IMLebanon

الرئيس المكلّف إعتذارك وطني، واستمرارك قهرٌ لأهل السُّنّة

 

 

 

تعيش الساحة اللبنانية منذ انتفاضة الشعب اللبناني في 17 تشرين الأول، حالة من فقدان التوازن الوطني، وحوار الطرشان بين السلطة والشعب. فالشعب الثائر يرفع شعار «كلن يعني كلن»، وسلطة المحاصصة لا تسمع ولا ترى ولا تشبع. وحده الرئيس سعد الحريري ومعه وزراء «القوات اللبنانية» وبعض الحلفاء سمعوا صرخة اللبنانيين وكسروا صمت الطرشان، فقدّم الحريري استقالته، لإتاحة الفرصة لتشكيل حكومة تعبّر عن أوجاع الناس وحاجاتهم ونبض المنتفضين الثائرين على مزارع الطوائف والمذاهب، لأنّ شرعية السلطة لا يمكن أن تكون مستمدة إلاّ من شرعية الثائرين في ساحات بيروت والنبطية وصيدا وصور والذوق وجل الديب وجبيل والبترون وطرابلس وعكار وسعدنايل وبر الياس وبعلبك، الذين تجاوزوا خنادق السلطة المذهبية والطائفية ليقولوا نحن شعب واحد، يدهمنا الجوع والعطش والظلام والبطالة، وفقدان الثقة بالسلطة وأهلها، وكفى لتجار الهيكل وصنّاع المستنقعات الموبوءة.

 

 

 

واستبشر المنتفضون خيراً بأن ذهنية السلطة الحاكمة يمكن أن تتبدّل وتتفاعل مع الناس الطيّبين المنتفضين في الساحات والشوارع، ومع حاجاتهم ومطالبهم وحقوقهم المشروعة، غير أنَّ الثنائي حزب الله والسيّد الرئيس والوزير «المدلّل»، ما زالوا يعيشون مقولة «أنا أو لا أحد».

 

 

 

من أجل ذلك، فإنّ ثنائية الرئيس ميشال عون وحزب الله تجاوزت الميثاق الوطني والدستور والأعراف والتوازنات بين مكونات الشعب اللبناني، واستحضرت الدكتور حسان دياب لتحقيق مشروعها بالهيمنة على القرار السياسي بعد هيمنتها على القرار الأمني والعسكري، ولتكريس مقولة المشروع الصفوي الإيراني بالسيطرة الأمنية والعسكرية والاجتماعية على بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.

 

 

 

ألا يدرك الرئيس المكلّف أنّه رهينة الثنائي عون ـ حزب الله وبالتالي المشروع الصفوي الإيراني؟

 

 

 

ألا يدرك الرئيس المكلّف أنّ الاستشارات النيابية أبرزت أنّه لا يمثّل مَنْ باسمهم يحمل لقب دولة الرئيس؟

 

 

 

ألا يدرك الرئيس المكلّف أن استمراره هو قهرٌ لإرادة ودور المسلمين من أهل السُّنّة والجماعة وبالتالي لدورهم الوطني والعربي، وأنّ اعتذاره واجب وطنيّ للحفاظ على الدستور والميثاقية ووحدة البلاد والعباد؟

 

 

 

الرئيس المكلّف أنظر حولك وأمامك وخلفك، هل رأيت إلّا شعار «إرحل، إرحل، إرحل يا حسان؟».

 

 

 

وهل يمكن أن تتبوّأ الموقع الأول للمسلمين في لبنان وهم الذين لم يسمّوك، ولم يتعاونوا معك، حتى أن كثيراً منهم ومن نُخبهم رفضوا أن يكونوا وزراء معك أو داعمين؟

 

 

 

فأين أصوات نواب المسلمين السُّنّة الذين من المفترض في ظل التوازنات الوطنية أنّك ممثل لهم ولبقيّة اللبنانيين؟.

 

 

 

استمرارك قهرٌ لإرادة أهل السُّنّة، والقهر لن يدوم وعواقبه وخيمة إن لم يكن حاضراً فمستقبلاً.

 

 

 

واعتذارك واجب وطنيّ وأخلاقي، يسجّل لك لا عليك، فلا تكن شاهد زورٍ على محاصرةِ مكوِّنٍ أساسي من مكوّنات هذا الوطن المخطوف.

 

 

 

صحيح أنك بين ليلةٍ وضحاها فوجئت بالأضواء والسلطة وبلقب الرئيس أو الرئيس المكلّف، ولكنّ الصحيح أيضاً أن استمرارك سيبقى صفحة قاتمة في تاريخ الثنائي عون ـ حزب الله، وصفحة سوداء في مسيرة حياتك العلمية والوطنية.

 

 

 

هل يمكن للرئيس المكلّف أن يتخيّل أن رئيس الجمهورية يمكن أن يكون رئيساً من دون الأكثرية المطلقة لأصوات النواب الموارنة؟ أو رئيس مجلس النواب يمكن أن يكون رئيساً للمجلس من دون الأكثرية المطلقة لأصوات النواب الشيعة؟ فكيف يمكن للرئيس المكلّف أن يكون رئيساً لمجلس الوزراء من دون الأكثرية المطلقة لأصوات النواب السُّنّة خصوصاً أن الميثاقية الوطنية والنظام اللبناني حدّد طائفة كلٍّ من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب؟

 

 

 

لا نريد أن نقف عند مقولة الوزير المدلّل بتمثيل الطوائف بأقويائها، لأن هذه المقولة هي باطلة شكلاً ومضموناً، ولأننا تعوّدنا على الرئيس وصهره بالشيء ونقيضه في الزمان والمكان نفسهما منذ تشكيل عون حكومته العسكرية في 22 أيلول عام 1988 مروراً بالتسوية الرئاسية مع الحريري وحتى تاريخه، لكننا نشعر أننا في أزمة حكم وحكومة ستبعدنا عن المحيط العربي والإسلامي والدولي، ومرتهنة لمحورٍ يحلم بإقامة امبراطورية قورش الكبير من بلاد فارس الى بلاد الشام، للإطلالة على حوض البحر المتوسط تحت شعار محاربة الصهيونية وتحرير فلسطين، وفيلق قدسها بعيد عن القدس وفلسطين بُعد السماء عن الأرض.