثيف الذي يُمكن أن يكون بيئة خصبة لبعض أجهزة المخابرات الخارجية بهدف العبث بالأمن، فضلاً عن واقع التفلت الذي أنتجته الحالة الاقتصادية وأتاح لمافيات الأزمة استباحة المنطقة كما سائر المناطق، وولّد فوضى تنتج عنها مثل هذه الحوادث.