بعد 45 يوماً على مغادرة الرئيس سعد الحريري لبنان بعد إحيائه ذكرى 14 شباط، وعودته الى فرنسا لإجراء عملية جراحية في صمامات القلب، لم يختف “طيف” الحريري عن الساحة السنية والسياسية، رغم استمرار تعميمه انه متوقف عن العمل السياسي حتى إشعار آخر.
وتكشف اوساط سنية واسعة الاطلاع على حركة الحريري، ان الاخير اوعز منذ ايام الى احد مساعديه لتقديم مساعدات او زكاة، والواح طاقة شمسية وبطاريات لأكثر من 5 مساجد سنية بين الكورة وطرابلس، وبعلم دار الفتوى. وتشير الاوساط الى ان هبة الحريري وان حُصرت بالجانب الخدماتي والديني، الا انها تصب في إطار توجه جديد للحريري ويستكمل بعد عودته الاخيرة الى بيروت، وهي العمل السياسي المحصور بالعمل الحزبي والخدماتي، والتواصل مع المرجعيات الدينية ووجهاء المناطق.
وتلفت الاوساط الى ان هذه الحركة على “الخفيف” لا تكسر قرار الحريري بإستمرار تعليق عمله السياسي، ولا تجعل تيار “المستقبل” وحيثيته الشعبية التي ظهرت في حشد احتفال 14 شباط تختفي وتزول مع الوقت، بل تُبقي “سيرة وذكر” الحريري حاضرين بين الناس.
وعن السعودية وحركة الحريري الاخيرة، تلفت الاوساط الى انه صحيح ان قصر اليمامة لم يبارك عودة الحريري الاخيرة الى لبنان، ولم يمنحه “الاذن والبركة” بالعودة الى العمل السياسي، ولكن الاجواء التي يشيّعها معاونو الامير محمد بن سلمان لا توحي “بمعارضة” كبيرة لحراك محدود للحريري وتيار “المستقبل”، على غرار خوض الانتخابات النقابية وربما البلدية والاختيارية ان حصلت بعد شهرين او تأجلت الى العام المقبل. وترى السعودية انه عندما “يجد الجد”، يبقى سعد الحريري تحت “جناحها” ولن يخرج من “عباءتها”.
وعن الحراك السني البيروتي في شهر رمضان المبارك وتحت عناوين افطارات وسحور، تلفت الاوساط الى ان الحراك السني عموماً يصب في إطار الحراك الرمضاني والاجتماعي، ولكن طابعه وقالبه طموح سياسي وشخصي وحكومي، وخصوصاً ان المبادرة الرئاسية لكتلة “الاعتدال الوطني” مغطاة سعودياً وببركتها لتؤكد انها مهتمة بإجراء الاستحقاق الرئاسي، والطامحون كثر ليكونوا في السراي من محمد شقير الى بسام المولوي وامين سلام واحمد هاشمية وفؤاد مخزومي وغيرهم.